الرئيسية / عربي وعالمي / مبروك للعرب فوز نتانياهو ،،،، بقلم / أحمد الجارالله

مبروك للعرب فوز نتانياهو ،،،، بقلم / أحمد الجارالله

وفقاً للنتائج التي انتهت إليها رابع انتخابات برلمانية في إسرائيل، فإن الفوز الذي حققه رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتانياهو كان مصدر فرح، سرا وعلنا، لكثير من شعوب الشرق الأوسط، التي ترى بإسرائيل حليفاً طبيعياً لصد العدوان الإيراني الإرهابي المستمر منذ أربعة عقود.

لا شك أن الفشل في الوصول إلى حكومة مستقرة طوال العامين الماضيين كان مرده الى أن إسرائيل تدفع ثمن كل أزماتها المؤجلة التي تسببت بها إدارة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما، حين عملت من خلال الاتفاق النووي على تقوية مخالب وأنياب الوحش الإيراني في الإقليم، إضافة الى مساهمتها بافتعال أزمات داخلية في أكثر من دولة عربية تحت شعار “الربيع العربي”، مما أعاق مشروع التطبيع الشامل مع إسرائيل، فيما عملت إدارة ترامب طوال أربع سنوات على إزالة المؤثرات السلبية التي تركتها الإدارة الديمقراطية.

في حقبة حكم ترامب وتحالفه مع نتانياهو رأينا كيف انطلق قطار التطبيع بسرعة، وفيما الحبل على الجرار لانضمام بقية الدول العربية التي ستستقله، عاجلاً وليس آجلاً، تبرز مسألة الاستقرار الستراتيجي بقوة، وهي القاسم المشترك بين الدول العربية وإسرائيل التي هي بحاجة وجودية الى إسقاط المشروع النووي العسكري الإيراني، والصواريخ البالستية، وربما أكثر من الدول العربية، رغم المخاطر التي تواجهها الأخيرة في هذا الشأن.

لهذا فإن وجود نتانياهو في الحكم حالياً يعني الاستمرار في المسار الذي انطلق قبل نحو ثلاثة أعوام بشأن التطبيع مع الدول العربية، وتحييد الخطر الإيراني كي تنعم المنطقة بالسلام الذي افتقدته طوال 70 عاماً، إذ لم تكن لدى أي قيادة، عربية وإسرائيلية باستنثاء المغفور له أنور السادات، الجرأة على إجهاض مخاطر الحرب عبر السلام، وهو ما صمم عليه نتانياهو طوال سنوات وعمل من أجله منذ أن دخل الحكم في العام 1996.

لقد كانت إسرائيل طوال العقد الماضي العامل المساعد على قمع التحركات الإيرانية، أكان في لبنان أو سورية، وتبلور ذلك في عمليات التحييد العسكري للحرس الثوري في سورية، وهو ما ساعد كثيراً على صد التوسع الإيراني في المنطقة، وتطويقه من خلال التناغم بالمواجهة أكان في اليمن أو العراق وسورية.

هناك أيضا فائدة كبيرة للتحالف العربي مع إسرائيل، وهي تعميق الشراكة مع الحليف الغربي، اذ صحيح أن هناك دولاً عربية عدة حليفة للولايات المتحدة، لكن تاريخياً تعتبر إسرائيل حليفها الأقوى، وتتمتع بقوة سياسية هائلة في واشنطن، وبالتالي فإنها بعلاقاتها السلمية مع العرب، تشكل خط الدفاع القوي بوجه المخطط الإيراني، الذي لا يقبل أي سلام أو استقرار في الإقليم قبل تحقيق أهدافه التوسعية الظلامية.

هذه الحقيقة تفترض وجود حليف قوي لديه القدرة على المواجهة، ولقد جربنا في المنطقة إسرائيل في أكثر من مناسبة، خصوصاً بقصفها المفاعل النووي العسكري العراقي، وفيما لم تكن هناك أي ردة فعل على هذا الأمر، فإن التجربة يمكن أن تتكرر اذا وجدت تل أبيب ضرورة لوقف البرنامج النووي الإيراني، وعندها سيكون العالم أجمع الى جانبها وليس فقط الدول العربية المتأذية من سلوك نظام الملالي، وستنعم المنطقة والعالم بالسلام.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*