جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / دبلوماسيه كورونا Corona diplomacy ،،،بقلم السفير/جمال النصافي

دبلوماسيه كورونا Corona diplomacy ،،،بقلم السفير/جمال النصافي

“الدبلوماسيه الوقائيه
Preventive Diplomacy ”

للدبلوماسيه أنماط عده،وكل نمط منها تحدده الطروف والمتغيرات المحيطه بالدوله وتوجهات وقدرات وإمكانيات وطبيعه ظروف الدوله نفسها.
ولطالما أستخدم هذا النمط من الدبلوماسيه في سياق الإجراءات الدفاعيه التي تتخذها الدول من خطر الإعتداء أو التهديد الخارجي،ومنها الكويت عام 1991 على أثر على تحررها من الاحتلال العراقي لها في عام1990،الأمر الذي دفعها حينها لتوقيع عده اتفاقيات دفاعيه وأمنيه مع الدول الكبرى،وتحصين حدودها الجغرافيه،بما يحقق امنها وإستقرارها وحفاظها على أمنها القومي،في مواجهه الخطر المحدق بها حينها وهو صدام حسين،،،

ونلاحظ اليوم،أن العالم كله بدأ باتباع هذه الدبلوماسيه الوقائيه”Preventieve Deplomacy”إنما ليس بسبب خطر خارجي يتهدد دوله ما،بل بسبب خطر بات يهدد العالم كله وهو خطر إنتشار وباء”كورونا”الأمر الذي دفع جميع الدول بلا إستثناء لاتخاد إجراءات وقائيه لحمايه اراضيها وشعوبها من خطر إنتشار هذا الوباء،فيها.
إلا أن وضع الدبلوماسيه الوقائيه هنا تختلف،عما تتخذه الدول من إجراءات داخليه لحمايه شعبها،فالوقايه في نهج هذه الدبلوماسيه لن تكون من خلال(غسل اليدين بالماء والصابون وتغطية الفم والانف)كما انها لن تكون من خلال عزل الدوله،أوفرض حظر عليها،أو تعقيمها او إلباسها بكمام ضخم!!!إنما هي عبر إجراءات عاده ماتكون أحاديه الجانب”
Unilateral actions” تتخذها الدول والتي تدخل ضمن مسائل السياده فيها والتي لاتقبل فيها أي نقاش،والتي تسعى كل دوله من خلالها لتحصين نفسها والمقيمين فيها من مثل هذا الوباء سريع الإنتشار!!!
كوقف خطوط الطيران وغلق الحدود الدوليه،وتعليق سفر مواطنيها،وإجلاء رعاياها سيما في الدول الموبوءه،ووقف تأشيرات الدخول،وإلغاء المؤتمرات الدوليه وحصر مشاركه مسؤليها بهذه الاجتماعات،إلا للضروره القصوى،وتحصين نفسها داخلياً بتوفير المواد الغذائيه ووسائل الوقايه والعلاج من هذا الوباء،،،
ناهيك عن أن هذا النمط من الدبلوماسيه الوقائيه هنا،في مثل هذه الإجراءات الاحترازيه التي تتخذها الدول هي ليست موجه ضد الدول أو الشعوب الأخرى بقدر ماهي إجراءات وقائيه لتحصين الدوله نفسها من خطر إنتشاره مثل هذا الوباء فيها،ولمساعده الدول الأخرى في القضاء على ظاهره الوباء هذه،،،
فهاهي السعوديه اليوم قد أوقفت المعتمرين،واوقفت زياره الحرمين الشريفين إلى أن تم تعقيمهما واتخاذها اجراءات الوقايه فيه،بل حتى في حال استمرار هذا الوباء بالانتشار فقد يؤدي ذالك لوقف الحج لهذا العام،وهو خيار حينها سبكون لابد منه،،،وهاهي دول مجلس التعاون وضعت شروط مشدده لشعوب دول المجلس للدخول لاراضيها،،،وعليه فكل هذه الإجراءات الوقائيه تتخد هنا بصوره”أحاديه”في كل دوله،وتعتبر من المسائل السياديه فيها ،
ورغم ذالك فان هذا لايعني إنكفاء الدول على نفسها، لأن مواجه هذا الوباء اليوم مسؤوليه دوليه،تستوجب تطافر الجهود والتفاهم والتعاون وتواصل مستمر مع عواصم المجتمع الدولي،،،
فبعد غلق الحدود وتوقف الملاحه الجويه والبريه والبحريه،لابد لهذه الدبلوماسيه أن تنتهج نهج الإحتواء،ليس من خلال الزيارات المكوكيه لشرح قضيتك،ومن خلال الخطب والكلمات والحملات الاعلاميه وعقد التحالفات ًعمل اللوبيات ،(كما في الدبلوماسيه الوقائيه المتعارف عليها من في حالات الاخطار الخارجيه)،فالوضع يختلف هنا مع إختلاف العدو وطبيعته!!!
حيث من خلال هذه الدبلوماسيه اليوم،لابد من تقديم الدعم اللازم للدول الاخرى التي تشهد أكثر إنتشاراً لهذا الوباء سواء دعماً ماديا أوتقنيا أو بالخبرات والطاقات البشريه المتوفره لديها،فكلما انحصر هذا الوباء في دول الجوار كأيران كلما انعكس ذالك على الدول الأخرى ومن ضمنها الكويت،فالتعاون هنا هو لحصر هذا الوباء ومد يد العون بالمعدات والتمويل سيما لدوله كايران أمر له اهميه بالغه للامن القومي للكويت،،،،
يضاف لذالك المساهمه الفعاله مادياً وتقنيا وتبادل المعلومات مع مراكز الأبحاث والمعاهد الطبيه العالميه المتخصصه في مكافحه مثل هذه الأوبئه،،،
اليوم،لابد من انشاء خطوط ساخنه مع دول الجوار والدول التي تنتمى لها العماله الموجوده لدينا في البلاد ،لتبادل المعلومات وتجاوز الكثير من العقبات،والتي من شأن تجاهل بعضها أن تنعكس على العلاقات الثنائيه بين الدول،فلنترك التشاحن ونتمسك بالتعاون،،،ولذالك فلا نستغرب استعداد واشنطن بالأمس لتقديم الدعم والمساعدات المطلوبه لعدوتها “المارقه” إيران،فالخطر واحد وهو”كورونا”وواشنطن اليوم بمساعدتها هذه هي لاتساعد إيران فقط انما بالدرجه الاولى تساعد نفسها بمكافحه هذا الوباء،،،

فمابين اتصالات وزير الخارجيه الشيخ د.أحمد الناصر بالأمس ،وقيام وزير الخارجيه المصري سامح شكري اليوم بجوله لعده دول عربيه ناقلاً رساله من الرئيس السيسي لزعماء هذه الدول ومن ضمنها الكويت،وبغظ النظر هنا عن مضمون هذه الرسائل،إلا انها”الجوله”تأتي في إطار تحقيق مزيد من التفاهم والتعاون،وهي من أساسيات الدبلوماسيه الوقائيه التي نتحدث عنها اليوم،،،
في الختام،،،
إن أهم مايميز الدبلوماسيه الوقائيه انه يغلب عليها طابع ال Unilateral actions أي إجراءات أحاديه الجانب بخلاف الدبلوماسيه المعتاده التي تتطلب اجراءاتها Bilateral actions أي الثنائيه أو Multiple procedures أي المتعدده،وتعتبر ممارسه هذا النوع من الدبلوماسيه”الوقائيه”خط الدفاع الأول عن الدوله والمقيمين عليها،أحد أهم أدواتها البعثات الدبلوماسيه في الخارج على كافه هيئاتها،،،

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*