مشاركون بمؤتمر ماليزيا الدولي يؤكدون أهمية تشكيل نظام بيئي لاستدامة صناعة الحلال

أكد مشاركون في مؤتمر الحلال الدولي المنعقد في ماليزيا اليوم الخميس أهمية تشكيل نظام بيئي لاستدامة صناعة الحلال وتنميتها في الدول الإسلامية وغير الإسلامية وذلك من خلال تسخير التكنولوجيا والثورة الصناعية الرابعة.
وقال مدير قسم الخدمات الصناعية في وزارة الشؤون الاقتصادية الماليزي خالد عبدالحميد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش المؤتمر أن النظام البيئي للحلال أثبت قدرته على مواكبة آخر تطورات التكنولوجيا لاسيما في التعاملات الرقمية للمدفوعات والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء.
وأوضح عبدالحميد أنه يتوقع أن يصل إنفاق المسلمين على الأغذية والمشروبات إلى 9ر1 تريليون دولار بحلول عام 2023 مع تحسن الرقابة التنظيمية على إنتاج الأغذية الحلال مفيدا بأن ذلك نتاج النظام البيئي لاستدامة الحلال.
وأشار خلال مشاركته في جلسة حول تشكيل النظام البيئي لاستدامة صناعة الحلال إلى وجود تحديات في تنافس الدول الإسلامية لتصدر سوق الحلال حيث تسعى بعض الدول إلى توسيع منتجاتها على حساب دول أخرى.
وأضاف “التوسع والاستدامة في أسواق الحلال حق مشروع لجميع الدول لكنه يجب أن يكون مبنيا على نظام بيئي متناسق” مشيرا إلى أن السيطرة على الأسواق يجب ألا تكون القضية الرئيسية حيث يجب أن تكون هناك علاقة تكافلية بين التجارة والأخلاق ويجب أن يكون العمل في صناعة الحلال مبني على الأجر والثواب.
من جهتها أفادت الرئيس التنفيذي لمصرف (راكيات) الماليزي نوريباه كاسمو بأن النظام البيئي للحلال يجب أن يكون مشجعا للاستثمار من خلال وضع إطار قوي لجذب الاستثمارات وذلك ببناء بنية تحتية قوية وتأسيس مراكز بحثية متخصصة في الحلال إضافة إلى توفر الكوادر البشرية والمراجع الدينية.
وأضافت كاسمو “لضمان استدامة النظام البيئي للحلال يجب التركيز على المنتجات ذات القيمة العالية مثل الأدوات الطبية ومستحضرات التجميل ومشتقات ومكونات الحلال” موضحة أن ذلك يأتي بتكثيف البحوث والتطوير في مجالات الحلال وتسخير الثورة الصناعية الرابعة.
من ناحيته شدد مدير هيئة الاستثمار الإقليمي الماليزي أحمد كاميل على أهمية تسخير التكنولوجيا في الكشف عن جودة ونظافة وصحة المنتجات الحلال مع التركيز بالطبع على طريقة الذبح مشيرا إلى أن هناك العديد من المنتجات الحلال قد تتسبب في أمراض مثل السكري والضغط وهو ما يتناقض مع الهدف الإسلامي والإنساني.
وحول تنافس الدول الإسلامية في صناعة الحلال أشار كاميل أن هناك تفسيرات وشهادات ومعايير عديدة للحلال في الدول الإسلامية مردفا بأن عدم توحدها قد تولد هذا التنافس.
ودعا تلك الدول إلى تنسيق آليات وإجراءات العمل في صناعة الحلال لأنه من الصعب توحيد المعايير والشهادات ذلك يأتي ضمن الجهود المشتركة لتشكيل نظام بيئي مستدام للحلال.
يذكر أن مؤتمر الحلال الدولي يقام ضمن أعمال الدورة ال16 لمعرض الحلال الدولي (ميهاس) المقام في ماليزيا خلال الفترة ما بين 3 وحتى 6 أبريل الجاري بمشاركة أكثر من 1000 شركة من 40 دولة تستعرض وتقدم حوالي 5ر1 مليون منتج وخدمة متعلقة بصناعة الحلال.