الرئيسية / الصحة / «الأدرينالين».. هرمون الكر والفر المحفز لمحبي المخاطرة والمجازفة

«الأدرينالين».. هرمون الكر والفر المحفز لمحبي المخاطرة والمجازفة

(الأدرينالين) أو ما يعرف لدى الرياضيين بهرمون الكر والفر من أهم أسلحة الجسم المحفزة منذ القدم وأساسي في صراع البقاء ويفرز بوتيرة عالية في حالات الانفعال والتوتر وعند زيادة حدة الاندفاع أو التحين لأي طارئ أو ظرف ينطوي على المخاطرة والمجازفة.
وإضافة إلى أن الأدرينالين مسؤول عن مشاعر الاندفاع والشجاعة التي يشعر بها خصوصا الرياضيين والمغامرين لدى تعرضهم لمواقف خطيرة مثل ركوب الدراجة على طريق شديد الانحدار أو تسلق الجبال والمرتفعات وغيرها من مغامرات فهو مسؤول كذلك عن الشعور بالخوف والرهبة عند إدراك المرء العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن هذه الأفعال.
فما إن ترتفع معدلات الأدرينالين في الجسم خصوصا لدى محبي المخاطرة والمغامرة بإمكانه دفع المرء لفعل أشياء تقترب من المستحيل إلى حد يرى البعض في ذلك لذة ربما تصل حدود الإدمان.
وللتعرف أكثر على هذه الظاهرة وآثارها السلبية التقت وكالة الأنباء الكويتية، اليوم الأحد، أستاذة علم النفس في الجامعة الأمريكية في الكويت الدكتورة جولييت دينكا التي قالت إن (اندفاع الأدرينالين) يساعد في التغلب على الخطر بجميع الأحوال إذ يحفز هذا الهرمون الجسم للدفاع عن نفسه في وضع الخطر.
وأضافت دينكا وهي أيضا اختصاصية مرخصة في علم النفس السريري أن “الدماغ لا يفرق ما إذا كان الشخص في خطر أم لا فسواء قرر الشخص مواجهة الخطر أو الهروب منه فإن الدماغ يتفاعل بالطريقة نفسها وهذا الاندفاع يطلق الأدرينالين”.
وأوضحت أن الأدرينالين عنصر حاسم بالنسبة لمحبي المخاطر لأنه بدون هذا الهرمون قد يتعرض الأشخاص الذين يعانون جراء حالات التوتر إلى الخوف أو الموت.
وعن تفاصيل تعرض الانسان لاندفاع هرمون الأدرينالين، أفادت بأنه يؤدي إلى زيادة في خفقان القلب وإلى يقظة مفرطة مما يمنح الشخص تركيزا أفضل وذاكرة أكثر حدة.
وأضافت أن من الأعراض السلبية لاندفاع الأدرينالين الإصابة بنوبة قلبية أو ارتفاع في ضغط الدم أو الأرق.
وذكرت دينكا أن المواقف التي تنطوي على الخوف والإثارة تعد من الأسباب الرئيسية لإفراز الأدرينالين مبينة أن جسم الإنسان يطلق أيضا هرمون الإندورفين وهو من أهم مسكنات الألم التي تفرز طبيعيا من جسم الإنسان وتساعد في التعامل مع الألم الشديد والإجهاد.
وحذرت من مغبة اعتياد الإنسان على اندفاع الأدرينالين لأنه بمجرد تجربته للمرة الأولى قد يرغب بتكرارها فالذاكرة تخزن شعوره عندما تعرض لاندفاع الأدرينالين للمرة الأولى مما قد يؤدي إلى إدمان هذه الحالة.
وقالت إذا لم يتعرض الإنسان لاندفاع الأدرينالين فذلك يعني أنه لا يتحدى ذاته في إشارة إلى الأشخاص الذين اعتادوا التعرض للمخاطر لتحقيق رغباتهم.
ولفتت إلى أن هناك أشخاصا مختلفين يسعون إلى الشعور بالإثارة من اندفاع الأدرينالين في حين تعتمد سلوكيات المخاطرة أكثر على شخصية الإنسان.
وذكرت دينكا أن “الأفراد الذين يبحثون عن الإثارة يكونون أكثر عرضة لخطر المجازفة فهم يقومون بأعمال تتحدى قدراتهم مما قد يقود أدمغتهم إلى حالة طوارئ”.
وأضافت أنه على سبيل المثال فإن هرمون الأدرينالين يعد هرمونا حيويا لرجال الإطفاء الذين ينقذون الناس من الأخطار الكبيرة وأيضا لمحبي تأدية الحيل الشبيهة بالحركات المتعارضة مع قواعد الجاذبية إذ يساعدهم على القيام بمجازفات خطيرة.
في السياق، قال رجل الإطفاء الكويتي سلمان قاسم، إن “من الصعوبة بمكان وصف اندفاع الأدرينالين فهو يشعرك بأنك تملك ثلاثة أضعاف قوتك” مضيفا أن “اندفاع الأدرينالين يمكن أن ينقذ الأرواح”.
وأوضح قاسم أن رجال الإطفاء عندما يواجهون الخطر فإنهم يتخطون قدراتهم لإنقاذ الأرواح مشيرا إلى أن “أي شخص يمكن أن يكون رجل إطفاء اعتمادا على عزيمته”.
وقال إن “الأدرينالين وحده لا يكفي فبدون هرمون الإندورفين يمكن أن ينجرف العقل إلى أفكار انتحارية مما يؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة لرجال الإطفاء”.
وأضاف أنه “على الرغم من أن اندفاع الأدرينالين مفيد لوظيفتي كرجل إطفاء لكن آثاره السلبية قد تشمل الشعور بالألم والإصابة بكسر في الذراع والأضلع وخلع بالكتف والحوض والتواء الكاحل”.
وحول أوجه التشابه بين عمله وممارسة الرياضة الخطيرة، أشار قاسم إلى أن “اندفاع الأدرينالين الذي يشعر به رجال الإطفاء وممارسو الرياضات الخطيرة متشابه نوعا ما فجميعهم يواجهون شيئا خطيرا”.
أما منصور الصفران وهو أحد ممارسي رياضة الدراجات الهوائية (بي إم إكس) فقد أرجع شعوره باندفاع الأدرينالين إلى أنه ناتج عن إحباط غير مستقر داخل عقله بسبب البحث عمن يدعمه للقيام بالأعمال التي تحمل طابع الإثارة والمجازفة.
وقال الصفران إن الأدرينالين بالنسبة له كان وسيلة لإخفاء غضبه لكن اندفاعه كان من الممكن أن يكون وسيلة إلهاء فاشلة موضحا أن “أداء الأعمال المثيرة والحركات الصعبة منحه أفضل شعور بفعل أشياء لم يعتقد أنه يستطيع القيام بها”.
بدوره، قال قائد فريق (إف إم إكس فور ايفير) التشيكي مارتن كورن، إن المشاركين في سباق موتو كروس الحر (إف إم إكس) يأخذون دائما في الحسبان المخاطر التي سيتعرضون لها عند القيام بمهامهم في الجو.
وأضاف كورن أنه بدأ ركوب الدراجات النارية في سن الثالثة وكان يشعر بالخوف والإثارة عند قيامه بحركات مثيرة خلال قيادته لدراجته النارية مما يدفع معدل ضربات قلبه إلى الحد الأقصى ويمنحه شعورا بالحياة المطلقة.
وأوضح أن تأدية الحيل الخطيرة مثل حركة (تسونامي باك فليب) تسمح له بالتحكم في عقله وعواطفه لكنها قد تؤدي إلى إصابات خطيرة مشيرا إلى إصابته بكسور في عظم الفخذ والساق والشظية والمعصمين والأصابع والكتف والأضلاع والعمود الفقري والركبة.
وذكر كورن أنه يشعر بالتحدي عند مشاركته في سباق موتو كروس الحر (إف إم إكس) إذ تدفعه هذه الرياضة لممارسة أساليب مختلفة لقيادة الدراجة حسب تضاريس المكان.
من جانبه، أكد مدرب الموتو كروس الكويتي محمد جعفر، أن اتخاذ احتياطات السلامة يعد أولوية في مثل هذه الرياضة الخطيرة إذ قد تؤدي المخاطرة إلى الإصابة بكسر في عظم الفخذ وعظمة الترقوة في آن معا.
وأضاف جعفر “لهذا السبب فإن نسبة صغيرة من المجتمع تمارس رياضة الموتو كروس” مشددا على ضرورة أن يفكر أي شخص ويعرف حدوده قبل أن يمارس أي رياضة خطيرة.
من ناحيته، قال الكويتي فهد المسلم الذي يمارس رياضة ركوب الدراجات الرباعية، إن “الرياضة دائما تدور حول المجازفة فإن لم تخاطر لا تعتبر منافسا”.
ورأى المسلم أن “من المهم أن يكون الشخص مسترخيا ومركزا كليا عند المشاركة في الرياضات الخطيرة” مشيرا إلى أن التنفيذ الواثق لحركاته يقيه من التعرض للاصابات الخطيرة.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*