جريدة الحقيقة الإلكترونية
عندما نرى الكون بعقولنا ونعلم وندرك بأن الموت لا مفر منه فمهما فعلنا فهو يدركنا أينما نكون والكون يتجاهل هذه الحقيقة وكأنها سراب لا يدركون حقيقته فهم يرون الحياة هي الأهم وهي القدر الذي يعيشون من أجله فقلوبهم يسيطر عليها حب وعشق المال والنفوذ والسلطة ولا يرون القدر الذي ينتظرهم وماذا سيفعلوا عندما يأتي اليوم الذي لن ينفعهم فيه المال او السلطة التي جعلتهم يبتعدوا وينسوا هذه اللحظة ولم يفكروا بأن هناك ملوك وشعراء وفنانين كتبهم التاريخ وجعلوا بصمة لوجودهم ولكن الموت لا يعرف اي كان مكانته فلن ينفعه سوى أعماله التي فعلها قبل موته وليس ما يملكه من مال وسلطة فهذا لن ينفعه . ولماذا لم يدركوا هذا كله ؟
لماذا جعلوا الحياة هي التي جعلتهم عبيدا لها ويفعلوا كل شيء من اجل البقاء والنجاح فيها ،ان الله لا يظلم عباده ولكنهم هم من يظلموا أنفسهم، لماذا لم يفكروا بالجنة ونعيمها ؟ لماذا لم يفكروا بالقصور والنعيم الذي ينتظرهم ؟ لماذا لم يخافوا من عذاب القبر ؟لماذا لم يخجلوا من أفعالهم وجعلوا قلوبهم عبيدا للشيطان يفعل بها كيف ما شاء، ألم يعلموا بأنه عدوا لهم ،لماذا لم يفكروا بهذا ،اتقوا الله فما تفعلونه فلن ينفعكم ولن يجعلكم تصلوا للشيء فهو سيكون حسرات عليكم ولا تجعلوا الغاية تبرر الوسيلة ولا تنسوا الموت فكما تريدون المال والسلطة فلا تنسوا نصيبكم من الآخرة فهي دار البقاء وما نحن إلا ضيوف في هذه الحياة الفانية .
بقلم : سهله المدني
