الرئيسية / كتاب وآراء / خيوط في وحي الدمار ،،، بقلم / سهله المدني

خيوط في وحي الدمار ،،، بقلم / سهله المدني

لم يعد الجمال يحدد قيمة المرأة لدى الرجل ولم يعد السلطة والمال والنفوذ تحدد قيمة الرجل لدى المرأة و لم يعد شيء له قيمة لدى الأخر لأن المحتوى لدى الطرفين أصبح فارغ ولا يحوي منفعة لكلا الطرفين فكل واحد منهم فارغ بلا محتوى يجعل قيمته تكبر في عين الآخر وكل واحد منهم يعتمد على ماوصل له من نجاح ويريد ثمن مقابله وهذا ما جعل العلاقة تكون شبه مستحيلة ويجتاحها الفشل لانها بلا أهداف وتصبح اشبه بخيوط في وحي الدمار ، والكثير يعتقد بأن نجاحه سيجعله يأخذ مايريد بدون أن يعطي ثمن له وهذا اعتقاد خاطى يعتقده البعض ويفشل في حياته بسببه ويخسر فرص كثير بسببه ولكل شيء ثمن والنجاح لم يخلق لجعله وسيلة لاستغلال الغير لصالح أهدافك وهذا يجعل الفشل والخسارة ترافق كل من أعتقد بهذا، فالمراة تريد الرجل بأن يحقق لها ماتريد لأنها جميلة ومثيرة وتثير أي رجل نظر إليها وتنظر المقابل لجمالها والرجل أيضا لأن لديه نفوذ وسلطة ومال ينتظر من المرأة بأن تكتفي بكلمة منه ولا تطلب مقابل لأي شيء يطلبه منها حتى وإن كانت ستخسر شرفها وعفتها بمقابل كلمة او لحظة يستمتع هو فيها وتخسر هي فيها ما تملكه من شرف مقابل كلمة لا أكثر وبهذا أصبح المجتمع لا يحوي أهداف فكل صورة جميلة ليس بداخلها محتوى له قيمة فالجمال والنفوذ إذا كان بلا محتوى فليس هناك من سيهتم به أو يعطي له اهمية وهذا ما يجهله الكثير وهذا يحدث في العمل وفي الصداقة وفي الحب وفي الزواج وهذا يجعل الفشل والخسارة تلازم العصر وتجعل النجاح أو السعادة تكاد أن تكون مستحيلة بسببه والمحتوى الفارغ أصبح يسيطر على الجميع وجعل منهم وكأنهم دمى لا منفعة منها وأصبح نجاحهم بلا أهمية فكل احد يجب أن يعلم بأَن نجاحه ليس هو سبب حب وتقدير المجتمع له فهذا شيء حققه هو لنفسه وليس للغير ومنفعته له هو وليس لهم ومساعدته لهم وما يقدمه لهم هو الذين يريدون منه وليس لنجاحه يريدونه فهم أحبوه لنجاحه لأنهم اعتقدوا بأنهم سيستفيدون من نجاحه وإذا لم يجدوا منه مكاسب فسيتركونه ولن يكترثوا لأمره بعد ذلك، وفي الحب يحدث هذا عندما يكون الرجل يملك الجمال والثروة والنفوذ ولديه كثير من النساء يعشقن التراب الذي يمشي عليها ولكنه يبدأ في الغرور ويرى بأن لديه خيارات كثيرة وكل فتاة تريده ويبدأ في نقطة لكتابة نهايته ويطلب أشياء مستحيلة منهم وتنازلات لا يقبل بها احد وتضحيات كبيرة منهم وبذلك يخسرهم واحدة تلو الأخرى وفي النهاية بعد ما كان لديه خيارات متنوعة وكبيرة يبقى لديه أسوأ الخيارات لأن البقية لم يقبلوا كل هذه الخسارة لأنهن ليس رخيصات فخسرهن ببساطة وبقي لديه أسوأ الخيارات وهذا مايحدث لكثير من الرجال الذين لديهم خيارات كبيرة جدا، وفي العمل يحدث هذا وبما أن لديه سجل نجاحات كبيرة ورصيده يحوي مبالغ كبيرة جدا فهو سيضع شروط تعجيزية تناسبه هو والرابح فيها هو وليس غيره والخسارة لمن سيكون معه في العمل لأنه ببساطة ناجح ويستحق المكافأة على نجاحه هو بخسارة الطرف الآخر لكي يرتبط اسمه معه في العمل وهذا ما يحدث ويجعل الخسارة تلازمه ويبقى معه المنافقين الذين يكذبوا عليه ويربحونه بدون علمه أرباح كبيرة وهذا يجعل صاحبه يخسر الناس الصادقين الجادين في عمله بسبب شروطه التعجيزية لأن الصادقين لن يقبلوا بخسارة كهذا لأنهم لا يعتمدون على مصادر رزق محرمة تجعلهم لا يكترثوا للخسارة وفي المقابل هم سيعملون بجد وسيتفانون في عملهم وسيجعلونه مقدس ومهم لديهم ولكنهم لن يقبلوا من يستغلهم بمجرد انه ناجح ولديه سجل حافل بالإنجازات وليس هناك أحد يقبل بهذا ولكن هناك أناس يقبلوا الخسارة لأنهم لن يخسروا فهم لديهم طرق تجعلهم يصنعون من الرمل المال وهذا ما يجعلهم يربحون في أي صفقة يدخلونها وهذا ما يجهله كثير من الناجحين في العمل ويقعون فريسة لمثل هذه الشخصيات التي لا تشبه البشر بل هي وحوش متحركة في الكون. سهله المدني

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*