الرئيسية / كتاب وآراء / التنمية في التسامح والوسطية – هكذا يرى عبدالعزيز ابراهيم التركي

التنمية في التسامح والوسطية – هكذا يرى عبدالعزيز ابراهيم التركي

بداية، نعزي الكويت وأهلها بهذا المصاب الجلل الذي أودى بحياة الشهداء المصلين الصائمين الآمنين القائمين بين يدي الله والساجدين في بيت من بيوت الله، ليفجر معهم مشاعر المجتمع الكويتي والخليجي والعربي والإسلامي بجميع أطيافهم. وقد أظهر الكويتيون أروع صور التلاحم والتآزر في هذه الكارثة الإنسانية، وهذه ليست غريبة على الكويت التي تأسست على روح التسامح واحترام الحريات الدينية والفكرية لكل أطياف الشعب، وهي ثوابت أقرها الدستور في مادتيه 29 و35 اللتين ساوتا بين الكويتيين أمام القانون في الحقوق والواجبات العامة وحرية الاعتقاد من دون تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين، بما لا يخل بالنظام العام، فتهميش أو إقصاء أي شريحة من أبناء المجتمع على أساس العرق أو الدين أو المذهب يخالف شريعتنا الإسلامية السمحاء، ودستور دولة الكويت، وكذلك يخالف مبادئ التنمية المستدامة التي تأسست على نبذ التطرف والعنف في المجتمعات. لذا، علينا تنمية ثقافة الوسطية والتسامح في المجتمع، وأن نتخذ خطوات أمنية وفكرية جادة لتفادي كوارث إرهابية مماثلة، وذلك من خلال:
1 – تطبيق قوانين الدولة على الجميع من دون انتقائية أو مجاملات للحد من العنف الفكري والإرهاب ولتحقيق العدالة والمساواة بين أبناء المجتمع الواحد بمختلف طوائفه ومذاهبه لتعزيز الوحدة الوطنية وضمان تماسكها عبر الأجيال.
2 – تكثيف الحملات الإعلامية الإيجابية الهادفة، لنشر ثقافة الوسطية والتسامح في مساجدنا ومدارسنا ومناهجنا، وفي جميع مؤسسات الدولة، والاستفادة من تجارب الدول الناجحة في هذا المجال.
3 – إنشاء لجان ومراكز حوار ومعاهد أبحاث للتقريب بين المذاهب الإسلامية بالتركيز على ما يتفق عليه المسلمون «إله واحد، نبي واحد، كتاب واحد، قبلة واحدة» لتحويل الكويت إلى مركز إنساني ودولي للحوار والوسطية والتسامح.
4 – إنشاء موسوعة إسلامية تضم كل مؤلفات المذاهب وتوفيرها للمهتمين من الباحثين والعلماء حتى يتمكنوا من تحديد نقاط الالتقاء بين المذاهب لنشر ثقافة الوحدة الاسلامية واحترام الآخرين ومحاصرة أي فكر تكفيري دخيل على المجتمع من قبل الجهات والمنظمات المعنية.
5 – توفير الدعم اللازم لكل المذاهب والفرق الإسلامية لإعانتها على بناء المساجد ودور العبادة وإدارتها وصيانتها وحمايتها بما لا يتعارض مع خصوصية كل مذهب، مع توفير فرص عمل للكويتيين.
6 – إصدار القوانين التي تحمي السلم المجتمعي، وتعاقب كل من يدعو للتكفير والعنف مع اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة للحد من جميع أشكال العنف الفكري والإرهاب.
اللهم ارحم شهداءنا، وشاف مرضانا، اللهم احفظ هذا البلد وأهله وسائر بلاد العرب والمسلمين.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*