الرئيسية / محليات / الخبير الفلكي عادل المرزوق: القمرات أربعة المشمش والمامش والعنب والرطب

الخبير الفلكي عادل المرزوق: القمرات أربعة المشمش والمامش والعنب والرطب

أفاض الخبير الفلكي عادل المرزوق في الحديث عن أشهر الصيف الأربعة وتحديدها بالأهلة أو الأقمار وهي شهور مايو ويونيو ويوليو وأغسطس.

وأوضح أن «قمرة المشمش» هي أولى أقمار هذه الفترة الصيفية ثم تأتي قمرة مامش وبدايتها 26 يونيو، ثم تدخل القمرة الثالثة وتسمى بقمرة العنب ثم القمرة الرابعة والأخيرة والتي تُعرف بقمرة الرطب ويكثر فيها رطب البرحي المشهور بجودته.

وفيما يلي التفاصيل:

كنت أشاهد في إحدى أمسيات الأسبوع الماضي إحدى نشرات الأخبار التي كانت مذاعة من احدى المحطات الخليجية، فذكر المذيع خبر أفاد به بأن البلاد قد دخلت في فترة حصاد العنب فنظرت إلى التقويم (الرزنامة) فوجدت أن التاريخ قد تجاوز منتصف شهر يونيو أو شهر حزيران حسب الشهور العربية للسنة الشمسية، فتذكرت على الفور المقولة المشهورة التي يعرفها أهل البحر في الكويت في الماضي والتي تحدد أشهر الصيف الأربعة وتحددها بالأهلة أو الأقمار دون ذكر أسماء الأشهر القمرية أو الهجرية بسبب تغير الأشهر السنة القمرية أو السنة الهجرية وهذه المقولة تقول عن شهور الصيف ما يلي:

«قمرة مشمش وقمرة ما مش وقمرة عنب وقمرة رطب»، فقمرة المشمش تعني شهر مايو أو شهر أيار أو شهر 5، وقمرة الما مش تعني شهر يونيو أو شهر حزيران أو شهر 6، وقمرة العنب تعني شهر يوليو أو شهر تموز أو شهر 7، وقمرة الرطب تعني شهر أغسطس أو شهر آب أو شهر 8، وبكل صراحة لا أعرف كيف جاءت هذه المقولة القديمة إلى ذهني عندما سمعت نشرة الأخبار، وهذه المقولة التي كنت أعرفها منذ كنت ولد صغير يلعب في السكة مع أقرانه في ذلك الوقت.

وسأقوم هنا وفي الأسطر القليلة التالية بشرح معنى هذه المقولة المعروفة في الكويت في الماضي التي كانت تعتمد في تقويمها على الأهلة والأقمار والأنواء التي هي منازل القمر التي ينزل القمر ويقترن بها مع النجوم خلال فترة الصيف وأوضحها كالتالي:

القمر الأول أو القمرة الأولى

هي قمرة المشمش وهي أول الأقمار في هذه الفترة، وتكون بداية هذا القمر مع نوء البطين الذي يبدأ في يوم 25 مايو، وهو يختلف عن برد البطين الذي تعتبر أيامه اشد أيام السنة برودة، بينما درجات الحرارة في هذا النوء عالية والحر يكون شديدا، وهذا النوء هو من الفترات الجافة والخالية من الأمطار، ويسمى هذا النوء أيضا بالبارح الصغير أو بارح المشمش الذي تنتهي فيه فترة السرايات أو نهاية فترة الغلاق أو (غلاق البحر) التي تكون في يوم 6 يونيو أو حزيران وهو موسم الدشة، السفر إلى موانئ الهند وشرق افريقيا.

يدخل نوء الثريا بعد ذلك وتكون بدايته في يوم 7 يونيو (حزيران) وهو النوء الثاني في هذه القمرة أو مع هذا القمر فتدخل معه فترة البوارح. ويبدأ هذا النوء عندما يظهر نجم الثريا في السماء بعد غياب مدته أربعون يوما، وظهور هذا النجم في السماء دليل على نهاية موسم السرايات ودخول موسم البوارح كذلك دخول موسم الصيف وهو أول نجومها، حيث تبتدئ معه فترة البوارح، وفي هذا النوء تهب الرياح الشمالية التي تسبب تطاير ألا تربه والغبار.

ثم يدخل نوء التويبع في يوم 20 يونيو (حزيران)، وهو النوء الثالث في هذه القمرة أو مع هذا القمر وهو النوء الذي تشتد فيه الرياح المثيرة للغبار ونوء التويبع هو من الانواء الجافة التي لا تسقط بها الأمطار وتهب بها الرياح الشمالية الجافة والتي تسبب تطاير الغبار والغبار المتصاعد الخفيف.

القمر الثاني أو القمرة الثانية

هي القمرة الثانية التي تعرف باسم قمرة (ال ما مش) التي هي خالية من الثمر وتكون بداية هذه القمرة مع منتصف نوء التويبع الذي يكون في يوم 26 يونيو أو حزيران ثم يدخل نوء الهقعة الذي يبدأ في يوم 3 يوليو (تموز) ويكون النهار فيه يبدأ يقصر والليل يبدأ يطول وتنتهي فيه فترة البوارح ويقل الغبار في الجو.

ويدخل نوء الهنعة في يوم 16 يوليو (تموز)، وتكون في هذا النوء فترة الباحورة أو كلة القيظ وهي تعني شدة الصيف وأقصى ارتفاع في درجات الحرارة في الصيف وتهب فيه أيضا رياح السموم الحارة وهي رياح جنوبية شرقية والتي تسمى بالكوس المطلعي ولكنها ليست من رياح البوارح، حيث يعتبرها الكثير من الناس بأنها هي (رياح الكوس الساخنة). ويلاحظ في هذه الفترة أيضا أن الرياح تقل حدتها وتكون متقلبة الاتجاه كما تظهر بعض الغيوم التي تسبب بعض الرطوبة في الجو.

القمر الثالث أو القمرة الثالثة

هي القمرة الثالثة التي تعرف باسم قمرة (العنب) التي يكثر فيها ثمر العنب، يدخل في هذه القمرة (الثالثة) نوء المرزم أو كما يسمى فلكيا بنوء (الذراع) وبداية هذا النوء تكون في يوم 29 يوليو (تموز) وهو من الفترات الشديدة الحرارة، حيث به جمرة القيظ والتي هي اشد أيام السنة حرارة كما تهب رياح الكوس التي هي بداية موسم الرطوبة الشديدة والحرارة العالية التي تستمر إلى نهاية فترة الباحورة.

يدخل في القمرة الثالثة نوء الكلبين الذي يبدأ في يوم 11 أغسطس (آب)، وهو اليوم الذي تبتدئ فيه سنة النيروز وبداية الحساب البحري حساب الدرور، وهذا النوء يسمى فلكيا بنوء النثرة وهو من الأنواء الحارة، حيث إن الرياح الجنوبية أو الكوس هي الرياح السائدة والتي تسبب ارتفاعا في درجة الحرارة وتزداد نسبة الرطوبة فيه.

القمر الرابع أو القمرة الرابعة

هي القمرة الرابعة والأخيرة التي تعرف باسم قمرة (الرطب) والتي يكثر فيها رطب البرحي المشهور بجودته.

يدخل في القمرة الرابعة نوء الطرفة والذي يسمى «دلوق السهيل» ويبدأ في يوم 24 اغسطس (آب) وهو اليوم الذي يظهر فيه نجم السهيل في السماء، ففي هذه الفترة يشعر الناس أن هناك تغيرا واضحا في حالة الجو خصوصا في آخر الليل، حيث تنخفض درجات الحرارة انخفاضا محسوسا وتشعر الأبدان ببرودة الهواء كما أن ماء البحر أيضا تنخفض درجات الحرارة فيه.

ويدخل أيضا في هذه القمرة نوء الجبهة الذي يبدأ في يوم 6 سبتمبر (أيلول)، وتكون فيه بشائر عودة السفن وانتهاء موسم الغوص، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض ليلا، إلا أن في النهار تكون درجة الحرارة مرتفعة، أما بالنسبة إلى الرياح فإنها تكون متقلبة الاتجاه وان كان يغلب عليها بأنها رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية أو بين الكوس والكوس المطلعي، ولكن هذا لا يعني عدم هبوب الرياح الشمالية، حيث إنها تهب من وقت إلى آخر.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*