الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / كيف نتحدث عن الموت والاحتضار؟

كيف نتحدث عن الموت والاحتضار؟

إن رفضنا التفكير أو التحدث أو التواصل عندما يتعلق الأمر بالموت يكون الأمر أكثر وضوحاً عندما نتعامل مع خسارة الآخرين مقارنة بخسارتنا نحن، ولكن في كل الأحوال نميل إلى التعامل مع الأمر بطريقة سلبية وحزينة.

تُدرس طرق جديدة أكثر إيجابية لإجراء مثل تلك المحادثات الصعبة هو ما تركز عليه ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة PLOS ONE، عمل عليها متخصصون في الرعاية التلطيفية في أستراليا. قاد العمل مركز أبحاث فلندرز للرعاية التلطيفية والوفاة والموت، وقام الباحثون باستطلاع آراء 1491 شخصاً بشأن اللغة التي يستخدمونها للتعبير عن مشاعرهم وآرائهم عن الموت والاحتضار.

توصل الباحثون بعد تحليل المحتوى العاطفي للكلمات التي استخدمتها المجموعة بنهاية دورة تدريبية حملت اسم Dying2Learn، مدتها 6 أسابيع إلى أن كل المشاركين قادرون على استخدام كلمات أكثر رقة وهدوءاً وسيطرة للتعبير عن مشاعرهم بشأن الموت.

وقالت المؤلفة الرئيسية للبحث الدكتورة لورين ميللر لويس: “في حالة الشيخوخة، عندما يتلقى كبار السن والأشخاص الميؤوس من شفائهم الرعاية من قبل متخصصين صحيين في مراكز رعاية عوضاً عن منازلهم، فإنهم يستطيعون المُضي قدماً دون التفكير أو التحدث عن نهاية الحياة“.

وأضافت الدكتورة: “التعامل مع وجهات النظر تلك وتغييرها سيساعد المجتمع على التخطيط وإدارة احتياجات المستقبل، والتوقعات المستقبلية لرعاية المريض والأسرة، بما في ذلك الاستعداد للوفاة، وكذلك سيساعد على تطوير الخدمات الصحية فيما بعد“.

وأشار المؤلف المشارك في الورقة البحثية، الدكتور ترينت لويس، إلى إن التحليل العاطفي للكلمات المستخدمة كان له فوائد أكبر للمشاركين الأصغر سناً في الدورة، والذين اتضح أنهم أكثر قدرة على الهيمنة والسيطرة على كلماتهم ومواقفهم في نهاية الدورة التدريبية، ما يوضح أهمية التفكير بطرق جديدة تجعل الموت والاحتضار أكثر قبولاً.

وكذلك وجدت الدراسة اختلافات بين كيفية وصف المشاركين لمشاعرهم تجاه الموت ووفاة أشخاص آخرين في المجتمع مقابل خسارتهم الشخصية، إذ كانت كلمات مثل «حزن»، «خوف»، «رعب»، «خسارة» أكثر شيوعاً عند التحدث عن الخسارات الشخصية، مقابل استخدام كلمات مثل «حتمي»، «سلام»، “طبيعي“.

حسب لويس: “البشر يخشون من التحدث مع الآخرين عن الموت، أكثر من التحدث عنه مع أنفسهم“.

ففي هذه الحالة أوضحت الدكتورة ميللر لويس أن ذلك قد يؤثر على رغبتنا في بدء محادثات حول الموت مع الآخرين، وتابعت: “هل نتجنبها لأننا نعتقد أن الآخرين سوف ينزعجون إذا تطرقنا إليها؟ أم نتجنب البوح عن الأشياء المهمة؟“.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*