جديد الحقيقة
الرئيسية / محليات / الفارس الصغير .. حلم يلامس مخيلة الأطفال وفوائد جمة بدنيا ونفسيا

الفارس الصغير .. حلم يلامس مخيلة الأطفال وفوائد جمة بدنيا ونفسيا

على الرغم من شغف الصغار قبل الكبار بالإنترنت وتطبيقات الأجهزة الذكية في المجتمعات فإن دور (الفارس البطل) مازال حلما وواقعا يلامس مخيلة الأطفال خصوصا مع رمزية الخيل الدالة على الشجاعة والإقدام والبطولة.
وفي وقتنا الراهن لا تقتصر رياضة الفروسية للصغار على مفهوم الهواية والترفيه فحسب بل تمتد لتحقق فوائد علاجية واجتماعية وجسدية ونفسية وباتت متنفسا لمواجهة بقاء الأطفال ساعات من العزلة والانطواء على شبكة الإنترنت.
من هنا برزت في البلاد في الآونة الاخيرة مراكز متخصصة لتدريب الصغار على ركوب الخيل سواء للمتعافين أو ذوي الاحتياجات الخاصة بعدما كانت مقتصرة سابقا على البالغين والهواة إلى حد ما.
ومن بين تلك المراكز المتخصصة مركز الكويت للفروسية الذي يعنى بتعليم الأطفال رياضة ركوب الخيل لاسيما من الفئة العمرية الممتدة بين 4 و 16 سنة وقد أنشأ المركز أول مدرسة بالكويت لتعليم ركوب الخيل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مثل التوحد ومتلازمة الداون والتأخر الإنمائي العالمي وصعوبات التعلم.
في السياق قالت عضوة مجلس إدارة المركز يارا الهنيدي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت ان إدارة النادي تشجع الأطفال من الفئة العمرية بين 4 و 16 سنة على رياضة ركوب الخيل بهدف رفع الوعي للحفاظ على تراث الأجداد إضافة لما لها من أهمية بالغة بتوعية الأطفال بالرفق بالحيوان.
وأكدت الهنيدي أن ممارسة تلك الرياضة تكسب الطفل من بين أمور أخرى الثقة بالنفس من خلال التدريبات التي تعمل على تقوية بنية الصغار وصقل شخصياتهم.
وعن الخدمات التي يقدمها المركز سواء للأطفال المتعافين وذوي الاحتياجات الخاصة أوضحت أن جميع المدربين والمتطوعين في مركز الكويت للفروسية لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع الأطفال لاسيما من فئة الاحتياجات الخاصة التي تتطلب عناية واهتماما بهم.
وبينت أن الاهتمام والخبرة لا تقتصر على الأطفال فحسب “بل تشمل ذوي هؤلاء الأطفال من كلا الفئتين لكسب ثقتهم في احتواء هؤلاء الأبطال الصغار”.
من جانبها قالت الفارسة ومدربة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة سمر الكندري ل(كونا) إنها تمكنت خلال السنوات العشر الماضية من اكتساب المزيد من الخبرة حول كيفية التعامل مع هذه الفئة واحتوائها رغم أن الأمر لم يكن سهلا بل تطلب سنوات من خبرة التواصل والتعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي لقاء مع طفلة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة مصابة ب (طيف التوحد) أعربت الفارسة الصغيرة الزين ميرزا (6 سنوات) عن شعورها بالسعادة البالغة لممارسة رياضة ركوب الخيل.
أما هدى العتيبي وهي والدة الزين فأوضحت أنه مع وصول طفلتها إلى عمر السنتين تدارك الأطباء تشخيص الزين على أنها إصابة ب (طيف التوحد) وهي ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي.
وأضافت العتيبي “عالجت ابنتي خلال زيارات لأطباء مختصين حتى بلوغها عامها الرابع وعندها أرشدني البعض لإدخالها مركزا لتعليم الفروسية لأهميتها في علاج التوحد”.
وأكدت أنه “بالفعل تحسنت حالة ابنتي الجسدية والنفسية كثيرا فأصبحت اجتماعية أكثر وتذهب للمدرسة كما أنها باتت تنتظر بشغف حصة ركوب الخيل إضافة إلى ذلك أصبحت تتحدث مع الغرباء دون خوف”.
ومن زاوية أخرى قالت الفارسة والمدربة علياء الهنيدي ل(كونا) إنها تصادف أحيانا رهبة من الأطفال أمام الخيل وهو أمر طبيعي لكنه يتطلب ذكاء من المدرب لترغيب الأطفال في الإقدام على التقرب من الخيل وممارسة رياضة الفروسية.
وأوضحت الهنيدي أن دور الأهل مهم جدا في هذا الصدد لاسيما أن أداء الطفل يتقدم من خلال تشجيع ذويه مشيرة إلى أنها لمست كمدربة اهتمام بعض الأهالي بتحفيز وتشجيع أبطالهم الصغار في حين كان البعض الآخر منهم قلقا أكثر من اللازم إذ يخيل لهم سقوط الطفل من على ظهر الجواد أو حركات عنيفة من الخيل تجاه الطفل وماشابه.
بدوره أعرب الطفل حميد أصغر (12 سنة) عن فرحته بانضمامه لنادي الكويت للفروسية فهو يعشق الخيل منذ الصغر وأصبح بفضل التدريبات الأسبوعية متمكنا من ترويض الخيل والتحكم بها إضافة الى تطور مهاراته عن السابق حيث كان في مستوى مبتدئ بينما تقدم الان خطوات كبيرة وبنجاح.
ونوهت والدة حميد أصغر بدور المركز والمدربين واهتمامهم بالأطفال لاسيما ما يتعلق بسلامتهم إضافة إلى تفهم جميع المدربين وقيامهم بتحويل حصص التدريب إلى حصص مرح مع التدريب مؤكدة تشجيعها ودعمها لتعليم الأطفال رياضة ركوب الخيل.
بدورها قالت منظمة الأنشطة الترفيهية الفارسة سارة المنيفي ل(كونا) إن المركز يسعى إلى توفير بيئة مريحة ومرحة للأطفال لاسيما في المناسبات التي تشهدها البلاد.
وأشارت المنيفي إلى أن الإدارة تعكف دائما على تنظيم أنشطة لا تقتصر على أطفال المركز وحدهم فحسب بل تشمل جميع أطفال الكويت.
وذكرت أن مراكز الفروسية بالكويت تقيم سنويا بطولة محلية بمشاركة جميع الفرسان والفارسات باختلاف المستويات ويتم من خلالها تكريم الفائزين بالبطولة.
وعلى صعيد متصل قالت المتخصصة في تدريب مصابي (التوحد) على ركوب الخيل سلمى العيسى ل(كونا) إن هناك إقبالا جيدا من الأهالي على تدريب الأطفال المصابين مشيرة إلى أهمية البرنامج التدريبي وتأثيره الفعال على تلك الفئة من الأطفال لاسيما تحسين تركيزهم وتواصلهم مع العالم الخارجي.
وأكدت العيسى أن رياضة ركوب الخيل قادرة على كسر الحاجز بين الطفل المتوحد والعالم الخارجي بعد عدة مراحل والاستمرار في ركوب الخيل كفيل بتعليم الطفل كيفية التحكم بالخيل والقواعد الواجب عليه اتباعها ليتجاوب معه الخيل.
وترصد إحصائيات مختلفة نشرت حديثا تناميا في انضمام الأطفال لتدريبات الفروسية عاما بعد آخر ليصل عددهم إلى نحو 300 طفل في عام 2018 في ضوء توسع دائرة الضوء على أهمية تلك الرياضة من منافع على العقل والبدن إضافة إلى مساهمتها كعامل مساعد في علاج أمراض وحالات متفرقة.
وتنتشر في الكويت العديد من المراكز المختصة بتعليم رياضة ركوب الخيل ومنها (مركز السديراوي للفروسية) و(مركز المسيلة) و(مركز المسايل) وغيرها.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*