الرئيسية / كتاب وآراء / ” عفاف ” بقلم الكاتب / عبدالعزيز الشعبان

” عفاف ” بقلم الكاتب / عبدالعزيز الشعبان

قبل أن تبدأ بقراءة هذا المقال ، عليك أن تتّبع القواعد التالّية : اهدأ ، ضع بجانبك عصير ليمون فإنه يهدّىء من أعصابك عندما تشتطّ غضباً ، و أخيراً لي حرية الرأي و الإنتقاد مثلما لك الحق بإبداء رأيك و التعبير كيفما تشاء.

وسط عقد مناظرات و ندوات عن الحجاب و قضيته و تحدّياته و أحكامه في الفضائيات و الملتقيات وكأن أنتهت جميع معضلاتنا الاقتصاديه و المعيشية و السياسيه على الرغم أنه أُشبعَ تحليلاً و تفسيراً لعقود بآراء نجد منها من يقول بفرضها كإبن باز رحمه الله و من يراه أنه عادة اجتماعية كالدّكتور في جامعة الأزهر مصطفى محمد و الذي حاز على شهادة الدكتوراه لبحثه في حكم الحجاب من الناحية الفقهية ، “مو أنا أقول لا تصكوني قضية” ، و لكن سأطرح الموضوع بشكل فلسفي و اجتماعي ، أين عصير الليمون؟ حسناً جيّد ، اشربه.

عفاف ، كلمة ظُلمَت بإلصاقها باللباس كـ”حجابي عفافي” مثلاً ، فقد اختزلنا العفاف باللباس عامة و الحجاب خاصة ، و تناسينا عفاف الأخلاق النبيلة و المعامله الحسنة و الفكر الإنساني ، فكم عفاف رمت غطاء رأسها بمجرد اقلاع طائرتها بعيداً عن وطنها و تعيد ارتداءه عند عودتها نفاقاً لا اقتناعاً بسبب فرض مجتمعها ذلك ، ففرض لباس معيّن على عفاف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لن يصنع عفّة عفاف بل نفاق عفاف ، فكم عفاف توجد في مجتمعاتنا ؟

إنّ ربط اللباس بالعفّه و ربط حشمة القماش بالأخلاق غير منطقي ، فكم عفاف ألقت بطعامها في الشارع عندما كانت تقود السّيارة و كم عفاف سرقت أو تشهد زوراً ، بينما ممكن أن نرى في شواطىء ميامي امرأه مرتدية البكيني تزيل مخلّفات عفاف التي ألقتها في الشاطىء بعد قضاء نزهه مع عائلتها ، و تعيد هاتف عفاف الذي نسته عند كافيه الفندق بدلاً من سرقته ، فالأخلاق و الصورة النمطيه لخُلُق الشخص شيء نسبي يختلف من شخص لآخر لا يحكمه لباس معيّن ، فلن نرى عاهرة مثلاً بمجرد أن ارتدت حجاباً أن تكون في الصفوف الأولى بين النساء في صلاة الجمعة.

و أخيراً إن كانت الحشمة و تغطية الجسد دلالة على الأخلاق و الإنسانية ، فمن الأولى أن نرى عفاف بلبسها المحتشم ظاهرياً أن لا تكذب على زوجها بأنها ذاهبة مع أسرتها إلى الشّالية بينما هي في المطار مع عشيقها لتقضي معه أيام العطلة ، أو فمن الأولى أن نرى مجرمات داعش بحشمتهن أكثر انسانية !

Twitter : @azizalshaban

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*