تعتبر التطعيمات الأداة الأكثر فعالية للسيطرة والقضاء على العديد من الأمراض المعدية، والحد من انتشار الأوبئة الخطيرة حول العالم، وشهدت دولة الإمارات انخفاضاً واضحاً في حالات الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها بالتطعيمات منذ انطلاق البرنامج الوطني للتحصين في عام 1980.

وآمنت الإمارات بالأهمية القصوى للحفاظ على هذه الجهود وتعزيز مناعة الأفراد في المجتمع من خلال الالتزام باللقاحات الروتينية، وكذلك اللقاحات المقدمة من خلال الحملات الوطنية للتحصين متى لزم الأمر، نظراً لدورها في حماية المجتمع من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وتشجيع استخدام التطعيمات لحماية الأفراد من مختلف الفئات العمرية المستهدفة.
ومنذ بدء تفشي جائحة كورونا عالمياً، لم تدخر الإمارات جهداً لحماية جميع سكانها من خطر الإصابة بالفيروس، واتبعت أفضل طرق التقصي والفحص والكشف عن الفيروس على مستوى العالم، وانهجت أكثر الأدوات والبرامج العلمية حداثة للمساهمة في تخفيف أعراض الإصابة، وتقليل أعداد الإصابات، والحد من الوفيات الناجمة عن الفيروس.
ريادة عالمية
ومع بدء السباق العالمي للتطعيم ضد كورونا كانت الإمارات في طليعة الدول التي سارعت إلى توفير اللقاحات لجميع مواطنيها والمقيمين على أرضها مجاناً دون تمييز على أساس اللون أو الجنس أو العرق أو المذهب، تكريساً لنهج التسامح الذي تتبناه منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتمضي على خطاه بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقدمت الإمارات نموذجاً استثنائياً في إدارة جائحة كورونا، تكاتفت خلاله جهود مختلف مؤسسات الدولة لتوفر أفضل مستويات الرعاية الصحية لجميع أفراد المجتمع، وهو ما عزز ريادة الدولة وحصولها على المركز الثاني عالمياً بين قائمة الدول الأكثر تطعيماً لسكانها ضد فيروس كورونا المستجد “كوفيد- 19″، بجرعة واحدة، حتى مطلع يناير 2021 وفقاً لبيانات الموقع العالمي “ourworldindata”.
إنجازات 
وبلغ مجموع الجرعات التي قدمتها الإمارات من اللقاح المضاد لفيروس كورونا أكثر من 9 ملايين ونصف المليون جرعة، بمعدل توزيع 98.97 جرعة لكل 100 شخص، ونجحت الحملة الوطنية بتقديم التطعيم لـ 5 ملايين و81 ألفاً و853 كجرعة أولى، و3 ملايين و836 ألفاً و521 كجرعة ثانية، وبذلك تم تحقيق نسبة 65.54 في المائة من إجمالي الفئة المؤهلة، كما تم تحقيق نسبة 74.63 في المائة لمن هم فوق 60 عاماً.
وأظهرت النتائج الأولية للحالات الإيجابية للحاصلين على الجرعة الثانية من اللقاح نسبة قليلة جداً حيث تراوحت فاعلية اللقاح ما بين جيد جداً وممتاز، وكانت معظم الأعراض التي ظهرت على الذين أصيبوا بعد أخذ اللقاح بسيطة جداً، ونسبة قليلة جداً تم إدخالها المستشفى، هذا وسيقوم القطاع الصحي باستعراض نتائج الدراسة كاملة فور الانتهاء منها.
تطعيم جميع المؤهلين
ودعت حكومة الإمارات جميع الفئات المؤهلة للتطعيم لمن تجاوز عمره 16 عاماً إلى استكمال التطعيم، بهدف الوصول إلى مرحلة التعافي التام، ووقاية المجتمع من التعرض للفيروس المتحور ومن ثم الحيلولة دون التعرض لمضاعفات خطيرة، مؤكدة أنه تماشياً مع خطة القطاع الصحي في الدولة لتوفير اللقاح ضد “كوفيد – 19” والوصول إلى المناعة المكتسبة الناتجة عن التطعيم سيتم التركيز في الفترة المقبلة على تطعيم الجميع.
وأهابت بالجميع مواطنين ومقيمين ممن تجاوزوا 16 عاماً ولم يتلقوا التطعيم حتى الآن بضرورة التوجه لأقرب مركز للتطعيم وأخذ اللقاح، مشددة على أن التأخير أو الامتناع عن أخذه يشكل تهديداً لسلامة المجتمع ويعرض جميع فئاته خاصة الأكثر عرضه للإصابة بالفيروس، كما أنه يشكل تحدياً كبيراً للجهود الوطنية الخاصة بالتعافي.

تقييد حركة غير المطعمين

وتدرس الإمارات حالياً اتخاذ إجراءات مشددة قريباً في جميع القطاعات لتقييد حركة غير المطعمين كخطوة لتطبيق الإجراءات الوقائية مثل عدم السماح لهم بدخول بعض الأماكن، والحصول على بعض الخدمات بهدف ضمان صحة وسلامة الجميع.
وتأتي هذه الخطوة لتتوج الجهود الوطنية الرامية إلى المضي قدماً نحو مرحلة التعافي والعودة من جديد للحياة الطبيعة، وتحصين وحماية المجتمع من الوباء، وخاصة الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس.
أهمية اللقاح
ورغم أن اللقاح المضاد لكورونا غير إلزامي في أي مكان حول العالم، ولكن ينصح به بشدة للفئات المؤهلة، وتشدد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها العالمية على دور اللقاح في توفير الحماية من الإصابة بـ “كوفيد 19” وحماية الآخرين، وأنه الأداة الأهم في شق طريق للخروج من هذه الجائحة.
ويعكس توفير بيئة آمنة وصحية إيجاباً على البيئة الاقتصادية والاجتماعية بمختلف أشكالها، ويعزز تنافسية الدولة إقليمياً وعالمياً.

دعم خطة التعافي
ويجسد اتخاذ إجراءات مشددة قريباً في جميع القطاعات لتقييد حركة غير المطعمين في الإمارات، حجم الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الإماراتية بجميع سكانها والحفاظ على أمنهم وصحتهم وأرواحهم، في استجابتها الفاعلة والاستثنائية لجائحة كورونا وتداعياتها، ودعم خطة التعافي المبكر عبر تشجيع جميع الأفراد المؤهلين للحصول على التطعيم، بسهولة عبر مراكز متطورة تقدم خدمات ذات مستوى عالمي، والاختيار بين اللقاحات الأربع المتوفرة فيها وهي: سينوفارم، وفايزر-بيونتك، وسبوتنيك في، وأكسفورد-أسترازينيكا.

الحفاظ على المكتسبات
كما يشكل تعزيز الإجراءات الوقائية استمراراً للجهود المبذولة من أجل الحد من تفشي الفيروس، والحملات الوطنية الرامية للتصدي له، كحملة “يداً بيد نتعافى” التي أطلقتها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لرفع وعي أفراد المجتمع بأهمية الحصول على اللقاح، والتأكيد على فعاليته وأمانه.

وهي الأهداف ذاتها التي ترمي حملة “رمضان بركة وأمان” إلى تحقيقها، عبر دعوة الجميع إلى عدم التهاون بالإرشادات الصحية لمنع انتشار المرض، ومواصلة نجاحات الدولة في احتواء فيروس كورونا، ومساندة جهود الجهات الصحية في الدولة، والالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط واللقاءات الجماعية الكبيرة، وتحمل الجميع لمسؤولية حماية النفس وحماية الأهل، خصوصاً من الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وأن الجميع مسؤول لحسم المعركة ضد الوباء والوصول إلى تسجيل صفر إصابات، والانتقال إلى ما بعد كورونا بإنجازات تواكب طموحات قيادة الإمارات وشعبها.

وتؤكد العديد من التقارير المؤسساتية العالمية أن الإمارات واحدة من أسرع دول العالم في التعافي من آثار أزمة كورونا، وهو ما يتطلب تضافر جهود جميع الأفراد لدعم استراتيجيات الدولة، والمحافظة على ما حققته من إنجازات من أجل التصدي لوباء كورونا، وتسريع عملية التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية.