قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص الثلاثاء إن على العالم التحرك بسرعة للاستثمار في النفط لمنع حدوث أزمات طاقة طارئة في المستقبل مع نمو الطلب العالمي على الهيدروكربونات على المدى الطويل.

وأضاف لرويترز في مقابلة: “إذا لم ننجح هذه المرة، فنحن نزرع بذور أزمات طاقة في المستقبل .. ليس أزمة واحدة فقط بل عدة أزمات”.

وأبدى الغيص بعض التفاؤل بأن صانعي السياسات في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27) سيكونون أكثر انفتاحاً على الاستماع إلى وجهة نظر قطاع النفط في النقاش الدائر حول تغير المناخ.

وكان الأمين العام لأوبك يتحدث بعد يوم من إصدار المنظمة لتوقعات النفط العالمية لعام 2022 والتي قدرت أن هناك حاجة إلى استثمارات بقيمة 12.1 تريليون دولار لتلبية الطلب المتزايد على النفط على المدى الطويل.

وقال الغيص إن 9.5 تريليون دولار ستخصص للتنقيب والإنتاج، أو استثمارات المنبع.

وأضاف “هذا مهم جداً للمستقبل بسبب الوقت الذي تستغرقه الاستثمارات حتى تبدأ الإنتاج”.

وقال: “متوسط ​​معدلات التراجع السنوية يتراوح بين 4% – 5% لذا فأنت تتحدث عن الحاجة إلى إضافة خمسة ملايين برميل يومياً فقط للحفاظ على الإنتاج العالمي الحالي، ناهيك عن الطلب في المستقبل”.

وأضاف: “نحن نتخلف بالفعل عن ذلك، ونشعر بآثاره على نطاق أوسع”.

وتوقعت أوبك أن يبلغ متوسط ​​الطلب العالمي 109.8 مليون برميل يومياً في 2045. وحافظت أوبك في التقرير على رؤيتها بأن الطلب العالمي على النفط لن يستقر إلا بحلول عام 2035.

وقال الغيص: “بسبب هذا الحجم الهائل لنمو الاقتصاد، لا يمكن تلبية الطلب من خلال مصادر الطاقة المتجددة وحدها”.

وأضاف “واقع الأمر هو أن هناك من يتوقعون ذروة الطلب على النفط منذ الثمانينيات وحتى العام الماضي. يجب أن نتعلم من التاريخ”.

وصدرت توقعات أوبك قبل أسبوع من اجتماع زعماء العالم في شرم الشيخ في مصر لحضور قمة المناخ.

وللمنظمة موقف ثابت بأن محاولات خفض الاستثمار في النفط والغاز لمكافحة تغير المناخ “مضللة” وبأن نقص الاستثمار المخصص للوقود الأحفوري ربما يؤدي إلى نقص في الطاقة واختلال في السوق وارتفاع الأسعار.

وترى منظمة أوبك مزيجاً مستقبلياً للطاقة يتضمن انبعاثات هيدروكربونية أقل، بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتجددة للوصول إلى الأهداف المناخية.

وقال الغيص إن هناك مؤشرات على أن اجتماع هذا العام سيكون أكثر تقبلاً للاستماع إلى جميع وجهات النظر دون “تشويه صورة” قطاع النفط والغاز.

وأضاف “نسمع بالفعل رسائل من جميع قادة القطاع وواضعي السياسات حول أهمية الاستثمار في قطاع النفط”.

وقال إنهم ” يدركون الآن أن نقص الاستثمارات على مدى السنوات القليلة الماضية هو جزء كبير من سبب الوضع الذي نحن فيه اليوم”.

وأضاف أن الاستثمار الكافي للحفاظ على طاقة الإنتاج الفائضة ضروري للحفاظ على القدرة على التدخل الفوري ومنع أي صدمات في الإمدادات في المستقبل.

وقال “رسالتنا الرئيسية هي أن العالم سيستمر في طلب النفط على المدى الطويل”.