الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / تحذير فرنسي من “أئمة” يوتيوب وتيك توك

تحذير فرنسي من “أئمة” يوتيوب وتيك توك

في عصر الثورة الرقمية، يبدو غريباً أن تكون الإنتاجات العلمية عن الإسلام عبر شبكة الإنترنت نادرة، إذ لا يزال تحليل الخطب الإسلاموية وتأثير محتواها هامشياً، وذلك رغم انتشارها على نحوٍ واسع دون ضوابط، بينما باتت المساجد في فرنسا تخضع للمُراقبة لمنع الترويج للفكر المُتشدد.

وللوقوف على ظاهرة الأئمة، الذين أطلقت عليهم الصحافة الفرنسية  أئمة يوتيوب و تيك توك، استضافت شبكة راديو فرانس خبراء في الإسلام السياسي، منهم الباحث المُشارك في مركز البحوث الفرنسي مونتانيه، الذي حلل ظاهرة هؤلاء الأئمة ومحتوى خطاباتهم، بنجامين هوداي.

وترى الشبكة الفرنسية أنّه، بالتزامن مع تحوّلات عميقة في شبكات التواصل الاجتماعي تُسهل وصول أي محتوى للمُستهدفين على نحوٍ غير مسبوق، يُركز العمل الحكومي اليوم فقط على الدعاية الجهادية على أرض الواقع، دون مساعٍ لرصد الظاهرة الإلكترونية.

ومع ذلك، من الواضح أن هذا المحتوى ينعكس في تغيير سلوك المسلمين الذين يتحدثون باسم الدين عبر الإنترنت، حيث يتصاعد التشدد السلفي الذي يرفض اعتبار الإسلام روحانياً، بالنسبة للبعض.

يحلل بنجامين هوداي ظهور “أئمة يوتيوب” ومحتوى خطاباتهم ووسائلهم على التواصل الاجتماعي ، ويقول: “نُصادف أوجهاً متنوعة تماماً من الخطابات والأفكار اعتماداً على نوع المنصة الاجتماعية والجمهور المُستهدف، إذ كلما كان المحتوى المطلوب قصيراً، كلما كان لدينا خطاب مبسط مباشر”.

ويرى المؤرخ المتخصص في شؤون المغرب العربي المعاصر والإسلام في فرنسا، والذي شارك في تأليف كتاب ” مقاتلي الجهاد.. صورة جيل”، أننا في ظل ثورة وسائل التواصل الاجتماعي “لم نعد على الإطلاق نواجه السلفية القاسية المُقربة من الفكر الجهادي، والتي فرضت نفسها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث أن الذي ينجح اليوم أكثر هو تيار سلفي أقل تطرفاً، قادر على مُسايرة التيارات المحافظة الأخرى، ويُقدمه سلفيون يعرفون تكييف خطاباتهم، ونادراً ما يخرقون القانون”.

وتُبدي السلطات الفرنسية قلقها من هذه التطورات حيث تقدم الأفكار السلفية للشباب عبر الشبكات الاجتماعية المفضلة لديهم. ويقول الأمين العام للجنة المشتركة بين الوزارات لمنع الانحراف والتطرف كريستيان غرافيل: “نواجه فكراً إسلاموياً انفصالياً مؤثراً على نحو غير مسبوق، يهدف إلى فصل مجتمع المؤمنين عن مجتمع ما يُسمونه، الكفار”.

ورغم أن بعض الأئمة التقليديين بات لهم صوت على تيك توك أو يوتيوب، إلا أنّ كثيرين منهم يُهاجمون هذه الشبكات الاجتماعية التي تنشر مقاطع الفيديو الموسيقية والراقصة.

وف المقابل يتنامى وصول جيل جديد من الدعاة المؤثرين إلى جمهور كبير بمقاطع فيديو قصيرة جداً لكنها مؤثرة بقوة بخطاب حداثي النبرة والطبيعة، لكنّه صارم بشكل غير مباشر، بانتقاد الحياة اليومية، والعلاقات في فرنسا، بما يحيد عن علمانية البلاد، ولا يحترم قانون الجمهورية، وهو ما يُقلق السلطات الفرنسية بشدّة، وفق صحيفة “لاكروا” الكاثوليكية.

جهود حكومية
يُشار إلى أن الحكومة الفرنسية صعدت منذ بداية العام من حربها ضد الكراهية والخطاب الانفصالي، عبر لجنة مشتركة بين وزارات معنية بمنع الجريمة ومكافحة التطرف، ومُساعدة الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي على ممارسة إرادتهم الحرة بإنتاج محتوى نظيف يدافع عن قيم الجمهورية وفي طليعتها العلمانية، خاصة بعد تبني البرلمان في العام الماضي قانون “مبادئ تعزيز احترام قيم الجمهورية”.

وكشفت وزارة الداخلية الفرنسية استناداً إلى تقارير باحثين وخبراء حكوميون، أن الغالبية العظمى من المضامين عن الإسلام على شبكات التواصل الاجتماعي في فرنسا، لا علاقة لها بالمجال الروحي وحرية العبادة التي تحظى بالتقدير في البلاد، بل تندرج ضمن أفكار الإسلام السياسي والتطرف الإسلاموي لأهداف بعيدة عن الدين.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*