جديد الحقيقة
الرئيسية / محليات / أحمد الجارالله يكتب: أوباما ارتكب الفحشاء… فلا تقع في المحظور يا بايدن

أحمد الجارالله يكتب: أوباما ارتكب الفحشاء… فلا تقع في المحظور يا بايدن

يُنسب إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل القول: “إن في الهند والصين أكثر من 150 رباً و800 عقيدة مختلفة ويعيشون بسلام مع بعضهم بعضاً، بينما المسلمون لديهم ربٌّ واحدٌ ونبيٌّ واحدٌ وكتاب واحد لكن شوارعهم تلوَّنت بالدماء، فالقاتل يصرخ: الله أكبر، والمقتول يصرخ أيضا: الله أكبر”.

تدفعنا هذه الحقيقة للعودة إلى الأسباب التي جعلت العالم العربي يغرق في بحور الدماء، فمنذ سقوط الدولة العثمانية ونجاح مشروع سايكس- بيكو، الذي مهَّد لزراعة الألغام الطائفية والمذهبية والعرقية بين مكونات الدولة الواحدة، إضافة إلى غرس إسرائيل في فلسطين، كلها عوامل أدت الى تغيير مسارات الدول المستجدة التنموية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

ما يجري عربياً اليوم نسخة طبق الأصل عما حدث في أوروبا في القرون الوسطى، من حروب أهلية بين المذاهب المسيحية، وتفكك الدول، حتى جاءت الثورة الصناعية فغيرت المزاج الشعبي ما فرض على النخب الحاكمة الانتباه إلى أن استمرارها في الصراع يغرق شعوبها في التخلف والفقر والمجاعات، حينها برزت الحاجة إلى نقل الصراع للخارج، عبر إعادة الدعوة لتحرير قبر السيد المسيح، كما أشيع منذ القرن العاشر الميلادي، واستمر حتى نهاية الدولة العثمانية.

أضف إلى ذلك أن أوروبا التي أقامت مشروعها الاستعماري وفق المبدأ البريطاني “فرق تسد”، إذ رأت فيه الحل الأمثل للسيطرة على شعوب الشرق الأوسط، وبعد نشوء اسرائيل، ترسخت هذه الفرضية من خلال تقسيم العرب أكثر، والدفع باتجاه الانقلابات العسكرية، بعدما أيقن شياطين الاستخبارات في فرنسا وبريطانيا، أن الديمقراطيات التي بدأت في الدول الحديثة ستؤدي الى تفكيك تلك الألغام، وقيام قوة عربية مستقلة ومتجانسة، ثقافياً ودينياً واقتصادياً وسياسياً.

في هذا السياق تفرض الحقيقة العودة إلى أواخر سبعينات القرن الماضي عندما قرر الغرب سحب البساط من تحت الطاووس الإيراني الشاه محمد رضا بهلوي، عقابا له على خروجه من بيت الطاعة الغربي، فيما كان البديل جاهزاً، وهو آية الله الخميني وما يمثله من خط سياسي متطرف، يشكل امتداداً للخط الصفوي في القرن السادس عشر الذي حكم إيران بالحديد والنار وتحالف مع أوروبا الصليبية ضد الدولة العثمانية.

بعد فشل المشروع الإيراني، برز مشروع الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد الذي سوقت له وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس، وخليفتها هيلاري كلينتون، ضمن المخطط الفتنوي لباراك أوباما القاضي بإثارة القلاقل في شبه الجزيرة العربية وإسقاط أنظمتها، تمهيدا لسيطرة إيران عليها وتشييعها.

فيما الشقُّ الثاني من المُخطط كان يقضي بجعل السيطرة على شمال افريقيا العربي لـ”الإخوان المسلمين”، وهو ما ظهر جلياً في الأحداث التي تلت حركة 25 يناير 2011 في مصر وسطو الجماعة على الحكم، ومحاولتها بسط نفوذها على تونس والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا، إلا أن الشعب المصري الجبار أحبط كل ذلك بثورة 30 يونيو 2013.

على الطرف الآخر من العالم العربي فشلت إيران بالسيطرة على شبه الجزيرة العربية، وتخلخل مشروعها في سورية ولبنان والعراق واليمن، بل انقلب السحر على الساحر، وباتت مهددة بالتقسيم، فالانتفاضة البلوشية الحالية بدأت تأخذ زخماً كبيراً، وكذلك الانتفاضة الأهوازية المستمرة منذ سنوات، وهذه مقدمات لتقسيم إيران الى خمس دول، استنادا الى الاقليات العرقية الموجودة فيها.

هذه التجربة ماثلة اليوم أمام الإدارة الأميركية الديمقراطية، التي عليها التخلي عن الحسابات الانتخابية الضيقة، وخلافها مع ترامب، والاستفادة من الايجابيات التي تركتها الإدارة السابقة في العالم العربي، فهي أنهت سبعين عاماً من الحروب العبثية مع إسرائيل، وفتحت آفاقاً واسعة للتعاون العربي معها، بعيدا عن الخوف من التطبيع الذي كان يصور على أنه بعبع سيؤدي باليهود الى ابتلاع العرب.

الحقيقة الواجب الأخذ بها أن اليهود لم يُهوِّدوا العرب، بل إن إيران الملالي تسعى إلى تشييع المنطقة، وهذا لن يحدث، فالإسلام السُّني أثبت أنه أكثر قدرة على التكيف مع العصر وأكثر قوة من أي محاولات لتغيير عقيدته، ولنا في المملكة العربية السعودية خير مثال، فقد كانت حتى سنوات قليلة تعتبر النموذج السيئ والمتطرف للإسلام، لكن شبابها أدركوا أنهم كانوا ضحية لعبة غسل أدمغة من جماعات ظلامية، وها هي اليوم تتحول مثالاً للتطور الحضاري والعصرنة.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*