الرئيسية / كتاب الحقيقة / رئيس جمعية المعلمين الكويتية متعب العتيبي رداً علي مقال د. بهيجة بهبهاني : المعلم بين الجحود والعرفان

رئيس جمعية المعلمين الكويتية متعب العتيبي رداً علي مقال د. بهيجة بهبهاني : المعلم بين الجحود والعرفان

في مقال لـ أ.د بهيجة بهبهاني نشر في جريدة القبس بعنوان ( يا ‘تربية’ حرام 58 مليون دينار أعمال ممتازة!) فيما يلي نصه :-

صرَّح الوكيل المساعد للشؤون القانونية في وزارة التربية بأنه تم تخصيص مبلغ وقدره 58 مليون دينار مكافأة أعمال ممتازة للعاملين بوزارة التربية من الإداريين والمعلمين في كل المراحل التعليمية، علما بأن المبلغ المليوني تم صرفه من المال العام، ومن حق المواطن أن يسأل ويتساءل عن سبب تحديد هذا المبلغ الضخم للأعمال الممتازة، رغم أن المعلم الكويتي حاليا يتسلم راتباً يقارب، بل يتجاوز، 2000 دينار شهرياً! وما هي إنجازات المعلمين المتميزة؟ وما هي عطاءاتهم الرائعة للعملية لكي يتم منح بعضهم مكافأة هائلة بصورة أعمال ممتازة؟!

إن التمييز بين المعلمين والتفاضل بينهم يكون من خلال اختيار المعلم المتميز لشغل المناصب الإشرافية كمدير مدرسة أو وكيلها أو رئيس قسم، تقديرا لجهوده المميزة، وجودة إنتاجيته، ولكننا نرى أنه حرام صرف الملايين من المال العام كأعمال ممتازة للمعلمين من دون بذلهم جهودا كبيرة للارتقاء بأنفسهم من خلال الاطلاع على الجديد في الأمور التربوية والتعرف الى الحديث في الجوانب التعليمية وتطبيقها في تطوير طرق تدريس الناشئة، والذين يتفوقون على بعض المعلمين في العلم والثقافة من خلال استخدام الأجهزة الإلكترونية الحديثة.

إن مكافأة الأعمال الممتازة يمكن منحها للإداريين، كون رواتبهم قليلة مقارنة بالمعلمين، بالرغم من أن شهاداتهم جامعية كالمعلمين، ودستورياً يجب تساوي الراتب بينهما بغضّ النظر عن اختصاصاتهم.

إن المعلم يجب أن يخضع سنوياً لاختبار لتقدير المستوى العلمي وتقييم أسلوبه التدريسي، وهذا الإجراء التقييمي لأداء المعلم معمول به في كل الدول المتقدمة بالعالم، فالمعلم في الكويت يجتاز عدة دورات تدريبية، ولمعرفة مدى استفادته من هذه الدورات لابد من تقييمه، ومن ثم تقويمه، وإذا لم يتفاعل إيجابياً، فيجب تحويله إلى وظيفة إدارية، فاليابان – على سبيل المثال- تمنح معلميها راتب وزير، إلا أنها تلزمهم بإجراء عدة اختبارات ولا يمنحون رخصة لمزاولة المهنة، إلاّ بعد 6 أشهر على التخرّج، والتدريب العملي، في المدارس العامة، ثم اجتياز اختبار «مجلس التعليم»، وتسري جميع تراخيص المعلمين لمدّة 10 سنوات، يجب على المعلّم أثناءها، حضور دورات تدريبية دورية للوقوف على أحدث المعلومات، والتدريب على التطوير المهني المتخصص.

إن هذه الملايين من المال العام لها أوجه صرف أفضل مثل تزويد المدارس بالمكيفات وأجهزة الحاسوب لكل طالب.. فهل هناك من يسمع؟ وهل هناك من يستجيب؟!

رداً علي مقال  أ.د بهيجة بهبهاني خص رئيس جمعية المعلمين الكويتية أ. متعب شجاع العتيبي مقال بعنوان (المعلم بين الجحود والعرفان )

إن البناء المزدهر هو ثمرة الإيمان الحق والعبادة الصادقة ومعلَم الحضارة التي صنعها الإنسان حين شرفهم الله كما شرّف أبيهم آدم عليه السلام على سائر المخلوقات حين اختصه بالعلم .
 
ولعل الإنسان ليعجب كل العجب وهو يقرأ كتابات البعض في جحود فضل المعلم ولا يطرأ عليه إلا قول الشاعر ..
 
وكم علمته نظم القوافي .. ولما كتب قافية هجاني
 
فلكل من كتب مستنكرا أحقية المعلم في الكادر ومكافأة الأعمال الممتازة من الواجب أن يعلم أنه
يكمن دور المعلم في تعليم أمثالكم ممن ورث العلم وتعلمه واستمر في تقديم مخرجاته أجيالا تحرك عجلة التنمية على اختلاف التخصصات لتبني وتعمر وطننا الكويت .
 
المعلم يعلم حروف البيان وقراءة القرآن والأرقام والحسبان وغيرها من العلوم التي تتنوع وتختلف وتلبي حاجته في مستقبل الحياة مع ترسيخ القيم وتقويم السلوك وتأصيل للهوية الإسلامية وينمي الولاء للوطن والعرفان بالجميل مهما أنكر فضله جاحد وتنكر لعطائه ناكر فضل على مر الزمن.
     
ومكافأة الأعمال الممتازة حق تفرضه الدولة لكل موظفيها بشروط وضوابط وضعها ديوان الخدمة المدنية ، وقيمة مكافأة الأعمال الممتازة أُقرت بقانون صوّت عليه نواب الأمة وممثليها ، وصادق عليه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الحابر الصباح حفظه الله مقرّا بفضل المعلم مؤكدا دوره التنموي في تحرك عجلة الازدهار بالوطن عبر أجيال وأجيال تبني الوطن وتحميه .
 
 
وأمام كل ما يكابده المعلم من معاناة في تنشئة الأجيال واختلاف طور الحال فالمعلم اليوم هو قلب العملية التعليمية المواكب لطور الحداثة يحيطه من المسؤولية مثلث أضلاعه الثلاث (المنهج والإدارة والطالب ) وهو القلب النابض لهذا المثلث والروح الواصلة بينه؛ فأي عسير معضل في المنهج يقع على عاتق المعلم تبسيطه ، وأي تعثر في تحصيل الطالب ينميه المعلم ، وأي قرار للوزارة يتكبد المعلم تطبيقه وتنفيذه في سبيل مخرجات تعليمية يرتقي بها الوطن ويزدهر .
 
ورغم ما يكابده المعلم من تأخر في الكثير من حقوقه ومكافآته وحتى قراراته المصيرية من الترفيع الوظيفي وتعطل عجلة الوظائف الإشرافية حتى طالت طوابير الانتظار سنوات الزمن يظل معها المعلم يقدم في ميادين العلم وساحات التعليم لحظات من صناعة الإنسان ركيزة بناء هذا الوطن ونهضته .
 
وتظل مهنة التعليم لا تقارن بأي مهنة بل لها فضل الريادة والسبق و يُفترض أنه لا يخفى على عاقل مهما كانت شهادته الدراسية ودرجته العلمية
ورغبته الطولى بنيل حقيبة وزارية دور المعلم في تعليم النشء وغرس القيم والسلوك ، 
فالحذر وكل الخطر في جحود فضل أصحاب هذه المهنة السامية مهنة التعليم مهنة الأنبياء والرسل . وفي المعلم يُقال .
 ” من علمني حرفا صرت له عبدا”
فكيف بمن علمك الحرف والمعنى وحبك الصياغة والمبنى حتى تنال درجتك العلمية ومكانتك التربوية ونحن نربأ بالعقلاء الجحود ونكران الأفضال .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*