الرئيسية / كتاب وآراء / بات من المألوف نكران المعروف!! ،،، بقلم / مشعل السعيد

بات من المألوف نكران المعروف!! ،،، بقلم / مشعل السعيد

بات نكران المعروف أمرا مألوفا عند كثير من الناس، حتى أصبحت اللئامة شهامة، والجحود بلا حدود، وليس الأمر جديدا وإنما منذ الأزل، وليت نكران المعروف يقف عند هذا الحد ولكن الأمر تجاوز ذلك،فقد أصبح منكر المعروف يسيء لمن احسن إليه وهذه قمة الخسة والدناءة والنذالة، والشواهد على ذلك كثيرة جدا لاتعد ولا تحصى، علما بأن إسداء المعروف نيشان الأشراف وحلية المؤمن، وليس بالضرورة ان ترد المعروف بمعروف ولكن على الأقل ذكر من احسن إليك بالخير، من هنا قال الناس الذين سبقونا: «خيرا تعمل شرا تلقى» ولله در القائل:
ومن يصنع المعروف في غير أهله
يلاقى الذي لاقى مجير أم عامر
ومثل من يفعل ذلك مثل «جرو السوء» فإياي وإياك من جحود النعم ونكران الفضل، وقد صدق المتنبي وأحسن ماشاء حيث يقول:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ومن لايشكر الله لايشكر الناس، قسمة سوية، بنص القرآن الكريم يقول المولى عز وجل: «ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم» «النمل- 40» وإن ضاع المعروف عندالعبد الجاحد، فلن يضيع عند رب العباد: «وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم» (20 – المزمل) وقد سمي المعروف معروفا لأن النفوس تعرفه وتحبه وترتاح له، وتشهد بملاءمته الفطرة، فما بال الناس تنكره، وما حدا فيما بدا، يقول الخليفة الأموي الحادي عشر الوليد بن يزيد بن عبدالملك «126 – 125هجري» لعمه الخليفة هشام بن عبدالملك بن مروان وقد رأى منه مايكره:
كفرت يدا من منعم لو شكرتها
جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمن
رأيتك تسعى جاهدا في قطيعتي
ولو كنت ذا حزم لهدمت ماتبني
والحمد لله ان صنائع المعروف تقي مصارع السوء، فلا يندمن أحد على أسداء المعروف، أما نكران المعروف فهو سبب زوال النعم وعلى الباقي تدور الدوائر، يقول معن بن أوس:
أعلمه الرماية كل يوم
فلما استد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني
فيا عجبا لمن ربيت طفلا
ألقمه بأطراف البنان!!
ذكر الأصمعي أنه سمع أعرابيا يقول: أسرع الذنوب عقوبة نكران المعروف، وفي ماذكرته بلوغ المقصود، كتبت هذه المقالة عند الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم السبت ااموافق التاسع من يناير 2021 واترككم في رعاية الله.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*