جديد الحقيقة
الرئيسية / عربي وعالمي / ميشال عون رئيسًا للبنان بمباركة أميركية !!
رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون

ميشال عون رئيسًا للبنان بمباركة أميركية !!

الحقيقة – إيلاف

 

لن يترك رئيس مجلس النواب نبيه بري اي وسيلة الا وسيعتمدها لضمان انعقاد المجلس في جلسة لانتخاب رئيس جمهورية جديد من الآن وحتى 25 ايار المقبل حيث تتهي ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان، اللهم الا لم يحصل التوافق المطلوب على الرئيس العتيد أو تعطلت العملية الانتخابية بما يؤخر هذا الاستحقاق الى مرحلة لاحقة.

وبعد ان انتهى بري من الجلسة التشريعية للبرلمان التي دامت 3 ايام، ينتظر ان يتلقى قريبا من اللجنة الوزارية التي كلفها لقاء رؤساء الكتل النيابية وبعض القيادات والمرجعيات السياسية والدينية تقريرا بحصيلة لقاءاتها متضمنا مواقف هؤلاء حول مدى الاستعداد لحضور جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بنصاب الثلثين من اعضاء مجلس النواب (86 من اصل 128 نائبا) وفي أي توقيت؟ قبل 15 نيسان الجاري؟ أو في النصف الثاني منه؟ ام في النصف الاول من ايار المقبل؟

الإرادة الخارجية

ولكن الاوساط السياسية اللبنانية على اختلافها تعتقد ان القرار في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني كان سابقا ولا يزال حاليا رهن الارادة الخارجية، وان القرار الداخلي في شأنه غالبا ما يكون عملية تطبيق للقرار الخارجي الذي يبنى عادة على معطيات اقليمية ودولية تجري مواءمتها مع المعطيات الداخلية فيتم اختيار شخص رئيس الجمهورية بمواصفات تنسجم معها من جهة ويكون قادراً على جمع المفردات اللبنانية السياسية والطائفية والمذهبية.

عون مرشحا للرئاسة

غير ان ما لفت المراقبين هذه المرة هو الاندفاعة القوية لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية الى حد دفعه الى القول اخيراً “اما انتخابه هو رئيسا للجمهورية واما لن تكون هناك انتخابات رئاسة”.

ويقول سياسيون لـ”إيلاف” ان عون كان بكّر في فتح ملف ترشيحه عندما انفتح قبل بضعة اشهر على رئيس تيار “المستقبل” بعد قطيعة طويلة كانت سائدة بينهما، فكان ان التقيا في روما قبل شهرين، الى لقاءات عقدها صهره ومعاونه السياسي الوزير جبران باسيل مع الحريري وعدد من القيادات في “المستقبل”، فضلا عن انفتاحه على المملكة العربية السعودية والحديث عن احتمال ان يزورها عون في هذه المرحلة، بعدما عبر السفير السعودي علي عواض العسيري اخيرا عن ترحيب المملكة بكل من يرغب بزيارتها، وذلك في اشارة غير مباشرة الى انها مستعدة لاستقبال عون في حال قرر ان يزورها في اي وقت.

واشنطن تفضّل عون

على ان اللافت هو ما بدأت تهمس به اوساط سياسية وديبلوماسية عليمة في بيروت، ومفاده ان الطاقم الديبلوماسي الاميركي يكثر في هذه الايام اسئلته عن عون بما يدفع الى الاعتقاد ان الادارة الاميركية تحبذ ترشحيه لرئاسة الجمهورية، ويبدو ان هذه المعطيات قد اطلع عليها رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع الذي سارع الى ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية من دون اي تنسيق سابق مع حلفائه في فريق 14 آذار وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري، ورئيس الجمهورية السابق امين الجميل المرشح هو الآخر للرئاسة ولكنه لم يعلن ترشيحه رسميا بعد.

في الوقت الذي اعلن زعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية تأييده ترشيح عون اذا كانت المرحلة تفرض ان يكون هو في سدة الرئاسة.

تسوية إقليمية

في هذا السياق، يقول سياسيون انه في حال صح التأييد الاميركي لترشيح عون، فإن ذلك سيكون مؤشرا على تسوية اقليمية ربما تكون تبلورت بين الولايات المتحدة الاميركية وايران بعلم روسيا، وتأخذ في الاعتبار مصالح الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وفي هذه الحال يتولى عون رئاسة الجمهورية في مقابل تولي الحريري رئاسة الحكومة، وهذا ما يفسر الانفتاح الحاصل بين الرجلين منذ اشهر.

وفي ما يتعلق بالمواقف الدولية، فان القوى السياسية اللبنانية لن تشذ عن هذا الاتفاق الاقليمي في حال تأكد حصوله على رغم ما يمكن ان يكون لدى هذا الفريق او ذاك من تحفظات على ترشيح عون، او ربما على عودة الحريري الى رئاسة الحكومة، ولكن “حزب الله” لن يضيره وصول حليفه عون الى رئاسة الجمهورية، وكذلك لن يضيره تولي الحريري رئاسة الحكومة لإعتقاده “ان التعامل مع الاصيل يبقى افضل من التعامل مع الوكيل”، وان مجيء الحريري في هذه المرحلة من شأنه ان يساعد في اطفاء نار الفتنة المذهبية.

لا تمديد لسليمان

واللافت ايضا ان الرئيس الحالي ميشال سليمان الذي طمح الى تمديد ولايته كخيار لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، قد تبلغ على ما يبدو معطيات مغايرة، فبدأ يؤكد ان تمديد ولايته غير وارد، ويدعو الى انتخاب رئيس قوي، بدليل أنه قال امس: “الرئيس الجديد، رئيس قوي وليس رئيساً ضعيفاً ولكن رئيس لبناني، عربي، توافقي إذا أمكن، أو ينتمي الى خط سياسي لبناني مكتمل الولاء للبنان. والاهم من كل ذلك أن يكون رئيساً كبيراً بحجم لبنان المقيم ولبنان الاغتراب لكي يقوم بواجباته بالشكل الصحيح”.

الحوار الإيراني الأميركي

وفي اعتقاد هؤلاء السياسيين ان انتخاب رئيس الجمهورية اذا لم يحصل قبل 25 مايو / ايار المقبل  حيث تنتهي ولاية سليمان، فإنه سيتأخر حتى نهاية الصيف المقبل حيث تكون نتائج المفاوضات الاميركية ـ الايرانية قد تبلورت، وهي مفاوضات تأخذ في الاعتبار توازن القوى الاقليمي، ومستقبل العلاقات بين دول المنطقة، وتحديدا بين دول الخليج وإيران، خصوصا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما أكد، حسب معلومات، خلال زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية أن اي اتفاق سيحصل بين الادارة الاميركية وإيران سيكون لمصلحة الولايات المتحدة وحليفاتها دول الخليج، ولن يكون على حساب الدول الخليجية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*