الرئيسية / عربي وعالمي / ذاع صيته عالمياً.. هل تحركت دول الخليج لتوفير لقاح “جونسون”؟

ذاع صيته عالمياً.. هل تحركت دول الخليج لتوفير لقاح “جونسون”؟

لا يزال العالم يخوض سباق عدو من أجل توفير لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد وسلالاته الجديدة، على الرغم من اعتماد عدد ليس بالقليل وبدء حملات تطعيم حول العالم للتحصين ضد الوباء.

وخلال الأشهر القليلة الماضية استحوذ لقاحا “فايزر – بيونتيك” و”موديرنا” في الولايات المتحدة على اهتمام العالم، إضافة إلى لقاحات روسية وصينية، فضلاً عن لقاح “أكسفورد – أسترازينيكا” البريطاني.

وبعد عدة أشهر من سيطرة تلك اللقاحات على الساحة العالمية ذاع صيت لقاح “جونسون آند جونسون” الذي طورته شركة أمريكية تحمل الاسم ذاته، وسط اهتمام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن به، في وقت بدأت فيه دول خليجية بالتحرك لضمان حصص منه لتطعيم سكانها.

لقاح “جونسون آند جونسون”

هو لقاح طورته شركة “جونسون آند جونسون” الأمريكية، وأجازت وكالة الغذاء والدواء الأمريكية استخدامه بشكل طارئ، نهاية فبراير 2021، للبالغين من سن 18 عاماً فما فوق.

يستخدم لقاح “جونسون آند جونسون” تقنية ناقلات الفيروس “أدينوفيروس”، وهي آلية معروفة طبياً، لا تجعل المتلقي يشعر بعدوى شاملة لأن الناقل لا يتكاثر داخل جسم الإنسان، وتقتصر مهامه على نقل جين من فيروس كورونا يحمل الشيفرات التي تعمل على إنشاء جزيئات من الفيروس (بروتين سبايك) تحفز الجسم على تطوير أجسام مضادة.

في الجهة المقابلة يستخدم لقاحا “فايزر” و”موديرنا” تقنية الحمض النووي الريبوزي الرسول “mRNA”، والتي تستخدم لأول مرة في تاريخ البشرية، وتعتمد على نقل المواد الجينية مباشرة إلى الخلايا عبر جزيئات دهنية تمتص هذه الشيفرة الجينية بواسطة خلايا في عضلة الذراع، والتي تتبع بعد ذلك التعليمات الجينية لصنع قطع صغيرة تشبه جزءاً من فيروس كورونا.

وبعد ذلك تحفز هذه البروتينات الصغيرة الاستجابة المناعية، وتنتج أجساماً مضادة وخلايا مناعية “تتذكر” شكلها، وستكون جاهزة للاستجابة بسرعة في حالة حدوث هجوم جديد.

تحرك خليجي

صحيفة “القبس” الكويتية ذكرت، مطلع مارس الجاري، أن وزارة الصحة قدمت عقوداً إلى لجنة المناقصات بخصوص شراء لقاحي “جونسون” و”موديرنا”، متوقعة وصول اللقاحين إلى البلاد قريباً بعد الموافقة عليهما وإنهاء جميع الإجراءات.

وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن مصادر حكومية، أن الاهتمام بلقاح جونسون ينبع من التوصيات العالمية بأخذه نظراً لفاعليته مع فيروس كورونا المستجد، فيما تكمن الحاجة إلى موديرنا لـ”تخصيصه لصغار السن الذين يحتاجون تطعيماً”.

وفي عُمان أعلن وزير الصحة د. أحمد السعيدي، أنه من المتوقع أن تصل الدفعة الأولى من لقاح “جونسون آند جونسون” المضاد لفيروس كورونا في نهاية شهر يونيو أو بداية يوليو القادمين.

وقدر “السعيدي” الدفعة الأولى من لقاح “J&J” بـ 200 ألف جرعة، وفق تصريحه لوكالة الأنباء العُمانية، في 7 مارس الجاري.

التطعيم ضد كورونا

البحرين بدورها أخذت الأسبقية وأصبحت أول دولة في العالم تعلن ترخيصها للاستخدام الطارئ للقاح شركة “جونسون آند جونسون”، وذلك بعد يوم واحد فقط من تأكيد الوكالة الأمريكية للأغذية والعقاقير توفير لقاح الشركة حماية ضد “كوفيد-19”.

الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية في البحرين قالت، أواخر فبراير، إنها ستمكن الفئات الأكثر ضعفاً من تلقي اللقاح ذي الجرعة الواحدة، ومن ضمنهم “كبار السن وأصحاب الحالات المزمنة”، دون تقديم موعد محدد لذلك.

ولم توضح السلطات البحرينية المختصة موعد تسليم الجرعات إليها، علماً أن المنامة وافقت على ترخيص لقاحات “فايزر” و”أسترازينيكا” و”سينوفارم” الصيني و”سبوتنيك في” الروسي.

ولم تعلن الهيئات الطبية المختصة في السعودية وقطر والإمارات موقفها بعد من لقاح “جونسون”، وسط توقعات بإجازته في بقية دول مجلس التعاون الخليجي.

ما مزايا “J&J” وفعاليته؟

أظهرت التجارب السريرية أن هناك استجابة مناعية قوية بعد 15 يوماً من تلقي لقاح “جونسون” مع حماية كبيرة جرى الوصول إليها بحلول اليوم الـ29 من أخذ اللقاح.

كما يتميز اللقاح بأنه الوحيد على الساحة حالياً الذي يقدم عبر جرعة واحدة أي حقنة واحدة، وليس اثنتين، وهي كافية بحسب المختصين “لتوفير الحماية من المرض”، وبذلك يقلل من التحديات اللوجستية أمام المرضى والموزعين.

ويُمكن حفظه في المبردات العادية لمدة ثلاثة أشهر، ما يعني سهولة تخزينه وشحنه، مقارنة بـ”سالب 94 درجة فهرنهايت (-70 درجة مئوية)” للقاح فايزر، الذي يبقى صالحاً لمدة 5 أيام في المبردات العادية، فيما يتطلب لقاح “موديرنا” شحناً في درجة التجمد، ويبقى فعالاً لشهر واحد بالمبردات العادية.

وتبلغ نسبة فعالية لقاح “جونسون” 85% ضد الحالات الحادة، فيما تنخفض إلى 66% في الحالات المتوسطة، ويحول بنسبة 100% دون دخول المستشفى والوفاة بالمرض، وذلك مقارنة بـ95% للقاحي “فايزر” و”موديرنا” ضد إصابات كورونا التي لا تظهر عليها أعراض.

لكن ما يصب في صالح لقاح “جونسون” إجراء التجارب السريرية أثناء شيوع سلالات فيروسية جديدة أكثر حدة، واختبر مؤخراً في عدة دول من بينها جنوب أفريقيا والبرازيل، اللتان انتشرت فيهما سلالات كورونا متحورة، بخلاف بقية اللقاحات التي أجريت تجاربها قبل ظهور تلك السلالات.

إنفوجرافيك جونسون

آثار جانبية وإنتاج متوقع

فيما يتعلق بالآثار الجانبية يدور الحديث هنا حول الألم والاحمرار في موقع الحقن، والقشعريرة، والصداع، والغثيان، وآلام الجسم، والإرهاق، والحمى لمدة يوم أو يومين.

تقول شركة “جونسون آند جونسون” إن بمقدورها إنتاج 20 مليون جرعة بحلول نهاية مارس، و100 مليون جرعة بنهاية يونيو المقبل، ومليار جرعة هذا العام.

كبير المستشارين الطبيين في البيت الأبيض، أنتوني فاوتشي، قال إن لقاح جونسون “يعجل من القضاء على الفيروس والأعراض المصاحبة له”.

بدورها أعربت مديرة قسم الصحة العامة في مقاطعة “ماريون” بولاية إنديانا، د. فيرجينيا كين، عن اعتقادها بأن لقاح جونسون “سيكون هائلاً”.

ومن المقرر أن تعقد الوكالة الأوروبية للأدوية اجتماعاً، في 11 مارس الجاري، للنظر في إمكانية إجازة اللقاح ذي الجرعة الواحدة.

يشار إلى أن عدد إصابات كورونا في العالم بلغ نحو 118 مليون حالة مؤكدة، من بينها ما يزيد عن 93 مليون حالة شفاء، إضافة إلى أكثر من مليونين و613 آلاف حالة وفاة، بحسب موقع “وورلد ميتر” المختص برصد آخر تطورات الوباء.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*