الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / قصة 15 فتاة مصرية «كفيفة» تسلقنْ الجبل لأول مرة: «حسّينا إن سقفنا السمَا»

قصة 15 فتاة مصرية «كفيفة» تسلقنْ الجبل لأول مرة: «حسّينا إن سقفنا السمَا»

صباح الجمعة، تُشير عقارب الساعة إلى الثامنة، الدقّات تًصدر عن الساعة وعن قلب الفتيات في دار «النور والأمل» للكفيفات، إنهُ الموعد الذي استعدت فيه «منة»، شابة عشرينيّة من ذوي الإعاقة البصرية، لارتداء ملابسها كي تذهَب في رحلة «مُدهشة» إلى محمية وادي دجلة، لم تعرِف «منة» ورفاقها حينها، كيف يتسلّق الأشخاص الجبل، كيف تبدو الصخور ورائحتها «النديّة».
 
أمام محمية وادي دجلة في المعادي، وقفَت 15 فتاة من ذوي الاحتياجات البصريّة، استعدادًا لبدء المغامرة، إذ نظمت ريهام أبو بكر، المهتمة بالسياحة الجغرافية، رحلة «هايكينج» لـ 15 بنت، حسبْ الفكرة التي شرحتها لنا: «حاولت أنفذ الفكرة من 3 شهور، الصحراء والاستمتاع بجمالها مش حكر على المُبصرين فقط، أي حد يقدر يسافر ويستمتع بالصحراء».
على أصوات المُتطوعات ووصفهن، سارت الفتيات بالصحراء في صفوف مُنظمة، لمسنْ الصخور بأناملهن الرقيقة، لتكوين مشهد بديع في مُخيلتهن عنها، كما تقول ريهام: «سقفنا كان السما، وكل متطوّعة تجيب حجارة للكفيفة، تلمسها، وتشمها».
 
وتكمل: «التحدي اللي واجهني، أني أقنع مجموعة من الكفيفات أنهم يجوا، هم ميعرفوش حاجة عنها، كان لازم يعيشوا بنفسهم، وأن المشرفين يوافقوا، وأنهم يجوا معانا الصحراء ونطلع في محمية».
 
«كان نفسي أطلع على الصخور»، قالتها أسماء بشغف، إحدى الفتيات المُشاركات، وابتسامة وسع السموات والأرض، وأكملت: «طلعت رحلات، ومتنزهات، ورُحت أماكن كتير جدًا، لكن دي أول مرة أطلع محمية طبيعية، و أول مرة أشوف نباتات كده».
بسرعة وحماس شديدين، تسلقت منّة محمد، أعلى قمة في الصخور وحدها، ولم تستطيع انتظار الفتيات، تلوم عليهن لخوفهن وحركاتهن المحسوبة، وتقول: «أنا بحبّ الحركة، لكن اللى معايا قلقانين من الصخور»، وتكمل: «نفسي نظرة المجتمع تتغيّر حول ذوي الاحتياجات، إحنا عايشين في مجتمع صغير».
 
رأت منّة ببصيرتها المكان، كما تذكُر: «واسع وجميل و صافي، وزي ما بيقولوا مكان تحس فيه أن في قلوب بيضاء بعيد عن الزحمة والعوادم والدوشة».
 
بينما سعيدة، طالبة بآداب قسم تاريخ، تقول: «كل معلومة أو كل خطوة بمشيها، بربطها باللى أنا قرأته قبل كده، أنا عارفة الصخور، بس أول مرة ألمسها وأشم ريحتها، وتكمل كان عندي إصرار أكمل الرحلة للأخر».

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*