جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / كلمات لاتنسى «لاتقتلوا الماضي في أنفسنا فتبا لمن لاماضي له» ،،، بقلم / مشعل السعيد

كلمات لاتنسى «لاتقتلوا الماضي في أنفسنا فتبا لمن لاماضي له» ،،، بقلم / مشعل السعيد

مر من العمر عام ومضى عام، مر عام بحلوه ومره وسعادته وحزنه، ولايزال القلب يحن الى الماضي حنين غرائب الإبل الى أوطانها، ذكريات لاتغيب عن أذهاننا، راحة بال وسعادة نفس أن تغرق في الماضي، وبالأمس كنت على موعد مع هذا الزائر الحبيب، فتضاعف حبي لهذا الوطن الذي أحب له واكره فيه، تتغير الوجوه وتتجدد الأحداث والحب ينمو ويكبر، يمضي قطار العمر سنة تتبعها سنة فيتجدد الأمل نحو مستقبل مشرق وكويت أفضل، ولسان حالي يردد قول جرير بن عطية الخطفي:
ذكرت وصال البيض والشيب شائع
ودار الصبا من عهدهن بلاقع
تحن قلوصي بعد هدء وهاجها
وميض على ذات السلاسل لامع
وهاهي ذات السلاسل على مرمى عصا من المكان الذي وقفت فيه، إنها الكويت، الشعار والدثار ، والأمن والاستقرار، والسر والسرار، ومجمع الأخيار، فتبا تبا لمن يريد محو ماضينا وطمس تاريخنا، إنها أرض السلام، صورة رائعة عشقها كل من عاش فيها وعرف أهلها، وإن جمالها وروعتها كامن بماضيها ومنازلها القديمة، وبساتينها الخضراء، ولله در جرير حيث يقول :
حي المنازل إذ لانبتغي بدلا
بالدار دارا وبالجيران جيرانا
قد كنت في أثر الأظعان ذا طرب
مروعا من حذار البين محزانا
نخلة في بستان من بساتيننا تحكي لنا قصة كفاح مضى عليها مئتي سنة، قصر صبغ باللون الأحمر يذكرنا بدماء أجدادنا الذين تساقطوا مثل النخل الأشم دون أسواره غير آبهين بالموت يتبع بعضهم بعضا، لم يبالوا أسقط الموت عليهم ام سقطوا عليه :
من كان ينوي أهله فلا رجع
فر من الموت وفي الموت وقع
فلم تقتلون الماضي في أنفسنا، ام أنكم تتعمدون محو آثارنا تحت حجج واهية، إن من لاماضي له، حاضره اسود ومستقبله مجهول، كيف تستبيحون نضال اجدادنا؟ إن بساتين الجهراء هي الرئة التي نتنفس الهواء من خلالها، وهي بعد صورة مشعة لكويت الماضي، إنها أماكن عزيزة على أنفسنا قريبة من قلوبنا نحبها من محبة الكويت، هي أشجار متشابكة طالما استظلينا بها من سموم القيض، بساتين طالما تغنى بها شعراء الكويت:
ياسحاب فوق تيما ترزّف نوّها
في شمالي السليل غدا عج وعسام
مع طلوع الشمس قامت تقابس ضوّها
كم غدا باسبابها من جواد ومن غلام
لاتقتربوا من هذه الأماكن فتزرعوا الكراهية في أنفسنا، انظروا الى هذه الأماكن الباقية ترون في زاوية من زواياها قبرين الأول يخص الشهيد علي السالم المبارك الصباح والثاني يخص الشهيد جابر بن عبدالله الصباح، وكلاهما ضحى بنفسه من اجل الكويت، ومن هنا أتوجه برسالة الى مقام سيدي ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد حفظه الله راجيا من سموه إيقاف العبث بتراث اجدادنا، وأن يحفظ لنا تاريخنا، وسموه يعلم ان هذه البساتين القليلة الباقية تمثل صورة رائعةلما كانت الكويت عليه، وكيف عانى اجدادنا من اجل عيشنا الكريم، فبين كل شجرة وشجرة سقط قتيل مدافعا عن راية الكويت، سيدي ولي العهد البسك الله ثوب الصحة والعافية، لانريد لكفاحنا ان يستباح، ونخيلنا ان يتهاوى، وسدرنا أن ينثني، وشمسنا ان تظلم، ولم لاتحوط هذه البساتين ويحافظ عليها، والبر شاسع، ونحن ياسيدي لانريد مجمعات تجارية تملأ جيوبنا أموالا ولكنا نريد أن تظل هذه البساتين لأجيالنا اامتعاقبة، فليعملوا ماشاءوا بعيدا عن تراثنا وإرث اجدادنا، ولمن يطالع هذه السطور اقول الكويت امانة في أعناقنا، لاتفرطوا بها فيفرط الله بكم، ولااتجعلوا من مشاريعكم ذريعة لنسف ماضيتا، وسحقا لمن لاايرعوي، ولأمه الثكل من يقدم مصلحته على مصلحة الكويت، ولاسلمه الله اين ماتوجه:
إن لم تكن لي والزمان شرم برم
لاخير فيك والزمان ترللي
كتبت هذه المقالة عند الحادي عشر صباحا قبيل صلاة الجمعة مطلع يناير 2020، وأترككم في رعاية الله

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*