الرئيسية / كتاب وآراء / مؤامرة الغرب أم عرب المؤامرة ؟! يكتب صالح المزيد

مؤامرة الغرب أم عرب المؤامرة ؟! يكتب صالح المزيد

مصطلح المؤامرة أخذ رواجاً واسعاً في الوسط السياسي، واصبح مصطلح يطلق على كل حالة عند الكثير لدرجة لو يتم ذبح ‘دجاجة بإحدى الدول العربية او الإسلامية لصاحوا بأنها ‘مؤامرة الغرب!’، طبعاً هم يطلقون ذلك دون براهين او حتى ادى قرائن!، فسماهُم قلمي ‘عرب المؤامرة!’، كم هُم كثر واغلبهم عصفت بهم جهالتهم وغباءهم وعدم درايتهم كالإمعات، ويتبعون المرجفون حتى لو دخلوا سلة القُمامة لإقتحموها مع المرجفون .. حقيقة أنهم إمعات!
إلا أن بعض المفكرين والإعلاميين من المسلمين والعرب الأعلام يستخدمون مصطلح المؤامرة الغربية كــ ‘بروباجاندا’   لمآرب ومصالح شخصية او حزبية او فئوية! وبالغالب هؤلاء هم الإنبطاحية والمنتفعين من الطغيان والإستبداد بحكم أنهم من بلاط السلطان!

لكن هل فعلا لا مؤامرة غربية على الوطن العربي والإسلامي؟!

أقول بل هي مؤامرات عدة انطلقت منذ زمن بعيد و الى يومنا هذا!، وبطبع قلمي انهُ موضوعي ولا يتكلم من فراغ! ساذكر لكم الآن بعض المؤامرات الغربية على العرب والمسلمين!

في كتاب ‘لعبة الأُمم’ لـ مايلز كوبلاند وهو من مؤسسيّ وكالة المخابرات الأمريكية ‘سي آي إيه’ التي ظهرت في عام ١٩٤٨م اعلن وبكل ‘سخرية!’ أنهم أسسوا ‘مركز اللعب’ في واشنطن، ليحققون ما يريدون في الوطن العربي من مكاسب ومصالح لتعزيز الامبريالية!، و حيث قال: ان ‘الإنقلاب العسكري الذي قادهُ حسني الزعيم على رئيس الجمهورية السورية شكري القوتلي في عام ١٩٤٩م كان من إعدادنا وتخطيطنا!!!’. فأيُ مؤامرة غربية هذه!!؟

وايضاً عن الإنقلاب العسكري في مصر الذي قامت به حركة الضباط الأحرار حيث قال: ‘ ان المسؤولين في واشنطن فقد غمرتهم موجة من السرور نتيجة هذا الإنقلاب ، وادركوا جميعاً أنه أصبح في حوزتهم على المسرح العالمي لاعب جديد من الطراز الذي بذلوا قصارى جهدهم للعثور عليه’، وذكر ايضاً في كلامه ما يعني وبشكل صريح ان العميل كيرميت روزفلت كان المنسق مع حركة ضبابط الاحرار التي يتزعمها جمال عبدالناصر وقبل الإنقلاب العسكري رفع تقريرهُ عن الإجتماعات التي حصلت مع الحركة الى وزير الخارجية الأمريكي دين اتشيسون قبل وقوع الإنقلاب بشهرين، حيث يجبر الحكومة الأمريكية على الموافقة على اقصاء الملك فاروق وربما النظام الملكي نهائياً في مصر والتعاون مع العسكر وان لا تفكر على الإطلاق الإدارة الأمريكية ببذل اي محاولة بعد وقوع الإنقلاب بإقناع العسكريين بإعادة الحياة الدستورية واجراء انتخابات وما الى ذلك!!!’. فأيُ مؤامرة كبرى هذه!!؟

وفي كتاب ‘وجاء دور المجوس’ لـ محمد سرور زين العابدين رحمهُ الله تعالى حيث قال مايعني ‘ ان كارتر رئيس الولايات المتحدة ارسل الجنرال هويزر نائب رئيس أركان القيادة الأمريكية في أوروبا الى ايران لتدبير وتمكين الإنقلاب الخميني على الشاه!’. فأُي مؤامرة كبرى هذه!!؟

وايضاً اليست الثورة البلشفية في روسيا هي من فضحت مؤامرة الغرب الكبرى على الوطن الإسلامي والعربي بخطة ‘سايكس بيكو!’ وبعدها حدث ما حدث من تقسيم و إستعمار طاغي ظالم بعدما اسقطوا الخلافة الإسلامية العثمانية وواجهوا الدين الإسلاميّ وأهله!!. فأيُ مؤامرة كبرى هذه!!؟

وفي يومنا هذا!!
كشف من شارك بالإنقلاب العسكري الدموي على رئيس الجمهورية المصرية محمد مرسي انهُ كان مدبر بمشاركة الغرب، حيث قال احمد شفيق بأحدى لقاءاته التلفزيونية:’ اجتمعت مع السفارة الأمريكية بدولة الإمارات لحساب ثورة ٣٠ يونيو!!’. ايُ مؤامرة هذه! وأيُ إنقلاب دموي هذه!!

وقال محمد البرادعي بإحدى الملتقيات الحوارية: ‘وقعت على خطة عدها برناردينو ليون المبعوث الأوروبي لجنوب الشرق الأوسط على إنتخابات مبكرة وخروج مشرف للرئيس مرسي ونهج شامل يكون فيه الإخوان المسلمين والإسلاميون جزءً منه!!!’. ايُ مؤامرة غربية هذه!!؟

ومعلوم ان امريكا كل سنة تقدم المعونة المالية للجيش المصري الذي يتولاها المجلس العسكري وهذا الدعم لم يتوقف الى الآن مع انقلاب الجنرال السيسي بل رفضت امريكا ان تسمي ما حصل بمصر انقلاب عسكرياً على الرئيس محمد مرسي، واذكر مرةً سمعت أوباما يقول في احدى خطبه بعد الإنقلاب: ‘إننا على تواصل وثيق مع المجلس العسكري في مصر’. فأيُ مؤامرة غربية هذه؟

والغزو الأمريكي للعراق فإدعت امريكا ان النظام العراقي لديه اسلحة دمار شامل وانهُ يدعم ارهاب تنظيم القاعدة وان امريكا تريد تحرير الشعب العراقي من طغيان النظام الصدامي واقامة نظام ديمقراطي!، والحقيقة ان لا وجود اسلحة دمار شامل ولا دليل على دعم تنظيم القاعدة، وتحرير الشعب العراقي كذبة امريكية بل تم قتل الشعب البريء واشعال الفتنة والصراعات بداخله، والحقيقة ظهرت جلياً بقرار بريمر الحاكم العسكري بالعراق بحل الجيش العراقي لإنهاء وتدمير العراق وشعبه وتسليم العراق العربية لإيران الفارسية لإحداث القلاقل والاضطرابات داخل العراق بما يؤثر بشكل مباشر على المنطقة الخليجية فتكون ايران شرطي المنطقة عبر التخادم الامريكي الايراني وان الأخيرة هي من تتحكم بالنظام العراقي الطائفي الصفوي منذ الغزو الامريكي الى الآن وتهدد أمن الخليج العربي، وتصريحات نوري المالكي الصفوي خير برهان!!. ايُ مؤامرة كبرى هذهِ؟

اذاً فالمؤامرة الغربية حقيقية فعلية جليه، ومن ينكرها فهو جاهل عظيم!

لكن في المقابل ليس كل حالة او تغيير بالوطن العربي والإسلاميّ هو مؤامرة غربية ‘فهذهِ سذاجة’!، فمثلاً الربيع العربي المجيد بثوراته المجيدة هو ربيع لأُمة مسلمة عربية ‘محض’، إندلع هذا الربيع بعد سنوات طوال من الطغيان والإستبداد والظُلم من حكومات فاشية والغرب يتحكم فيها مثل كرة القدم!، فثارت الشعوب لتكسر أغلال الطغيان وتحلق بسماء الحرية والكرامة والعيش الكريم، فالغرب هنا تآمر مع الطغاة والخونة لقمع الثورات بقوى مضادة ولكن هيهات!
فالثورة العربية ‘شبابية’، والشباب ركبوا قطار الحرية فلا توقف ولا رجعة حتى الوصول لمحطة الحرية والكرامة والمشارك بالحُكم والمال وقلع الطغاة الجبابره!

إذا .. مؤامرة الغرب حقيقية، وعرب المؤامرة حقيقة ايضاً، والكيس الفطن من ينظر الى الحديقة الخلفية حتى يعلم هل المنزل داخلهُ مؤامرة غربية أم ادعاءات باطلة من عرب المؤامره!

بقلم/ صالح المزيد

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*