الرئيسية / محليات / وزير الخارجية: تعزيز الاستجابة للازمات الانسانية المتلاحقة

وزير الخارجية: تعزيز الاستجابة للازمات الانسانية المتلاحقة

أكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ايمان دولة الكويت بأهمية تعزيز وبناء القدرات والتنسيق الفعال للتوصل الى افضل استجابة للازمات الانسانية المتلاحقة التي تعصف بالعالم سواء الناجمة عن الكوارث الطبيعية او النزاعات المسلحة.
جاء ذلك في كلمة للشيخ صباح الخالد ناب عنه فيها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الكهرباء والماء بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح خلال افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي السادس للشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل والذي تنظمه الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية بالتعاون مع جمعية العون المباشر.
وقال الشيخ صباح الخالد في كلمته ان العالم يواجه مرحلة حرجة زادت خلالها وتيرة الأزمات الانسانية بشكل مخيف ما يتطلب من الجميع العمل الدؤوب وبذل الجهد المضاعف لوقف نزيف أولئك الموجوعين وتضميد جراح المنكوبين الذين باتوا ضحايا لحلقة من الصراعات المريرة كان للمنطقة العريبة النصيب الأكبر منها.
واكد اهمية تشجيع الشراكة بين الدول والوكالات الدولية الفاعلة في مجال العمل الانساني فضلا عن تعزيز التعاون والشراكة مع المنظمات غير الحكومية والاهلية والقطاع الخاص بما يساهم في خلق فرص اكثر ابتكارا لدعم وتعزيز الجهود في هذا المجال.
واضاف ان الارقام المخيفة لضحايا الازمة السورية جعل الامم المتحدة تصنفها بأنها الازمة ‘الاخطر اثرا وأشد وطأة في تاريخ الأزمات الانسانية في العالم’ بعد تجاوز عدد قتلاها 250 الف قتيل وما يقارب 8 ملايين مشرد و 2ر4 مليون لاجئ ليصبح بذلك اكبر مجتمع للاجئين في العالم.
واشار الى ان ارقام عدد ضحايا تلك الأزمة جعل المجتمع الدولي عاجزا امام فداحة الحدث وحجم المأساة لاسيما مع تباين المواقف الدولية داخل مجلس الأمن تحديدا للتوصل الى حل سياسي يضع حدا لهذه الأزمة الانسانية المفجعة.
وقال ان دولة الكويت لم تدخر جهدا في تقديم يد العون للشعب السوري منذ بداية الأزمة حيث استضافت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا بلغت اجمالي التعهدات المعلنة فيها اكثر من 7 مليارات دولار كانت مساهمة دولة الكويت منها مليار و300 مليون دولار تم تسليم الجزء الأكبر منها لوكالات الامم المتحدة المتخصصة بالشان الانساني.
وشدد على مشاركة دولة الكويت في تنظيم وترؤس مؤتمر المانحين الرابع والمقرر عقده في فبراير المقبل بالعاصمة البريطانية لندن بجانب كل من المملكة المتحدة ومملكة النرويج وجمهورية ألمانيا الاتحادية.
واعرب الشيخ صباح الخالد عن التطلع بكثير من الأمل والعزيمة الى القمة الانسانية العالمية الاولى والمقرر عقدها في مدينة اسطنبول التركية في مايو 2016 آملا في ان يتم منح هذه القمة الزخم المطلوب للتحرك الجماعي الدولي في مجال العمل الإنساني.
كما عبر عن تطلعه لنجاح فعاليات مؤتمر (الشراكة الفعالة) وان يحقق النتائج المرجوة منه في تطوير وتحسين العمل الجماعي في مجال المساعدات الانسانية لتخفيف الآلام والمصاعب التي يعانيها المنكوبون.
من جانبه قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية المستشار في الديوان الاميري وممثل الامين العام للامم المتحدة للشأن الانساني الدكتور عبدالله المعتوق ان هذا المؤتمر الذي تستضيفه دولة الكويت للعام الخامس على التوالي يهدف إلى تعزيز قيم الشراكة وبحث سبل التنسيق والتعاون من أجل مواجهة الأزمات الإنسانية بفكر واع وأساليب مدروسة وخبرات مشتركة وأدوات أكثر احترافية وتقدما.
وهنأ المعتوق قائد العمل الإنساني حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه بمناسبة اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016.
وعبر عن الامل بأن تواصل دولة الكويت ريادتها في العمل الثقافي الإسلامي بقيمه الوسطية وأفكاره المعتدلة ورؤاه المستنيرة واطروحاته المتسامحة جنبا إلى جنب مع دورها المحوري في مجال العمل الإنساني التنموي.
وقال في افتتاح أعمال المنتدى الإنساني العالمي ان المنتدى يدشن مرحلة جديدة من البحث الجاد في سبل وآليات الشراكة البناءة والمثمرة وتبادل الأفكار والخبرات والتجارب الفريدة والتطبيقات الناجحة في مواجهة التحديات الإنسانية التي تكاد تعصف بالعالم.
واضاف ان هذا اللقاء جاء للتشارك في كيفية مواجهة الأزمة السورية التي تزداد حدة باستمرار تدفق اللاجئين والنزوح القسري والهجرة إلى دول القارة الأوروبية وكذلك الأزمة اليمنية التي تزداد اشتعالا يوميا وغيرها من الكوارث والنكبات في ميانمار وافريقيا الوسطى والصومال وقطاع غزة من جراء الصراع والاضطهاد والحصار.
وأفاد المعتوق بان الكويت تلمست خلال الفترة الماضية العديد من النجاحات التي حققتها جهود الشراكة سواء بين الجمعيات الخيرية الكويتية وبعضها البعض أو بينها وبين نظيراتها الخليجية والإسلامية والدولية. وبين إن من بين القضايا المهمة التي يجب التشاور والتنسيق حولها في جلسات المؤتمر هي مدى القدرة على التعاون الإقليمي لمنع الكوارث والنكبات وآليات الاستجابة لها والتعافي منها في ظل استمرار الأزمات الإنسانية الناجمة عن الصراعات والنزاعات الأهلية والتي باتت تخيم بظلالها الكئيبة على المنطقة بأسرها.
من جهته اعرب الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني عن شكره وتقديره لمقام صاحب السمو امير دولة الكويت والى الحكومة الموقرة على الدعم والمساندة التي تقدمها الكويت لمسيرة العمل الخليجي المشترك وما تبذله من جهود ملموسة لتعزيز الترابط والتكامل تحقيقا لطموحات وآمال مواطني دول مجلس التعاون.
واضاف ان استضافة هذا المؤتمر المتميز الذي اصبح اليوم ملتقى مهم لتبادل الاراء والافكار بشأن السبل الكفيلة بتعزيز الجهود الدولية لتنشيط العمل الانساني يؤكد من جديد دور الكويت الرائد والراسخ في دعم الجهود الدولية الرامية الى تعزيز الشراكة الفعالة بين الامم المتحدة والاقاليم العالمية في مجال الاعمال الانسانية.
واشار الزياني الى ان هذا المؤتمر يمضي بعون الله وتوفيقه من نجاح الى نجاح مؤكدا تلمس نتائجه وثمراته في جهود التعاون والتنسيق المشترك بين الدول الاقليمية وبين الامم المتحدة بكافة هيئاتها ومنظماتها العاملة في مجال الرعاية الانسانية وما يبذل من جهد مقدر دعما للمحتاجين وعونا للمتضررين من الحروب والازمات وقسوة الظروف.
واشاد بمبادرة دولة الكويت بتنظيم عقد مؤتمر دولي بالتعاون مع الامم المتحدة من اجل مساعدة الصومال الشقيق لتطوير التعليم في هذا البلد الشقيق.
واكد الزياني ان دول مجلس التعاون بذلت وعلى كافة المستويات الرسمية والاهلية جهودا كبيرة من اجل مساعدة اللاجئين على تجاوز الظروف الصعبة التي يعانونها.
واشار الى استضافة دولة الكويت لثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين للشعب السوري بالتعاون مع الامم المتحدة والتي بلغت تعهدات دول مجلس التعاون حوالي اربعة مليارات دولار.
وقال ان قوافل اغاثة انسانية توجهت من جميع دول مجلس التعاون الى مناطق اللاجئين في الدول التي لجأوا اليها حيث قامت دول المجلس بانشاء مخيمات ايواء ومدارس ومراكز صحية في الدول المجاورة لسوريا في الاردن ولبنان وتركيا والعراق لخدمة اللاجئين.
واضاف الزياني ان دول المجلس بادرت بتقديم الدعم المالي للحكومة الشرعية في اليمن لمساعدتها في الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب اليمني الذي وجد نفسه لاجئا ومهجرا في وطنه نتيجة لما قامت به القوى المناوئة للشرعية من اعتداءات وانتهاكات وحصار شامل للمدن اليمنية وقطع الامدادات عن سكانها.
وقال ان المملكة العربية السعودية بادرت بانشاء مركز الملك سلمان للمساعدات الانسانية لتنسيق جهود الاغاثة الانسانية في اليمن حيث رصدت له ميزانية قدرها مليار ريال سعودي.
واوضح ام جمعيات الهلال الاحمر والهيئات الخيرية بدول مجلس التعاون نظمت حملات اغاثة متواصلة للشعب اليمني غير ‘ان القوى المناوئة للشرعية مازالت تفرض حصارا على مدينة تعز اليمنية وتمنع وصول امدادات الاغاثة الانسانية عن مئات الالاف من المدنيين المحاصرين الامر الذي يدعو المجتمع الدولي الى التدخل السريع لاجبار تلك القوى على الالتزام بتطبيق القرارات والقوانين الدولية بهذا الشأن’.
وبين الزياني ان الجمعية العامة للامم المتحدة بدأت في تاريخ 20 نوفمبر الحالي مناقشة وضع اللاجئين السوريين كمشكلة انسانية دولية مشيرا الى انها تستعد لعقد القمة الانسانية في مدينة اسطنبول التركية في مايو 2016.
وعبر عن الأمل بان تسفر تلك الجهود عن رؤى وافكار خلاقة وحلول وآليات وخطط عمل فاعلة تسهم في معالجة قضية اللاجئين كقضية عالمية تتطلب تضافر الجهود الدولية وتناسقها وتعاونها.
بدوره اكد رئيس مجلس ادارة جمعية العون المباشر الدكتور عبدالرحمن المحيلان حرص الجمعية على ان يستمر العمل الانساني الذي تصدره دولة الكويت الى العالم اجمع وقارة افريقيا بشكل خاص وعلى العمل مع المؤسسات والمنظمات الدولة الخيرية.
واضاف المحيلان ان الجمعية ركزت على استثمار العنصر البشري في الدراسات المتخصصة من اجل خلق اكبر بناء وكفاءات محلية لضمان استمرار عجلة الحياة.
وقال ان الاوضاع السياسية المضطربة اصبحت رديفة لهجرة الالف ونزوح امثالهم من السكان ليصبحوا عرضة للتشرد والهدر الاجتماعي والفشل والامراض مما يحتم على المنظمات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء النظر بشكل مختلف لهذه الاوضاع والتعامل معها وفق اسس غير تقليدية لاعادة بناء المجتمعات المتضررة والتعاطي مع هذه المعضلات بحلول طويلة الاجل تضمن حياة كريمة للضحايا.
وتمنى المحيلان ان يكون هذا المؤتمر اضافة حقيقية للمؤتمرات السابقة وان يقيم اسسا مبتكرة وجديدة في مختلف المواضيع التي سينقاشها وان تكون التوصيات والمقترحات بحجم التحديات التي ‘تواجهنا كعاملين في مجال العمل الانساني’ مقارنة بما تواجهه الشعوب في مختلف مناطق الصراع والنزاعات في العالم.
من جانبه اعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسق الاغاثة في حالات الطورائ ستيفن أوبراين عن شكره وتقديره لدولة الكويت وما تقوم به من جهود لدعم الدول المتضررة في هذه المنطقة ودورها الإنساني والعمل على التنسيق مع الجهات المانحة.
وقال ان دولة الكويت عملت بشكل كبير على العمل الإنساني مشيرا الى ان الدم الإنساني موجود في هذه الدولة ‘ولقد لاحظنا ذلك على مستوى الشعب الكويتي في تقديم العمل الإنساني’.
وتطرق أوبراين الى دور الهئية الاسلامية وجمعية العون المباشر وعملهم الدائم والدور المتنامي في مجال العمل الإنساني.
وأضاف ان منطقة الخليج تشكل نقطة للعمل الإنساني فهذا العام قامت باستضافة مؤتمر حول القدرات في البحث والإنقاذ وعملت منظمة التعاون الاسلامي مع (الاوتشا) في بعثة مشتركة تعني بتقديم عمل انساني أفضل في الشرق.
واضح ان عام 2014 – 2015 وصلت التبرعات من دول مجلس التعاون الخليجي للكارثة في اليمن وسوريا والعراق الى ما يقارب 5ر2 مليار دولار أمريكي مشيرا الى ان منطقة الشرق الأوسط شهدت أزمات مستمرة على المستوى الإنساني والدعم يؤدي لمساعدة ملايين الأشخاص الذي هم في امس الحاجة للمساعدات.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*