الرئيسية / محليات / الجرعات الزائدة… تحظر «الكمام» في العيادات المدرسية

الجرعات الزائدة… تحظر «الكمام» في العيادات المدرسية

هزّت وفاة طالبة غصت بقطعة حلوى في فصلها الدراسي قبل 10 سنوات أركان وزارة التربية، بعد أن وقفت إحدى مدارسها عاجزة بهيئاتها التعليمية والإدارية عن إنقاذ الطالبة وإجراء أي من أنواع الإسعافات اللازمة لها، فيما واجهت الوزارة الخالية مدارسها من العيادات المدرسية آنذاك هجوماً مجتمعياً شرساً إزاء هذا الإهمال، الذي تحملت كل تبعاته وزيرة التربية السابقة نورية الصبيح، فكان أول قرار للرد هو تشكيل لجنة مشتركة مع وزارة الصحة لإعادة العيادات الطبية إلى المدارس وتفعيل دورها، لاسيما مع تفشي مرض إنفلونزا الخنازير.

عيادات مُجهّزة
وفيما أكد مصدر تربوي لـ«الراي» أن مدارس وزارة التربية الـ856 تضم الآن عيادات طبية مجهزة بجميع الاحتياجات الطبية الضرورية لمواجهة الحالات الطارئة، ومزودة بممرضين أكفاء من وزارة الصحة، قال عدد من الممرضين الذين يعملون في هذه العيادات لـ«الراي» إن العيادات المدرسية تستقبل آلاف الطلبة يومياً وبمختلف الحالات، ولكن أكثرها تردداً على العيادة هي إصابات السكر التي بدأت تنتشر بشكل لافت بين طلبة المرحلة الإبتدائية، تليها الحالات الروتينية المعروفة مثل الإنفلونزا ونزلات البرد والرشح، وهذه تكون بكثرة مع التغيرات الموسمية وتقلبات الطقس، إلا أن استخدام الكمام لمعالجة حالات الربو ممنوع خوفاً من الجرعات الزائدة.

أوكسجين وأجهزة ضغط وسكر
وأوضح ممرض يعمل في مدرسة إبتدائية أن عيادته مزودة بجميع الأجهزة الضرورية للإنقاذ، وأهمها الأوكسجين وأجهزة الضغط والسكر، ولكن بعض الأمهات يحرصن على جلب أجهزة خاصة بأبنائهن المصابين بالسكر على وجه التحديد، ولا ضير في ذلك، مؤكداً أن التنسيق مستمر مع المركز الصحي في المنطقة ونخاطبهم رسمياً في حال وجود أي نقص.
وذكر أنه قبل أسبوعين تقريباً تم تطعيم طلبة الصف الخامس كافة عبر فرق طبية متخصصة من إدارة الصحة المدرسية، فيما تم تخصيص عيادة أخرى للأسنان في المدرسة وهي تستقبل الطلبة في مواعيد محددة تحت إشراف أطباء متخصصين من وزارة الصحة، إضافة إلى وجود طبيبة زائرة تقوم بمتابعة العمل في العيادة بشكل أسبوعي، وتستمع لكل الملاحظات والمقترحات التي من شأنها أن تطور عمل العيادات المدرسية في تقديم أفضل الخدمات الطبية لأبنائنا الطلبة.

الإصابات واردة
وعن الحالات الصعبة التي تعالجها العيادة، قال الممرض «عادة ما تكون الحالات التي نعالجها بسيطة وغير مستعصية، ومنها مثلاً تعرض طالب إلى الاصطدام بحديدة في مسرح الوزارة أسالت الدماء من رأسه، فقمنا بعمل اللازم للطالب بدءاً من تعقيم موضع الإصابة ثم التخدير الموضعي ثم خياطة الجرح بـ5 غرز، مبيناً أن هذه الإصابات واردة بين الطلبة، بعضها بشكل غير مقصود وأخرى نتيجة المشاجرات وحالات العنف وجميعها تحت سيطرة العيادة».
وفيما أكد أن خياطة الجروح والحقن ومعالجة المصابين بالربو والأنيميا وجميع الإجراءات الطبية التي يقوم بها المركز الصحي في المنطقة، تقوم بها العيادة وبالمستوى نفسه تقريباً، أوضحت ممرضة تعمل في مدرسة متوسطة، أن هناك بعض الحالات الصعبة التي لا يمكن للعيادة عمل أي شيء معها، وفي هذه الحالة نقوم بالإجراءات الطبيعية وأولها الاتصال بالمستشفى فوراً لإرسال سيارة إسعاف للمدرسة، مع المحافظة على استقرار الحالة الصحية للطالب، مستشهدة بحالة سقوط طالبة في إحدى المدارس المتوسطة من الدور الثاني قبل 3 أعوام، نتيجة انخفاض السور وتعرضها لكسر في الحوض وإصابات متفرقة في جسدها، وقد تم نقلها إلى المستشفى فوراً لاستحالة علاجها في عيادة المدرسة.

محاربة السمنة
وأعربت الممرضة عن أملها في تطوير عمل العيادة، من خلال تقديم برامج توعوية لإنقاص الوزن ومحاربة السمنة لدى الأطفال، لا سيما طلبة المرحلة الإبتدائية، على أن يتم ذلك تحت إشراف أطباء متخصصين في التغذية من وزارة الصحة، مؤكدة أن سمنة الأطفال أصبحت بالفعل ظاهرة تستوجب إعادة النظر في العادات الغذائية الخاطئة المتبعة عند كثير من الأسر.
من جانبه أكد مصدر تربوي لـ«الراي» أن مئات المعلمات في المدارس مدربات الآن على الإسعافات الأولية وطرق الإنعاش القلبي، حيث خضعن إلى دورات تدريبية مكثفة في مركز دسمان الطبي، تحت إشراف التوجيه العام للاقتصاد المنزلي، وحصلن على «ليسن» في مزاولة هذه المهنة وتقديم خدمات الإسعاف لكل من يحتاج إليها، سواء كان داخل أسوار المدرسة أم خارجها.

شهادات اعتماد عالمية
وبين المصدر أن المعلمات المتدربات وعددهن يتجاوز الـ600 معلمة تقريباً، حصلن على شهادات اعتماد عالمية من البورد الأميركي ورخصة مزاولة المهنة، وتتلخص مهامهن في إسعاف المصاب بخطوات عدة، تبدأ بتأمين المكان للمصاب وإبعاده عن موضع الخطر، ثم الاتصال بسيارة الإسعاف ثم محاولة إفاقة المريض والتخفيف من ملابسه، وفحص القفص الصدري ومراقبة تنفسه، على ان يبدأ الضغط أسفل القفص الصدري بمقدار 15 ضغطة يقاس بعدها تنفس المصاب، ثم يستمر الضغط مرة اخرى بالعدد نفسه، مشددة على ضرورة الاستمرار بإدخال المعلمات والإداريات في المدارس ضمن هذه الدورات الاختيارية، لما لها من فوائد اجتماعية وإنسانية كبيرة.

الكمام ممنوع 

قالت ممرضة لـ«الراي» إن استخدام الكمام لمرضى الربو ممنوع في المدارس خوفاً من المسؤولية في تناول الجرعات الزائدة، وأن المسموح به فقط هو المحلول الملحي من دون استخدام أي مواد أخرى كالتي تستخدم في المراكز الطبية.

المشاجرات الطلابية

دعا ممرض في إحدى المدارس الإبتدائية الوزارة إلى حملة توعوية إزاء ظاهرة العنف والمشاجرات الطلابية، التي عادة ما تنتهي بدماء وجروح في مناطق الرأس والوجه، مؤكداً أن العيادات المدرسية أنشئت لإنقاذ الطلبة من أي عارض صحي يلم بهم لا قدر الله وليس للمشاجرات.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*