ويعتقد المسلمون المحليون أن 15 من أتباع النبي محمد دفنوا في القبور المتضررة.

يقولون أيضا إن المسجد هو الأقدم في إفريقيا، على الرغم من أن آخرين يعتقدون أن أقدم مسجد في إفريقيا في مصر.

ويقع المسجد بالقرب من مدينة ووكرو، على بعد 800 كيلومتر من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وكما تضررت كنيسة مسيحية أرثوذكسية تُدعى القديس عمانوئيل، لكن التفاصيل غير متوفرة.

أطلقت وكالة إغاثة تركية مشروعا في عام 2015 لترميم المسجد، قائلة إنها تريد “الحفاظ على تراثه” الأثري وتريد أن يصبح وجهة رئيسية لـ “السياحة الدينية”.

مسجد النجاشي
التعليق على الصورة،شاركت تركيا في ترميات في المسجد

وتضرر المسجد والكنيسة المجاورة خلال العملية العسكرية التي استمرت لمدة شهر وأدت إلى الإطاحة بجبهة تحرير شعب تيغراي من السلطة في المنطقة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني.

ماذا حدث للمسجد؟

وقالت منظمة غير ربحية مقرها بلجيكا، واسمها “برنامج أوروبا الخارجي مع إفريقيا”، في 18 ديسمبر/ كانون الأول إن مسجد النجاشي “تعرض للقصف أولا ثم نهبته القوات الإثيوبية والإريترية”.

وأضافت أن “مصادر من تيغراي تقول إن أشخاصا قتلوا وهم يحاولون حماية المسجد”.

ولم تعلق الحكومة على التقارير. وتنفي الحكومتان الإثيوبية والإريترية أيضا وجود القوات الإريترية في تيغراي للمساعدة في القتال ضد جبهة تحرير شعب تيغراي.

ونقل التلفزيون الإثيوبي الحكومي يوم الاثنين عن سكان قولهم إن قوات جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي حفرت خنادق حول المسجد دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وفرضت الحكومة قيودا صارمة على وسائل الإعلام في تيغراي، ما يجعل من الصعب معرفة ما يحدث بالضبط.، كما تم تقييد وصول عمال الإغاثة إلى تيغراي.

في مقابلة مع خدمة بي بي سي باللغة الأمهرية، قال نائب مدير هيئة الحفاظ على التراث الإثيوبية، أبيباو أيالو، إنه سيتم إرسال فريق لتفقد الأضرار التي لحقت بالمسجد والكنيسة قبل إصلاحهما.

وقال “هذه المواقع ليست أماكن عبادة فحسب. إنها أيضا تراث لإثيوبيا بأكملها”.

ما مدى حدة الصراع؟

لم يتضح عدد القتلى في الصراع. لكن آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، قال سابقا إن الجيش لم يقتل مدنيا واحدا خلال العملية التي أدت إلى إسقاط جبهة تحرير شعب تيغراي من السلطة.

وتدعو الأمم المتحدة وغيرها من هيئات حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق مستقل في مزاعم ضد جميع الأطراف، بما في ذلك مذبحة للمدنيين وقصف ونهب مناطق سكنية ومستشفى.

وفر أكثر من 50 ألف شخص إلى السودان هربا من القتال.

ما هي أسباب القتال؟

اندلع الصراع في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما أمر رئيس الوزراء الإثيوبي بشن هجوم عسكري على قوات جبهة تحرير شعب تيغراي.

وقال إنه فعل ذلك ردا على هجوم على قواعد عسكرية للقوات الحكومية في تيغراي.

وجاء الصراع بعد شهور من الخلاف بين حكومة أبي وقادة الجبهة، الحزب السياسي المهيمن في المنطقة.

ولما يقرب من ثلاثة عقود، كان الحزب في مركز السلطة، قبل أن يتم تهميشه بعد أن تولى آبي منصبه في عام 2018 في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

خمسة أشياء عن تيغراي:

حطام قصر ملكة سبأ في أكسوم
التعليق على الصورة،يعتقد أن أكسوم هي الموقع التوراتي لملكة سبأ

  • كانت مملكة أكسوم متمركزة في المنطقة. ووُصفت بأنها إحدى أعظم حضارات العالم القديم، وكانت ذات يوم أقوى دولة بين الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية.
  • أنقاض مدينة أكسوم هي أحد مواقع التراث العالمي للأمم المتحدة. ويعود تاريخ الموقع إلى ما بين القرنين الأول والثالث عشر الميلاديين، ويضم عدد من المسلات والقلاع والمقابر الملكية وكنيسة يعتقد البعض أن بها تابوت العهد.
  • معظم أهل تيغراي هم من المسيحيين الأرثوذكس الإثيوبيين. وتمتد الجذور المسيحية في المنطقة إلى 1600 عام.
  • اللغة الرئيسية في المنطقة هي التيغرينية، وهي لهجة سامية يتحدثها ما لا يقل عن سبعة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.
  • السمسم من المحاصيل الرئيسية التي تدر دخلا، ويتم تصديره إلى الولايات المتحدة والصين ودول أخرى.