الرئيسية / كتاب الحقيقة / ” الخفافيش” بقلم الكاتب : عبدالعزيز الشعبان

” الخفافيش” بقلم الكاتب : عبدالعزيز الشعبان

ممّا لاشك فيه أن للخفافيش أنواع عدّة و منها : خفّاش الفاكهة المصرّية ، الخفّاش الأبيض ، الثّعلب الطّيار الهندي ، و الخفافيش الصّفراء ذات الأذنيْن ، لكن في هذه المقالة سأسرد لكم نوع آخر من الخفافيش ، نوع هو أكثرهم مكراً و “ظلامية” ، و يعيش كبقية الخفافيش في الكهوف و الأماكن المنعزلة فهو يعشق الظّلام و لا يظهر إلا بعد الغسق ، فالنّور يؤرّقهم كثيراً ، و لكن بإعتقادي و بعد أرق النور ما سأكتبه في السّطر التالي سيزعجهم كثيراً !

لطالما خلطوا بين الحقيقة و الخيال ، و بين الصّدق و الكذب ، فهم يكرهون بقعة الضوْء التي توجّه لهم و التي تسلَّط على مكرهم السياسي المغلّف دينياً، ليس لأجل صراع وجودي بل لنقد فكري ، فاللّيبرالية لا تقصي أيْ فكرة دام أن فكر الآخر يؤمن بتداول السّلطة و لا يبث الكراهيّة للآخر ، لكن هؤلاء بكتاباتهم و اتهاماتهم أرادوه صراعاً وجودياً كصراع بين الحق و الباطل ، لكن كيف نرجو خيراً منهم و هم طائفيّون بطبيعتهم فلا يقبلون شخص أن ينضم لفريقهم وهو مخالف لمذهبهم بل لتعاليمهم القطبّيه ، و لأكون واضحاً سأضرب مثالاً : ليذهب شخص من الطائفة الشيعيّة و يطلب منهم أن يطالبوا ببناء حسيّنية ليمارس طقوسه أو يقدّم طلب للإنضمام لهم فهل سيقبلون؟ فمن هو الطائفي الظّلامي إذاً؟

و لا أعلم كيف ربطوا الليبرالية و العلمانية بمحاربة الدّين و هدمه ، رغم أن الليبرالية و العلمانية هي من تحمي الدّين وكل الأديان و تحفظ الحق التّعبدي لأي شخص مهما كان دينه و مساجد المسلمين في الدوّل الأوروبية التي ينعمون بها في اجازاتهم الصيفية أو بلاد العلمنة كتركيا والتي هي خارج النقد لديهم طبعاً، أو فرنسا العلمانية خير شاهد ذلك ، والليبرالية تحمي أيضاً استغلال الدّين في متغيّرات و دجل السّياسة و توظيفه لأغراض مصلحية كالإستخارة لتحديد موقف من طرح الثّقة بوزير أو كنكث القسم بتبرير ديني للرجوع للسّاحة بعد أن كان قولهم أن السّاحة يخدم المشروع الإيراني و ربما هم الآن يخدمون المشروع بمشاركتهم ، فأي رجوع عن قرار أو تردد لتحديد القرار يكون غلافه الدّين لمنع الإنتقاد فمن سيهاجم القرار كأنه هاجم الدّين ، فهُم محترفين بتوظيف الشعارات الدّينية العاطفية للوصول لمبتغاهم ، و لا ننسى أيضاً تبريرهم الدّيني لرفضهم قانون حق المرأة السياسي تحت مبدأ “الولاية العامة” لكن بعد اقرار مجلس الأمة القانون تشقلبوا شقلبة “خفّاشيّة” و أصبحوا يهرولون للمرأة فهُم أحوج لأصواتها للظفر بكرسي البرلمان فقبلوا بوجودها ، و الآن نجدها أيضاً من أول الحاضرين لمناسباتهم وسط تهليلهم بشعارات رنّانة كـ”المرأة نصف المجتمع فهي الأم و الأخت” ، فهل رفضكم للقانون في السّابق كان بسبب أن المرأة كانت ثلث المجتمع أم ماذا؟ ، فأين مبدأكم الدّيني ؟ ، أليس هذه مراوغة دينية استغلالية يا “متعلمين يا بتوع المدارس” !!

أيّها القارىء : لا ترتعد من صنف هذه الخفافيش فهُم أضعف ممّا تظن ، فقد هزّ كهفهم شجرة تعبّر عن شعيرة للدّيانة المسيحية و أزالوها رغم أنّ هناك العديد من العوائل الكويتية المسيحية ناهيك عن الجاليات المسيحية و قد كفلهم الدّستور الذي يتسمْون بإسمه وهم أول منتهكينه بحق المسيحيين و غيرهم لممارسة شعائرهم، فمن يلغي وجود الآخر لتصفي له السّاحه؟

و لقد زلزل وكرهم بقدوم مفكّر مصري حاز على جائزة الكويت للتقدّم العلمي مرتين و التي يرعاها سمو الأمير و أتى بطلب حكومي ذات مرّة لتقديم مشروع تطوير لدار الكتب الوطنية الكويتية ، فلَم يواجهوه بالفكر بل بالإقصاء و تناسوا أن الفكره لا تُسجن بل تجوب السّحاب وسط تطور التكنولوجيا و ظهور مواقع التواصل الإجتماعي ، ولا تحزن عزيزي القارىء لو رموّك بما ليس فيك فقد رموا المفكّر سالف الذّكر بالإلحاد رغم أنّه لم يصرح بذلك ، ربما علموا بإلحاده بخاصيّة “خفاشيّة” لم يكتشفها العلماء بعد ، و لا تنغرّ عزيزي القارىء بأولوياتهم و شعاراتهم فمنهم من يتكلم و يناصر البدون بندواته نظرياً و عندما كان في أربع مجالس نيابية لم يحرّك ساكناً تجاه القضيّة بل غاب عن جلسة تجنيس البدون في مجلس الأمة ١٩٩٩م ، و امتنع عن التصويت لقانون حق الإنتخاب للمتجنسين في مجلس الأمة ١٩٨٥.

و هذا غيضٌ من فيض ، و تذكّر يا من ترمي الناس بالحجارة فإن بيتك من زجاج فإحذر أن ترمي جزافاً و بلا حجّة ، و تذكّر أنّك لست بالساحة لوحدك “ده كان زمان” ، و دمتم سالمين.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*