جديد الحقيقة
الرئيسية / أقسام أخرى / فن وثقافة / محمد فضل شاكر: السمّيعة تغيّروا

محمد فضل شاكر: السمّيعة تغيّروا

«الإنسان الذي تسكن فيه الموسيقى وتحركه النغمات الجميلة هو عاشق بالضرورة».. هذا ما قاله الفنان محمد شاكر الذي تربى على صوت والده فضل شاكر، وعرف بأن اليوم الذي يمر من دون الاستماع للموسيقى أو قراءة قصيدة وربما مشاهدة صورة أو فيلم سينمائي، يمر سدى.. «زهرة الخليج» تبارك له زفافه، وتحاوره حول الحب والفن ومؤسسة الزواج.

• نبدأ من الحب والفن، ماذا يعنيان لك؟

ـ ربما الحب والفن، هما نسغ الحياة ومعناها العميق، كي نحتمل كل شيء نمضي إلى الموسيقى والفن، ندندن، نغني، نطلق الصوت لنقول، ونمضي إلى آلة العود لنعزف أحوالنا، ألا يكفي أن نقول إننا من دون الحب لا نكون حقيقيين ولا إنسانيين، تسألينني وأنا واقع في كليهما الحب والفن معاً، ربما هما معنى الوجود، الحب هو الاحترام والتضحية بمعنى أن تعمل شيئاً لنصفك الآخر، فتحيا سعادة حقيقية.

• رغم انتشار كورونا، فإن هذا لم يمنعك من الزواج، لماذا اخترت هذا التوقيت؟

ـ الحب مثل الهواء، هو خارج الوقت، ينتصر على كل شيء، لهذا في هذه العزلة التي فرضتها كورونا، ننتصر للعلاقة بين اثنين يحبان بعضهما، ونتوجها بالزواج.

• كيف بدأت قصة حبك مع كاترينا مراد؟

ـ أتذكر أنني تعرفت عليها قبل سبع سنوات، ترددت قليلاً، شعرت بالغيرة عليها، ولكني لا أدري لماذا أخبرتها في أول حديث معها بأنني أحبها وأنوي الارتباط بها، وكأنها القدر الجميل الذي ينتظرني.

• حدثنا عن أبرز تفاصيل التحضير لحفل عرسك؟

ـ أنا وكاتيا واجهنا ظروفاً صعبة جداً كي نهيئ لليلة العمر، ويصعب في هذه الليلة حضور الأهل والأصدقاء، غياب الأهل ليس بالأمر السهل أبداً، ولكن ربما وسائل التواصل الاجتماعي تخفف قليلاً هذا الشعور، فبعد أن قمنا  بنشر صورنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تلقينا التهاني والأمنيات، وبالتأكيد فإن هذه المشاركة الافتراضية خففت قليلاً إحساسنا بأننا وحيدان، وسدت الإحساس بالوحدة والفراغ، ومنحتنا دفء ومحبة الأهل والأصدقاء، يبدو أن العالم الافتراضي بات في لحظات حقيقياً.

• هل أثر فيك غياب والدك عن حفل زفافك؟

ـ طبعاً، ليس فقط غياب والدي ولكن غياب أمي وعائلتي وعائلة كاتيا أيضاً، الموضوع لم يكن سهلاً فهذا اليوم يكمن جماله في وجود الأحباء والأهل ليشاركونا الفرحة والذكريات التي تبقى، ولكن الحمد لله على كل حال، راضٍ جداً لأنني تزوجت من هذه الإنسانة الرائعة.

محسود

• بعد أيام من زفافك دخلت المستشفى وقلت إنها صيبة عين.. هل تؤمن بالحسد؟

ـ نعم أؤمن بالحسد، ولكن لم أتوقع أن يكون لهذه الدرجة، لقد أصابني صداع مخيف، خمسة أيام لم أشعر لحظة براحة، لم يتوقف الألم ولا ثانية واحدة، انعكس على عيني وأسناني وأذني، أربعة أيام بقيت بالفراش، خضعت للفحوصات اللازمة للتأكد من أنني لست مصاباً بفيروس كورونا والحمد لله على كل حال.

• قدمت لعروسك أغنية يوم زفافك، كيف كان وقع هذه الهدية عليها؟ وهل تصلح هذه الأغنية لكل عرس؟

ـ اعتبرتها حبيبتي أجمل وأروع أغنية، لأن كل شيء يذهب وتبقى الأغنية التوقيع الأجمل للحب والعلاقة، قالت لي إنها أحلى أغنية على قلبها والمفضلة لديها دائماً.

وأي أغنية تخرج للناس تصبح ملكهم، هي تصلح لكل لحظة حب وحنان، للأفراح، ولكل مناسبة خاصة وجميلة، الغناء صوت الحب، والفرح والطاقة الإيجابية خاصة حين يكون مصدره القلب، أتمنى أن تصل للناس بعيداً عن الحرب الإعلامية المفتعلة التي أتعرض لها.

• ننتقل إلى الفن والغناء، كيف يمكن أن تستفيد من جيل الرواد، لتكون مغنياً له صوته الخاص وتفرده؟

ـ الغناء الكلاسيكي العربي مدرسة متنوعة في الخصوصية والصوت والموسيقى، وأنا تربت أذني على كل هذا، صوت فريد الأطرش وعبد الوهاب وعبد الحليم وأم كلثوم وفايزة أحمد ووردة وفيروز ووديع الصافي واليوم شيرين وأنغام، أصوات كثيرة صعب ذكرها هنا، محمد عبده، عبد الله الرويشد، أبو بكر سالم، وأسماء كثيرة في الإمارات أيضاً التي تردد أغاني البحر والوطن والحب، أسعى لتكون لي بصمتي من خلال اختيار الجملة الموسيقية والكلمات، وأن أؤدي بشكل حنون ولافت، التميز أيضاً يأتي من تسليط الضوء على التجربة.

• ماذا عن خصوصية أن يأتي الفنان من بيت مليء بالفن، حدثنا عن ذكرياتك مع والدك؟

ـ هل أجمل من أن يتربى الطفل على الموسيقى والصوت، فكيف إذا كان صوت فضل شاكر، الصوت المليء بالإحساس والحب، وهو ما ورثني إياه، فالجميع يشبهون صوته بصوتي ولا يفرقون بيننا حين نرد على الهاتف، وهذه نعمة، يكفي أنني كبرت في هذا البيت الذي يعرف قيمة للموسيقى، الصوت هو صوت الحب والقلب لهذا يصل إلى جمهور كبير.

منظور آخر

• هل كنت ترى أنك ستسير بنفس طريق الغناء، كيف ترى الأمور اليوم؟

ـ عادةً أولاد الفنانين يكون عندهم غرور أكثر من آبائهم، وهذه حقيقة وأنا كنت واحداً من هؤلاء ولكن بسبب ما مررنا به من ظروف، تهذبت روحي وأصبحت أكثر هدوءاً ووعياً بأهمية الفن والظروف التي تحيط بالفنان، وبتُّ أرى الأمور من منظور آخر وبنضج أكثر.

• صوت والدك وحضوره هل يشكل لك خوفاً، لصعوبة تجاوز أدائه وجمهوره؟

ـ في الفترة الأولى كنت أشعر بخوف شديد، وكنت أتساءل ما الشيء الذي سأقدمه وسيكون أفضل من الذي غناه والدي، وعدا ذلك المشاكل التي لحقتني بسبب الذي حدث مع والدي، إذ إنني أحاسب على التهم التي لاحقت والدي، والله يسامحهم. أعتبر أن كل فنان قادر على أن يتميز وأن يعكس ما في داخله، التميز يأتي من بصمة الصوت والكلمات والتنويع على الأداء والموسيقى، ورغم أن إحساسي يشبه إحساس والدي، وهذا أعتبره غنى ونعمة، ورغم هذا إن شاء الله سترون محمد شاكر في السنوات المقبلة ببصمة جديدة ولون غنائي لا يشبه الموجود.

الأغنية الحقيقية

• هل تعتبر الأغنية الشبابية مضيعة للموهبة، أمام أغنية طربية حتى لو كانت دقائق؟

ـ الأغنية الطربية هي الأغنية الحقيقية، ولكن الأغنية الشبايبة فرضت علينا في عصر الوجبات السريعة، والرسائل الإلكترونية يبدو أن الجيل الجديد لا وقت له للتأمل في أغنية محمولة على الصوت والموسيقى والكلمة، هو جيل يهوى الأغاني السريعة التي سرعان ما تمحى، وحين أقول أغنية أصيلة لا أقصد طول الأغنية وإنما صدقها ومعناها، فيروز غنت أغاني قصيرة ورغم هذا تعيش في القلب والذاكرة.

• سابقاً كانت الأغنية تأخذنا إلى مقطوعات موسيقية عالمية، هل انقطع الموسيقيون اليوم عن هذه الثقافة؟

ـ بالعكس، الموسيقيون موجودون، وهؤلاء كثر في دول عربية متعددة، ولكن لا يتم تسليط الأضواء عليهم، لأن السميعة تغيروا بسبب تغير الجيل وخاصة الفئة بين 12 و20 عاماً، وهذا الجيل موجود بكثرة على السوشيال ميديا واليوتيوب، وهو الذي ينجح الأغنية أو يفشلها لأن النجاح اليوم يقاس بالأرقام وعدد المشاهدات وهذه مشكلة ثانية في حد ذاتها.

• امتلاك المغني موهبة التمثيل بمعنى أن يعيش الأغنية والكلمة، إلى أي درجة يسهم هذا في نجاحه ونقل عدوى الإحساس للجمهور؟

ـ أن يمتلك الفنان صوتاً جميلاً وموهبة تمثيل، فهذا يجعله قادراً على نقل الإحساس كاملاً للجمهور وأن يتقمص الدور الذي يؤديه في الأغنية، فكيف إذا توافر مخرج محترف يساعد النجم على إيصال رؤيته وإحساسه بالأغنية.

الفن يعشق الضوء

• هل برأيك مواقع التواصل الاجتماعي تكفي الفنان اليوم لتحقيق الشهرة بعيداً عن القنوات الفضائية؟

ـ هي مهمة جداً، وهذا لا يلغي أبداً دور القنوات الفضائية إلى جانب المواقع الإعلامية والصحافة، الفن يعشق الضوء دائماً.

• كيف تصف عام 2020؟ وما أمنياتك لعام 2021؟

ـ سنة 2020 كانت صعبة جداً على الجميع، وضعت العالم كله في عزلة، جعلتنا نرى مصير البشر واحداً، لهذا أدعو للتسلح بالغناء والموسيقى لأنها تساعد على نشر الصحة النفسية ورائحة الحب أيضاً. وأتمنى أن يسود السلام والحب بعيداً عن الحروب، الإنسان لا يريد سوى فسحة أمل وسلام وأمان.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*