الرئيسية / كتاب وآراء / أحمد الجارالله يكتب : يا ملالي إيران… اقرأوا هذه القصة

أحمد الجارالله يكتب : يا ملالي إيران… اقرأوا هذه القصة

أتمنى أن يقرأ مُرشد النظام الإيراني علي خامنئي، ورئيس جمهوريته حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف هذه المقالة، ففيها عبرة لهم.
عندما غزت قوات صدام حسين، الكويت، عملت القيادة العراقية على إبلاغ بعض قادة الدول، أن الاحتلال سيؤدي إلى الاستحواذ على صندوق الأجيال الكويتي، وكانت ثروته حينها مئة مليار دولار، وأن العراق سيدفع للأردن 30 ملياراً لسداد ديونها، ومثلها لليمن، كما حاول العراقيون إغراء الرئيس المصري، حينها، حسني مبارك، الذي لمّا سمع ذلك سخر من هذه الكذبة.
على هذه الخدعة قامت، يومها، مواقف الأردن واليمن، وفي إحدى زياراتي إلى صنعاء بعد تحرير الكويت، وكنت على علاقة صداقة بالرئيس علي عبدالله صالح، سألتُهُ عن حقيقة قصة الوزير الذي وجد حلاً لمشكلة بلاده الاقتصادية الخانقة، فيما كانت التظاهرات الشعبية يومية، إذ قال الوزير في جلسة لمجلس الوزراء: “إن أفضل حل لأزمتنا هو أن نهاجم الولايات المتحدة الأميركية، ولأنها أقوى منا ستهزمنا، وبالتالي ستعمل لنا مشروع مارشال كالذي كان بعد الحرب العالمية الثانية، وستعيد بناء اليمن”، وكان صالح يترأس الاجتماع فقال للوزير ساخراً: “افترض أننا هزمنا أميركا، من أين سنأتي بالمال لإنعاش اقتصادها؟”،
يبدو أنَّ نظام الملالي يعمل وفقاً للإشاعة التي أطلقها العراقيون، أو فكرة الوزير اليمني، فإيران تتحدى الولايات المتحدة، ويُعلن قادتها يومياً أنهم سيهزمونها ويدمرون إسرائيل، وفيما الأخيرة تقصف قوات الحرس الثوري بشكل دائم في سورية، تلتزم طهران الصمت، بينما واشنطن تردُّ عليها بسلاح أكثر إيلاماً، وهو العقوبات والعزل الدولي، فهي تدرك جيداً أنه ليس لدى نظام الملالي إلا العصابات الإرهابية في بعض الدول العربية، بينما كلُّ الأسلحة الإيرانية التي تزدحم بها الاستعراضات العسكرية مجرد هياكل خاوية، وبالتالي لن تتورط واشنطن بحرب مع طهران، وستُبقي على سياسة الخنق إلى أن تحقق أهدافها في تخليض العالم من شر هذه العصابات الارهابية.
إذا كان قادة إيران يُراهنون على أنَّ تعنُّتهم واستمرارهم بالخروج على القرارات الدولية، والمُضي في المشروع النووي والصواريخ البالستية، سيفتح خزائن العالم لهم، فرهاناتهم لا تختلف عن الكذبة العراقية في العام 1990 والإغراءات الخيالية لبعض الدول، إذ إنه في الوقت الذي تزدهر فيه دول الخليج العربية وتزداد قوة، اقتصادياً ورفاهية لشعوبها، رغم استمرار إيران في محاولة التشويش عليها وإيذائها، يبقى 80 مليون إيراني يُعانون المجاعة والبطالة والعُزلة الدولية.
طوال 40 عاماً من حكم الملالي راهن هؤلاء، ولايزالون، على إيجاد إبرة أمل في كومة قش الأوهام، ففي حين هلل نظام الغرور الطاووسي كثيراً للإدارة الأميركية الجديدة أنها ستكون مُختلفة عن إدارة ترامب، اصطدم قادة طهران، وفور تسلُّم جو بايدن الحكم، بالمواقف الصلبة من نظامهم، وأنَّ تهديداته لدول الإقليم الحليفة ستواجَهُ بقوة، بل ستنسق هذه الإدارة معها في أي مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي.
ربما الصَّفعة الأميركية التي تلقاها نظامُ الملالي كافية لتوقظه من أوهامه، ويُدرك أنَّ لا أحد في هذا العالم على استعداد للقبول بالابتزاز والإرهاب الذي يُمارسه، بل مع كل يوم يمضي يزداد نبذُهُ، لأنه لا يوجد عاقل في هذا العالم على استعداد للتعامل مع نظام غارق في عتمة أفكار العصور الوسطى.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*