جديد الحقيقة
الرئيسية / محليات / «حماية البيئة» للاستفادة من الحوت النافق بالتعامل معه كهيكل عظمي تعليمي

«حماية البيئة» للاستفادة من الحوت النافق بالتعامل معه كهيكل عظمي تعليمي

طالبت جمعية حماية البيئة بضرورة الاستفادة من الحوت الأزرق النافق بسواحل جزيرة فيلكا أو أن يتم التعامل معه كهيكل عظمي تعليمي وتثقيفي.

وقالت أمين عام الجمعية وجدان العقاب في تصريح: بالطبع ليس بأيدينا إنقاذ جثة ولكن يمكننا الاستفادة من الحوت النافق كعينة ممتازة للعرض والتعليم عن طريقة المحافظة عليه قطعة واحدة تحفظ في حال كانت العينة ممتازة وخالية من التحلل أو أن تدفن في موقع خاص لفترة من الزمن كفيلة بتحلل الأنسجة واللحم والجلد فتبقى العظام وتنظف فيما بعد وتثقل ويتم عرضها كهيكل عظمي متكامل مع أسنانها البالينية في أحد الصروح العلمية كالمتحف العلمي أو المركز العلمي.

مشيرة إلى أنه لا يجوز علينا التغافل عن هذا الامر كما حدث مع عينة الحوت القاتل الذي تم العثور عليه سابقا نافقا بالسواحل الجنوبية.

ولفتت العقاب إلى أنه كان قد ورد إلى جمعية حماية البيئة من خلال المواطنين أو أعضائها انه تم العثور قبل يومين كذلك على حوتين نافقين صغيرين يتراوح أطوالهما بين المتر والمتر والنصف أحدهما في شاطئ أبو الحصاني والآخر في شاطئ الجليعة، متمنية من الجهات المعينة أن تكون على قدر من المسؤولية بحيث تستفيد من هذه الحيوانات النافقة في تثقيف وتعليم أبنائنا في كيفية المحافظة عليها.

وبينت العقاب أن وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت خبر الحصول على حوت نافق على شواطئ جزيرة فيلكا يقدر طوله ما بين 15 – 20 مترا، وهو حوت أزرق معروف بأنه أكبر حيوان ثديي، حيث يصل طوله لأكثر من 30 مترا، وهو حيوان ثديي بحري كان ينتشر في محيطات الأرض في مجموعات وصل عددها لأكثر من 240 ألف حوت، إلا أن صيدها لأكثر من قرن قلص العدد لأقل من 12 ألف حوت لتصنف ضمن الأنواع المهددة بالانقراض تحت مسمى (خطر انقراض متوسط) حتى فرضت حمايتها عام 1966.

وأضافت انه رغم حجمها الضخم إلا أن الحيتان البالينية نسبة لأسنانها التي تسمى بالبالين والتي تشبه الفرشاة الخشنة، تحتوي على نوع ضئيل جدا من القشريات يسمى الكريل ويعيش في المياه الباردة.

مؤكدة أن الحيتان الزرقاء تتواجد حاليا في مجموعات قليلة في المحيط الهادي والأطلسي ومحيط القارة المتجمدة الجنوبية والمحيط الهندي، ويرجح أن يكون الحوت النافق من فصيلة الحوت الأزرق القزم الذي يتواجد في المحيط الهندي القريب من موقعنا الجغرافي.

ولفتت الى انه قد نجهل سبب نفوقه إلا أنه يسهل التكهن بكيفية وصوله لجزيرة فيلكا عبر الانجراف مع التيارات المائية التي تتحرك عكس عقارب الساعة في الخليج العربي مما يجعله ينجرف لشواطئ فيلكا في أعلى الخليج.

من جانب آخر قالت مصادر في الهيئة العامة للبيئة ان الأمر لا يمكن اعتباره نفوقا بشكل عام وإنما حالة تحصل احيانا في هذا الوقت من السنة حيث تبدأ الحيتان بالبحث عن المياه الأدفأ وتعتبر مياه الخليج اكثر دفئا حاليا وقد تضل هذه الحيتان طريقها وتتعرض لحادث ما او تموت.

معاينة من فريق الغوص

من جانب آخر، نظم فريق الغوص بالمبرة التطوعية البيئية رحلة خاصة لمعاينة الحوت الأزرق النافق في شرق جزيرة فيلكا.

وأعلن وليد الفاضل رئيس الفريق أن المعاينة الأولية للحوت بحضور بعض المختصين تبين أنه من النوع الأزرق الذي يندر وجوده في الخليج العربي حيث يبلغ طوله 14 مترا ووزنه أكثر من 30 طنا تقريبا، ويتغذى على القشريات والأسماك الصغيرة وتنطلق بشكل عمودي فاتحة فمها إلى السطح وتلتقط أكبر قدر من هذه القشريات والاسماك الصغيرة، وهذا النوع من الحيتان يسبح كمجاميع أو بشكل فردي، ومن الغريب أن يوجد في الخليج العربي نظرا لضحالة قاعه، وقد سبق أن شوهدت حيتان زرقاء ميتة كما يوجد هيكله العظمي في المتحف العلمي.

وأضاف الفاضل أن وضع الحوت النافق يحتاج إلى قرار بدفنه أو نقله نظرا لرائحته الكريهة لسكان فيلكا وكذلك خطورته للملاحة البحرية عند رجوعه للبحر بسبب التيارات المائية، ومن أجل ذلك قام فريق الغوص بتثبيت الحوت ببعض الأحبال إلى أن يتم اتخاذ القرار لفنائه، وطالب زوار الحوت بعدم التعرض له أو سحبه حتى اتخاذ القرار السليم بشأنه.

من جانب آخر، قام الفريق الغوص بالنادي العلمي بعملية معاينة للحوت وأخذ العينات لدراستها وتحديد المعلومات الحقيقية لنوع الحوت وأسباب النفوق.

وقد أعلن الفريق انه أتم عملية معاينة الحوت النافق في جزيرة فيلكا بنجاح، وذلك ضمن نشاط الفريق المستمر في رصد ودراسة الأحياء البيئة البحرية الكويتية وكيفية المحافظة عليها.

وقال عضو اللجنة العلمية بالفريق والحاصل على شهادة الماجستير في علوم البيولوجيا البحرية حسين الصايغ ان فريق الغوص قد قام بتنفيذ الخطة العلمية المدروسة التي وضعها لمعاينة الحوت النافق في جزيرة فيلكا.

وتم اخذ العينات من الحوت النافق بغرض الدراسة العلمية ومعرفة أسباب النفوق ليتم تلافيها فيما بعد، مشيرا إلى ان المعلومات الأولية ترجح ان هذا الحوت يعد من فصيلة الحوت الزعنفي (finback whale) ويصل طوله إلى 14 مترا، الا ان القياسات والصور والعينات التي تم استخراجها من الحوت سوف تساعد الفريق في تحديد هويته الصحيحة والأسباب الحقيقية من وراء هذا النفوق.

وأضاف أن الحوت الزعنفي المعروف أيضا باسم حوت الزعنفة الظهرية، هو ثاني أكبر الحيتان حجما، وثاني أكبر حيوان على سطح الأرض بعد الحوت الأزرق، حيث ينمو ليصل لما يقارب 24 مترا تقريبا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، و27 مترا في النصف الجنوبي .

واشار الصايغ إلى أن الحوت الزعنفي يتميز بشكله الطويل والانسيابي، وباللون الرمادي أو البني المسود الذي يغطيه فيما عدا المنطقة البطنية، حيث يسودها لون أفتح، مشيرا إلى انه يوجد نوعان معروفان من الحيتان الزعنفية، وهما: الحوت الزعنفي الشمالي المنتشر شمال المحيط الأطلسي، والحوت الزعنفي القطبي المنتشر في المحيط المتجمد الجنوبي، لافتا إلى أن الحوت الزعنفي تعرض كمعظم الحيتان الضخمة الأخرى، إلى الصيد بشكل مكثف خلال القرن العشرين، مما جعله أحد الحيوانات المهددة بالانقراض، وقد أصدرت اللجنة الدولية لصيد الحيتان (IWC) وقفا على الصيد التجاري لهذه الحيتان.

وأشاد الصايغ بجهود إدارة الرقابة البحرية التابعة للهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية على جهودهم ودعمهم اللوجستي مما ساهم في إنجاز هذه المهمة بنجاح.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*