الرئيسية / عربي وعالمي / القدس: قلق من صفقات غامضة لبيع عقارات في البلدة القديمة للمستوطنين

القدس: قلق من صفقات غامضة لبيع عقارات في البلدة القديمة للمستوطنين

بعدما انتقلت ملكيته لمستوطنين إسرائيليين، بات مبنى عائلة جودة القريب من المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، رمزاً لمخاوف الفلسطينيين من صفقات سرية معقدة لبيع عقارات تهدد وجودهم فيها.
ويؤكد أديب جودة الحسيني حامل مفاتيح كنيسة القيامة نيابة عن عائلته أنه “لم يرتكب أي خطأ” ببيعه المبنى المشيد على الطراز المملوكي ومن 3 طبقات، لفلسطيني آخر في 2016.
ولكن هذا لم يعفه من غضب الفلسطينيين، الذين يعتبر كثيرون منهم بيع عقارات في القدس الشرقية لإسرائيليين “خيانة”، واتهم بأنه مسؤول عن بيع المبنى الواقع في الحي الاسلامي بالبلدة القديمة، لمستوطنين.
وتساءل أديب جودة الحسيني الذي ينتمي إلى عائلة مقدسية عريقة، جالساً عند مدخل كنيسة القيامة التي بنيت في مكان صلب المسيح ودفنه: “هل يمكن محاسبتي على شيء بيع منذ أكثر من عامين لشخص آخر؟”.
وأوضح أنه باع العقار إلى فلسطيني في آخر 2016 مقابل 2.5مليون دولار (2.18 مليون يورو) ولا يمكن تحمل مسؤولية انتقال المستوطنين إلى هناك في أواخر 2018.
وواجه جودة دعوات للتخلي عن دوره حاملاً لمفتاح كنيسة القيامة الذي يفتخر به وتوارثته عائلته المسلمة أباً عن جد، منذ قرون.
دليل البراءة
يعرض أديب جودة الوثائق التي يقول إنها تثبت للسلطة الفلسطينية بيع منزله لفلسطيني آخر يدعى خالد العطاري في 2016، ويقول إن المشتري “خانني، وخان السلطة الفلسطينية، وفلسطين”.
ورداً على سؤال لوكالة فرانس رفض خالد العطاري الإدلاء بأي تعليق مشيراً إلى أن “هناك تحقيقاً جارياً من قبل السلطة الفلسطينية ولم ينته بعد”.
وبناية جودة ليست العقار الوحيد الذي يثير قلق الفلسطينيين الذين يخوض نحو 320 ألف مقدسي منهم صراعاً للبقاء في المدينة، ويعتبرون أن كل بيع لممتلكاتهم إلى مستوطنين، ضربة قاسية أخرى لقضيتهم.
ويشعر مقدسيون بالخوف من أن يجدوا أنفسهم يوماً ضحية احتيال وتسريب عقارات وبيعها إلى مستوطنين، خاصةً أن البيع والشراء يتم بطرق سرية، وملتوية.
ويسعى المستوطنون إلى تهويد القدس القديمة مبررين ذلك بعلاقتهم التوراتية بالمكان.
وبعد بيع بناية جودة لمستوطنين، تبادل أديب جودة الحسيني وخالد العطاري الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونُشرت تسجيلات فيديو، لم يعرف مصدر عدد منها، تتهم عائلات أخرى ببيع عقارات إلى مستوطنين لتعزز البلبلة وحملة تشكيك في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وعائلات مقدسية، وشخصيات معروفة.
تحريم دفن في المقابر الإسلامية
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية العربية في 1967 وأعلنتها بشطريها الغربي والشرقي “عاصمةً أبديةً وموحدة” للدولة العبرية في 1980.
ويعيش نحو 210 آلاف يهودي في مستوطنات القدس الشرقية، والتي بدأت إسرائيل في بنائها بعد 1967، ومصادرتها أراضٍ في محيط القدس.
وتمنع إسرائيل السلطة الفلسطينية من العمل في القدس الشرقية، لكن السلطة تسعى للحفاظ على نفوذ فيها ولو كان محدوداً.
وتنص قوانين السلطة الفلسطينية، على الإعدام لبيع العقارات في القدس الشرقية إلى مستوطنين.
وفي واحدة من القضايا البارزة في الأسابيع الأخيرة، حكمت محكمة فلسطينية في الضفة الغربية على المقدسي عصام عقل، الذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضاً، بالمؤبد بتهمة بيع عقار في البلدة القديمة.
وقال عدي نوفل محامي عقل إن موكله “حاول ببساطة مساعدة عائلة فلسطينية أخرى في حل مشاكل ميراث”.
وواجهت قضية عصام عقل انتقادات من سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان المؤيد للاستيطان، ودعا إلى إطلاق سراح عقل، وأدت إلى دعوات في إسرائيل إلى السلطات لتتحرك.
وبعد توقيف عقل، اعتقلت إسرائيل محافظ القدس مرات عدة للاشتباه به للأسباب نفسها، لكن أُطلق سراحه في نهاية المطاف.
وأكدت وسائل إعلام الإفراج عن عقل هذا الأسبوع شرط أن يتوجه إلى الولايات المتحدة. لكن هذه المعلومات لم يؤكدها لا محاميه ولا السفارة الأمريكية.
وفي قضية منفصلة في نوفمبر(تشرين الثاني)، رفض مفتي القدس محمد أحمد حسين السماح بدفن مقدسي لقي مصرعه في حادث سير، في مقابر المسلمين بعد اتهامه ببيع عقار لمستوطنين في البلدة القديمة.
مبالغ هائلة
ويؤكد ناشطون مناهضون للاستيطان أن مجموعات المستوطنين الإسرائيليين، تدفع لإبرام مثل هذه الصفقات لزيادة عدد السكان اليهود في القدس الشرقية، وتعرض مبالغ هائلة لإغراء أصحاب العقارات.
وقالوا إن “مجموعات المستوطنين الإسرائيليين تضغط لعقد الصفقات في إطار جهودهم لزيادة السكان اليهود في القدس الشرقية، وتستخدم مجموعة متنوعة من الوسائل مثل شركات الوساطة،أو الشركات الأجنبية، أو الشركات الوهمية”.
وصرحت مديرة المنظمة غير الحكومية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي جمعية “مدينة الشعوب” عير عميم يوديث أوبنهايمر بأن “عمليات البيع والشراء ليست معاملات مفتوحة وشفافة”.
ولكن دانيال لوريا المؤيد الشرس للاستيطان في جمعية “عطيرت كوهانيم”، دافع عن أعماله، وقال: “يجب أن يكون الجميع قادرين على الشراء والبيع في المناطق الواقعة تحت السيادة الإسرائيلية”.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*