الرئيسية / كتاب وآراء / مشعل السعيد يكتب : كلمات لاتنسى ،،، وطن جريح آن له أن يستريح

مشعل السعيد يكتب : كلمات لاتنسى ،،، وطن جريح آن له أن يستريح

الوطن وما أدراك ماالوطن، إنه معنى كبير يعجز الواصف عن وصفه، وتجف الأقلام والمحابر ولم تصل مداه وكنهه، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فقد نظر الى مكة المكرمة وطنه وموطن آباءه واجداده وقد أجبره قومه على الخروج منها، فالتفت إليها وهو واقف بالحزورة في سوق مكة وقال : ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ماسكنت غيرك (رواه الترمذي وصححه) وكان عبدالرحمن الداخل قد هرب من مطاردة العباسيين له فدخل الأندلس وكون دولة اموية ثانية تجاوز عمرها الثلاثة قرون ومع ذلك لم ينس وطنه ومسقط راسه ومرتع صباه الشام، فجلب نخلة من موطنه وزرعها بيده في عاصمته قرطبة وظل يزورها حتى أينعت وحان قطافها، فنظر اليها وتذكر وطنه رغم السلطة والجاه فبكى وأبكى من حوله، ففاض الشعر في صدره وقال باكيا :

يانخل أنت غريبة مثلي

في الأرض نائية عن الأهل

تبكي وهل تبكي مكممة

عجماء لم تطبع على خبل

لو أنها تبكي إذا لبكت

ماء الفرات ومنبت النخل

فالوطن لايعادله شيء، ولايعرف قيمته إلا من فقده، ومن لايعرف قيمة وطنه وحقه الكبير عليه، ناقص عقل ودين، وقد آن لوطننا أن يستريح، فإلى متى هذا النزاع والجدل العقيم؟ وإلى متى هذا الإختلاف؟ ولم لانخاف الله في هذا الوطن الرائع؟ فمنذ تحرير الكويت وحتى هذا الساعة ونحن في نزاعات ادمت الوطن، مر ثلاثون عاما ولازال الاختلاف مستمر والوضع على ماهو عليه، حتى مجلس الامة الذي نعول عليه الكثير أصبح أداءه ضعيفا، فالشعب الكويتي في واد والمجلس في وادا آخر، وهذالايعني تبرئة مجلس الوزراء من  القصور، فكل يشبه بعضه بعضا، حتى أننا لن نعد نعرف أسماء أعضاء مجلس الأمة والوزراء، لكثرة ماتغيروا، وليس هذا بمهم بالنسبة لي ضوإنما المهم الكويت ثم الكويت ثم الكويت، فلابارك الله بمن لايعرف حق وطنه عليه ولاحياه الله وبياه اين ماتوجه، لقد آن لهذا الوطن الجريح أن يستريح، ولامكان بيننا للفساد والمفسدين، الذي رموا مصلحة الوطن وراء ظهورهم، وقدموا مصالحهم، إن الوطن يسع الجميع وهو محتاج للجميع، فلا نكون كالذي نقضت غزلها من بعض قوة أنكاثا، ولانكون كمن بر بخالته وعق بإمه، ومن خان وطنه خان دينه، ولم لانكون جميعا حزبا للوطن، مثلما قال امير القلوب الشيخ جابر الاحمد غفر الله له: “كلنا للكويت والكويت لنا” فالوطن دائما على حق ونحن من نخطئ في حقه، ولله در القائل :

ونستعذب الأرض التي لاهوا بها

ولا ماؤها عذب ولكنها وطن

فكيف بوطن اعطانا من الخيرات مالايعد ولايحصى، روي ان أبان بن سعيد قدم المدينة المنورة من مكة المكرمة، فسأله النبي عليه الصلاة والسلام :كيف تركت مكة؟ قال : تركت الأذخر وقد أعذق، والثمام وقد أورق، فاغرورقت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا الى وطنه، فقال بلال بن رباح رضي الله عنه :

الا ليت شعري هل ابيتن ليلة

بواد وحولي أذخر وجليل

وهل اردن يوما مياه مجنة

وهل تبدون لي شامة وطفيل

فالله الله بهذا الوطن وأترككم في رعاية الله

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*