الرئيسية / برلمان / ثامر السويط: لا يمكن تجاوز احتلال الكويت عام 1990

ثامر السويط: لا يمكن تجاوز احتلال الكويت عام 1990

دعا رئيس وفد الكويت وكيل الشعبة البرلمانية ثامر السويط، العراق الى الإسراع في حسم القضايا العالقة مع الدول المجاورة ومنها استمرار التفاوض مع الجانب الكويتي للتوصل لاتفاق نهائي بشأن استكمال ترسيم الحدود البحرية بعد النقطة ١٦٢.

وأكد خلال كلمته أمام المؤتمر الـ 34 للاتحاد البرلماني العربي الذي اقيم مؤخراً في بغداد، ان حل هذه القضايا يعد تحصينا لعلاقات الأخوة التي تربط البلدين الشقيقين، والنأي بهذه العلاقات عن الحملات الإعلامية التي تتناول الأحداث بشكل سلبي يؤدي إلى تصاعد خطاب الكراهية بين الشعوب في ظل غياب هذه الاتفاقيات.

وقال انه لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز ما شهدناه في العام 1990 من احتلال الكويت وإحداث الشرخ الكبير في العالم العربي الذي أضر بالجميع بلا استثناء.

وأضـــــاف السويــط: «ان كنا تجاوزنا جميعا آثار تلك الأحداث فإنه من الواجب العمل وبكل قوة على ضمان إزالة جميع بؤر التوتر والتأسيس لثقافة جديدة في العلاقات العربية تؤسس للوحدة والتضامن والعمل المشترك، بما يحمي مصالح وسيادة الجميع، وكلنا ثقة بالقيادة العراقية والنخبة البرلمانية في الدفع بهذا الاتجاه».

وأكد السويط على إدانته لكل الأعمال الإرهابية التي تسعى للنيل من أمن العراق واستقراره، مشددا على أهمية دعم العراق ومساندته في ترسيخ مقومات سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

وجدد السويط الدعوة لتوثيق العلاقات البينية العربية والنأي بها عن أي خلاف أو نزاع كان، لافتا إلى ان هذه الدعوة لابد لنا من الاستجابة لها، وسط ما تفرضه علينا الظروف المحيطة من مخاطر وتحديات، لترسيخ علاقات يكون أساسها الاحترام المتبادل لحقوق ومصالح شعوب المنطقة جميعا.

وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

معالي الأخ الفاضل محمد الحلبوسي رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس النواب بالجمهورية العراقية الشقيقة

أصحاب المعالي رؤساء وأعضاء الوفود البرلمانية العربية، الحضور الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أتقدم بداية بأحر التعازي وصادق المواساة إلى الشعب السوري الشقيق والشعب التركي الصديق، بضحايا الزلزال المدمر، الذي خلف آلاف القتلى والمصابين.

وإننا إذ نشاطرهم أحزانهم وآلامهم بهذا المصاب الجلل، فإننا نؤكد تضامن الشعب الكويتي ووقوفه إلى جانب شعبي البلدين في مواجهة آثار هذه الكارثة، وفي مد يد العون والمساندة بكل الإمكانيات المتاحة، للتخفيف من وطأة هذه الفاجعة وتجاوزها.

سائلين المولى عز وجل أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم أهليهم جميل الصبر والسلوان.

السيدات والسادة، الحضور الكرام، نجتمع في جمهورية العراق العربية، عراق الحضارات والعلوم والثقافة والأدب، العراق الذي نراهن به ومعه اليوم على مستقبل أفضل لأمتنا العربية.

مستقبل أساسه التواصل والتعاون والتكامل، مستقبل يهدف إلى التنمية الشاملة المنشودة تحقيقا لرخاء شعوبنا وتلبية طموحاتهم.

وفي هذا المقام يطيب لي ان أهنئ جمهورية العراق، على نجاحه في استضافة دورة كأس الخليج العربي الـ 25 في شهر يناير الماضي في مدينة البصرة.

وأن نبارك بتتويج المنتخب العراقي بطلا للدورة، مشيدين في هذا الصدد بالتحضيرات والجهوزية، والتنظيم رفيع المستوى في هذه البطولة التي حظيت باهتمام رسمي وشعبي لافت، فضلا عن التسهيلات التي وفرها العراق للمنتخبات المشاركة وجماهيرها المساندة.

وبعد نحو 44 عاما من استضافته الأولى لهذه البطولة، جاء العراق ليعيد لم شمل أبناء الخليج في البصرة الفيحاء، في بطولة كان عنوانها الحفاوة والسخاء وكرم الضيافة العراقية.

فهذه الدورة الكروية، لم تكن حدثا رياضيا عاديا أو عابرا.

إنما كانت لها دلالاتها وعلاماتها، على تعافي العراق من حالة عدم الاستقرار، وإصرار أبنائه على تعزيز حضورهم في محيطهم الخليجي والعربي، ومتابعة مسيرة النهوض وإعادة الإعمار.

فبرغم التحديات الأمنية الجسيمة والأوضاع الصعبة التي مر بها العراق، إلا أنه استطاع بإرادة وعزيمة قوية، تحقيق عدة انتصارات أمنية وسياسية واقتصادية.. تتطلب منا كأشقاء، دعمه ومساندته في ترسيخ مقومات سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

وإننا إذ نجدد إدانتنا كافة الأعمال الإرهابية التي تسعى للنيل من أمن العراق واستقراره، فإننا نشدد على أن أمن العراق واستقراره كل لا يتجزأ من الأمن القومي الخليجي والعربي في هذه المنطقة، وهو ما تدركه دول الجوار، كما ندرك أهمية تفويت الفرصة والتصدي لمثيري الفتن، الساعين للتأثير على مسار العلاقات بين العراق ومحيطه العربي.

السيدات والسادة، الحضور الكرام.

إن العراق جزء مهم من وطننا العربي، وله مكانته ودوره الفاعل في محيطه الإقليمي والدولي، وإحدى الركائز الأمنية والاقتصادية المهمة في منطقتنا.

وفي هذا الصدد، فإننا نرحب بتوقيع هيئة الربط الكهربائي لدول الخليج، يوم السابع من فبراير الجاري 5 عقود مع الشركة المنفذة لمشروع الربط الكهربائي بين دول المجلس والعراق.

وهو المشروع الذي تم توقيع عقده في يوليو ٢٠٢٢م على هامش قمة جدة للأمن والتنمية التي استضافتها المملكة العربية السعودية.

حيث سيساهم هذا المشروع المتوقع إنجازه في نهاية العام المقبل، على المدى القصير، في إمداد شبكة كهرباء جنوب العراق بالطاقة الكهربائية، ودعم الطلب على الكهرباء في محافظة البصرة وذلك من دول مجلس التعاون، والذي من شأنه مستقبلا أن يؤسس لسوق حيوي لتجارة الطاقة الكهربائية عربيا ودوليا.

ويحدونا الأمل أن يواكب نجاح تدشين هذه المشاريع الحيوية بين بلداننا، نجاحا مماثلا يشمل الاستثمار في مشاريع البنى التحتية والنقل وتعزيز القدرات الصناعية المشتركة والأمن الغذائي بغية تحقيق المصالح المشتركة لدولنا ورفاهية شعوبنا.

معالي الأخ الرئيس، أصحاب المعالي، الحضور الكرام، ثمة ما لا يجب تجاوزه أبدا بخصوص الاستقرار وتعزيز السيادة للعراق ودولنا جميعا بلا استثناء، إن انتهاك وتهديد سيادة الدول كان دائما هو عنصر الهدم وغرس التوتر في هذا الجسد العربي المعتل، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز ما شهدناه جميعا في العام ١٩٩٠ من احتلال الكويت وإحداث الشرخ الكبير في العالم العربي الذي أضر بالجميع بلا استثناء، وإن كنا تجاوزنا جميعا آثار تلك الأحداث فإنه من الواجب العمل وبكل قوة على ضمان إزالة جميع بؤر التوتر والتأسيس لثقافة جديدة في العلاقات العربية تؤسس للوحدة والتضامن والعمل المشترك، بما يحمي مصالح وسيادة الجميع، وكلنا ثقة بالقيادة العراقية والنخبة البرلمانية في الدفع بهذا الاتجاه، وفي هذا الإطار فإننا ندعو الأشقاء في البرلمان العراقي للسعي لدى الجهات المختصة في جمهورية العراق للإسراع في حسم القضايا العالقة مع الدول المجاورة ومنها استمرار التفاوض مع الجانب الكويتي للتوصل لاتفاق نهائي بشأن استكمال ترسيم الحدود البحرية بعد النقطة 162، وذلك تحصينا لعلاقات الأخوة التي تربط البلدين الشقيقين، والنأي بهذه العلاقات عن الحملات الإعلامية التي تتناول الأحداث بشكل سلبي يؤدي إلى تصاعد خطاب الكراهية بين الشعوب في ظل غياب هذه الاتفاقيات.

معالي الأخ الرئيس، أصحاب المعالي، الحضور الكرام.

لا يمكن ان يلتئم شمل عربي دون أن تحضر القضية الفلسطينية بكل أبعادها وجراحها ومآسيها ودون أن نستذكر بطولات شعبها وصموده ونضالاته، فهي جوهر اتحادنا، وقضيتنا المركزية، ومسؤوليتنا القومية.

وانطلاقا من إيماننا المطلق بعدالة وشرعية القضية الفلسطينية، فإننا نؤكد دعمنا لكل خيارات الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة.

مطالبين المجتمع الدولي بالتحرك السريع لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، وتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني، وحماية مدينة القدس من الممارسات الأحادية غير القانونية، التي يمارسها الكيان الصهيوني ومحاولات طمس هويتها.

الإخوة الحضور..

لقد حرصت الكويت منذ استقلالها، الذي نحتفل بذكراه الثانية والستين اليوم، على انتهاج سياسة خارجية معتدلة انطلاقا من ثوابتها الوطنية والشرعية والدستورية، سياسة أساسها احترام سيادة الدول، والالتزام بحسن الجوار، والتمسك بالشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي.

كما سعت سياستها كذلك إلى دعم مبدأ التضامن العربي ورعايته في كل محفل عربي دولي، ليحظى بمزيد من التفعيل والتعزيز بين دولنا.

وعليه، فإننا نجدد الدعوة اليوم لتوثيق العلاقات البينية العربية والنأي بها عن أي خلاف أو نزاع كان.

دعوة لابد لنا من الاستجابة لها، وسط ما تفرضه علينا الظروف المحيطة من مخاطر وتحديات، لترسيخ علاقات يكون أساسها الاحترام المتبادل لحقوق ومصالح شعوب المنطقة جميعا.

ولعل المسؤولية التي تقع على عاتقنا كبرلمانيين اليوم أصبحت أكثر شدة وثقلا، ونحن ندرك في خضم هذه الأحداث العالمية وتطوراتها المتسارعة، ان في التضامن العربي قوة لدولنا وشعوبنا نحن أحوج ما نكون لها اليوم.

وهذا ما يدفعنا إلى تفعيل أدوارنا التشريعية والرقابية التي تكفل لنا متابعة اتفاقيات التكامل الاقتصادي العربي وآليات منظومة العمل العربي المشترك، وحث الحكومات على إصلاحها وتطويرها وتنفيذها.

السيــدات والســــادة، الحضور الكرام..

لا يسعني في الختام إلا أن أتقدم بعظيم الشكر والامتنان لمعالي/ محمد الحلبوسي رئيس الاتحاد، رئيس البرلمان العراقي، على الدعوة وكرم الضيافة وحسن الوفادة.

سائلا المولى عز وجل أن يسدد خطانا وأن تكلل أعمال مؤتمرنا هذا بالنجاح والتوفيق.

رئيس الجمهورية العراقية يستقبل رئيس البرلمان العربي

القاهرة ـ هناء السيد

استقبل رئيس الجمهورية العراقية د.عبد اللطيف جمال رشيد، في قصر بغداد، رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي.

وأكد الرئيس العراقي أهمية دور البرلمان العربي في حل المشاكل التي تعاني منها بعض دول المنطقة العربية من خلال تشكيل لجان بهذا الشأن، مشيرا إلى ضرورة ترسيخ العمل المشترك وتعزيز التعاون النيابي بين جميع الدول، وتقريب الرؤى والأفكار بشأن العديد من القضايا والملفات، لافتا إلى أن العراق مر خلال السنوات الماضية بحروب دامية وإرهاب وعنف، واليوم تحيا المدن العراقية حالة أمن واستقرار، حيث لا حلول إلا بترسيخ الأمن والتعايش السلمي والتفاهم بشأن مختلف المسائل.

وأضاف أن الحكومة لديها برنامج يضع ضمن أولوياته تعزيز الأمن والسلام والارتقاء بالخدمات الضرورية، وإقامة علاقات بناءة مع دول الجوار والمنطقة.

وأشاد رئيس البرلمان العربي بالنجاحات التي حققها العراق في ترسيخ الأمن الذي يعد رسالة مهمة عن تعافي العراق واستعداده لأخذ دوره البناء في حسن التعايش والتفاهم والعمل حثيثا مع الأشقاء والأصدقاء بما يرسي السلام والأمن.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*