جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / أحمد الجارالله يكتب : إيران النووية اهتراءٌ واختراقٌ وسقوطٌ

أحمد الجارالله يكتب : إيران النووية اهتراءٌ واختراقٌ وسقوطٌ

كشف اغتيال أبو القنبلة النووية الإيرانية مدى الاهتراء الأمني الذي يعاني منه نظام طهران، وأيضا عدم المبالاة التي وصل إليها الإيرانيون جراء الأزمات المعيشية المتتالية المستمرة منذ تحكمت بهم العقلية الملالوية الظلامية الديماغوجية فقادت البلاد إلى الفوضى لتصنف دولة إرهابية مارقة، فلو حكم هذا النظام وفق القيم والتعاليم الإسلامية، كما يزعم، لما وصلت الحال إلى ما هي عليه من التردي ولكان كل مواطن خفيراً.

بعد 40 عاما على نجاح انقلاب الخميني على الشاه، تراجعت هذه الدولة الكبيرة قروناً عدة، إذ بعدما كانت تسير باتجاه بناء قوة صناعية كبيرة، تشكل قاعدة شرق أوسطية، وظف لانطلاقها محمد رضا بهلوي إمكانات كبيرة، جاء رجل يعيش في الماضي كي يستفيد من تناقضات سياسية في لحظة حساسة إقليميا ودوليا، ويمسك بخناق البلاد، على غرار ما فعل هتلر بالأمة الألمانية، وموسوليني بالأمة الإيطالية، وكذلك اليابانيون بين الحربين العالميتين.

الفرق بين أولئك والخميني، أن تلك الدول كانت لديها إمكانات صناعية كبيرة، وأرصدة ومراكز أبحاث وعلماء، وقوة عسكرية متمرسة، على عكس إيران التي كانت لا تزال في أولى خطوات البناء الصناعي والاكتفاء الذاتي الغذائي قبل العام 1979، لذلك اعتمد النظام الجديد على العنصر الطائفي في تسويق نفسه إقليميا، متوهما قدرته على شد ذلك العصب عبر إقامة منظومة مذهبية ميليشياوية أثارت الفتن في الإقليم.

لم يعمل الخميني وعصابته المنقلبة على الحكم الحضاري في إيران من دون مساعدة أجهزة استخبارات دولية كانت تسعى إلى إدخال الإقليم نفق المشكلات والحروب، بعد ارتفاع أصوات عدة، ومنها شاه إيران، بشأن عدم عدالة أسعار النفط، لا سيما بعد قوله في العام 1973 إن “أسعار النفط العادلة يجب أن تتراوح بين 80 و90 دولارا للبرميل”، وهو ما رأت فيه بعض الدول الكبرى تمرداً على إرادتها، فكان الخميني خير فرصة لها، لأن انقلابه على الشاه يعني تحقيق نبوءة هنري كيسنجر “حرب المئة عام في الشرق الأوسط ستكون بين السُنة والشيعة”، ولقد أشعلت طائفية الخميني ورهطه من بعده هذه النبوءة بالفتن المذهبية التي أثارتها في الإقليم.

صحيح أن الحلفاء قضوا على هتلر، لكن الألمان سعوا مرات عدة إلى اغتياله، أما موسوليني فقد علقه الإيطاليون على أحد أعمدة الكهرباء، وصدام حسين أُعدم شنقا بعدما ترك خلفه مئات آلاف القتلى، إلا أن نهاية حكم الملالي الذين ارتكبوا المجازر ضد الإيرانيين المعارضين وشعوب الإقليم، ووصل إرهابهم إلى أميركا اللاتينية وإفريقيا، لن تختلف كثيرا عن نهاية الخمير الحمر وزعيمهم بول بوت الذين قتلوا 1.5 مليون كمبودي، خلال أربع سنوات، وربما يكون اغتيال محسن فخري زادة وقبله قاسم سليماني بداية نهاية هذا النظام المجرم.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*