الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / لا تُصَبْ بالهلع إذا توقفت محركات الطائرة الـ4 التي تركبها فقد تصل إلى وجهتك بسلام.. هذا الموضوع سيكشف لك السبب
CHENGDU, CHINA - JANUARY 15: An aircraft engine undergoes maintenance at the aero-engine bonded maintenance base (first phase) of Sichuan Services Aero-engine Maintenance Co., Ltd. (SSAMC) on January 15, 2018 in Chengdu, China. The aero-engine bonded maintenance base is located in Shuangliu Park of Chengdu High-tech Comprehensive Bonded Zone. Upon completion of its second phase, the base will provide a wide range of maintenance, repair and overhaul services to more than 600 engines a year, making it the largest and the most competitive one in Asia. (Photo by Zhang Lang/China News Service/VCG via Getty Images)

لا تُصَبْ بالهلع إذا توقفت محركات الطائرة الـ4 التي تركبها فقد تصل إلى وجهتك بسلام.. هذا الموضوع سيكشف لك السبب

لعل أخطر ما يواجه الطيارين بالسماء أو المسافرين، هو النداء الذي يأتي عبر مكبرات الصوت في الطائرة بأن محركات الناقلة التي أنت على متنها تعطَّلت بالكامل؛ ومن ثم قد تعتقد أنك وصلت إلى مرحلة النهاية، لكن يبدو أن الأمر في الحقيقة غير ذلك، فرغم ذلك يمكن أن تهبط الطائرة بسلام.

تقرير لصحيفة “التلغراف” البريطانية، وضع تفسيراً لهذه الظاهرة، التي وقعت الأربعاء 14 فبراير/شباط 2018، لإحدى طائرات الخطوط الجوية المتحدة (يونايتد آيرلاينز)، بعدما انفجر مُحرِّكها في الجو.

ولعل هذه الواقعة ليست هي الأولي بتاريخ الطيران؛ ففي عام 2001، تعطَّل مُحرِّكا طائرةٍ كانت تُقِلُّ 293 راكباً و13 شخصاً من أفراد الطاقم، وسط المحيط الأطلنطي، حينها لم يكن طيارو طائرة الرحلة رقم 236 لشركة طيران ترانسات الكندية على علمٍ بأنَّ طائرتهم المُتَّجهة إلى لشبونة كانت تُسرِّب الوقود منذ أن غادرت مدينة تورونتو الكندية قبل 6 ساعات.

ومع تعطُّل المحرِّك الأول، أعلن الكابتن روبرت بيش حالة طوارئ وقود، وأبلغ المراقبة الجوية عن نيته تحويل مسار الرحلة إلى مطار جزر الأزور البرتغالية. وبعد 10 دقائق أخرى، بدأ المحرِّك الثاني في إصدار أصوات قرقعة قبل أن يتوقَّف في النهاية، بحسب الصحيفة البريطانية.

وحاول كلٌ من بيش ومساعده ديرك ديجاغر، اللذان كان لديهما أكثر من 20 ألف ساعة طيران خبرة، في تسيير طائرة الـ:”إيرباص إيه 330″، دون أي وقودٍ، مدة 19 دقيقة -نحو 75 ميلا (120.7 كيلومتر)- حتى هبطا بعنفٍ في قاعدة لاجيس الجوية.

ارتطمت الطائرة، التي اضطرت إلى خوضِ سلسلةٍ من اللفات والدوران دائرةً كاملةً للهبوط إلى الارتفاع المطلوب، على المدرج قبل أن تتوقَّف. ولم تقع أي خسائرٍ في الأرواح، ولا يزال الحادث يُعدُّ هو الأكبر من نوعه في مدى طيران طائرة ركاب دون مُحرِّكاتٍ بتاريخ الطيران.

تُمثِّل حكاية طائرة شركة طيران ترانسات في الرحلة رقم 236، تذكيراً بأنَّه حتى لو توقَّف كلا محركَي الطائرة في رحلتك، فلا تزال هناك فرصةٌ مقبولة لأي شخصٍ في الوصول إلى الأرض بسلام. وينبغي أن يكون ذلك طمأنةً من نوعٍ خاصٍ لأي شخصٍ يشعر بقلقٍ من الطيران بعد سماع هذه الأخبار.

لكن، بات السؤال الأهم الآن: كيف يحدث ذلك؟

كيف يمكن لطائرةٍ التحليق دون أي مُحرِّكات؟!

يقول الطيار والمؤلف باتريك سميث في كتابه Cockpit Confidential: “بينما قد يكون ذلك مفاجئاً بالنسبة لك، فإنَّه من المألوف بالنسبة للطائرات التحليق خلال ما يسميه الطيارون (رحلة الخمول)؛ إذ تصل فيها المحرِّكات إلى حالة الدفع صفر، وتظل تعمل على الأنظمة الحرجة، لكن من دون أي قوة دفع. يهبط مستوى الطائرة في الجو عدة مرات دون معرفة ذلك. يحدث ذلك في جميع الرحلات الجوية تقريباً”، بحسب الصحيفة البريطانية.

ويوضح سميث أنَّ قوة الدفع الخاملة تقوم بعملٍ أصعب مما يقوم به المُحرَّكان معاً، لكن ليس قدراً كبيراً. ويُشبِّه ذلك السير بسيارةٍ إلى الأسفل منحدرةً على تلة مع الضغط على المكابح.

يكون لدى الطائرات المختلفة نسب انزلاقٍ مختلفة، ما يعني أنَّها ستفقد ارتفاعها بنسبٍ مختلفة أيضاً، ما يُؤثِّر على المدى الذي يمكن لهذه الطائرات التحليق إليه دون دفعٍ من المُحرِّك. إذا تُرِكت طائرةً للتحلِّيق بنسبة جر إلى مقاومة (10: 1)، على سبيل المثال، سيعني ذلك حينها إنَّ الطائرة ستفقد ميلاً واحداً (1.6 كيلومتر) من ارتفاعها كل 10 ميل (16 كيلومتر) من الطيران. وعند الطيران في الارتفاع العادي، وذلك عند 36 ألف قدم (11 كيلومتر)، ستكون الطائرة التي يتوقَّف كلا مُحرِّكَيها قادرةً على الطيران مسافة 70 ميلاً أخرى (112 كيلومتر) قبل الوصول إلى الأرض، بحسب تلغراف.

ويُضيف سميث: “إنَّ توقُّف المحرِّك بالكامل يُعدُّ أمراً وشيكاً في أي وقت، بنفس قدر احتمالية أن تتطوَّع مضيفة الرحلة بتلميع حذائك، لكن ذلك يحدث. ومن بين مُسبِّبات ذلك نفاد الوقود، والرماد البركاني والاصطدام بالطيور. وفي كثير من هذه الحوادث، يقوم الطاقم بالانزلاق هبوطاً دون وقوع أي ضحايا أو إصابات”.

هل وقع توقُّفٌ كاملٌ لعددٍ كبير من الطائرات؟

وبحسب الصحيفة البريطانية وقعت مِثل هذه الحادثة عام 1982، عندما مرَّت طائرة الخطوط الجوية البريطانية في الرحلة 747 المُتَّجهة إلى مدينة أوكلاند النيوزيلندية عبر سُحبٍ من الدخان البركاني الناجمة عن بركان جبل غالونغونغ في مقاطعة جاوة الغربية بإندونيسيا.

وبمعدل انزلاق حوالي 1:15، أدَّرك طاقم الطائرة أنَّ لديها قدرة على الانزلاق لمدة 23 دقيقة، ما يصل إلى 91 ميلاً (146 كيلومتر)، وكان هذا كافياً لأن تصل الطائرة إلى جاكرتا فحسب، حيث كانت ستقوم بهبوطٍ اضطراري، وقد عاد أحد المحرِّكات إلى العمل، وبعد ذلك عاد محرِّكٌ آخر، قبل أن تعود المحرِّكات الأربعة إلى العمل بالكامل، وتهبط الطائرة بأمان.

“لا أصدق ذلك – لقد تعطَّلت المحرِّكات الأربعة جميعاً”، كانت هذه كلمات مهندس الطائرة عندما بدأت مُحرِّكات طائرة الرحلة 747 في امتصاص الرماد الثقيل واحداً تلو الأخر.

شهدت الحادثة قيام الطيَّار بواحدٍ من أعظم ما يمكن أن يعلن عنه طيَّارٌ في تاريخ الطيران، إذ خاطب الكابتن إيرك مودي الركاب قائلاً: “سيداتي سادتي، معكم قائد الطائرة. لدينا مشكلةٌ صغيرة. جميع المحرِّكات الأربعة توقَّفت عن العمل. ونبذل قصارى جهدنا لإعادة تشغيلها. آمل ألا يُصيبكم الكثير من الضيق”.

هل يمكن أن يحدث ذلك لطائرةٍ حديثة؟

في العام الماضي، وُضِعَت كفاءة طائرة إيرباص إيه 380، وهي أكبر طائرة ركاب في العالم، قيد الاختبار العملي، إذ توقَّف أحد مُحرِّكاتها، وعندها اضطرت رحلة الخطوط الجوية الفرنسية إلى الهبوط اضطرارياً في كندا بعد أن تعرَّض أحد محرِّكاتها لعطلٍ شديد إلى حدٍ ما.

واُختُبِرت قدرة الطائرة على الطياران بثلاثة محرِّكات أيضاً عندما كان على الطائرة العودة إلى الوطن، فوق المحيط الأطلنطي، بثلاث محرِّكاتٍ فقط.

لكن ربما يُعدُّ أشهر موقفٍ اضطرت فيها طائرةٍ تجارية على الانزلاق بعد أن فقدت كل الدفع ما حدث في ما يُعرف بـ”معجزة نهر هدسون”، عندما هبط الكابتن تشيسلي سولينبرغر الشهير بـ”سولي”، بطائرة إيه 320 في نهر هدسون بعد أن اصطدم محرِّكا الطائرة بسربٍ من الإوز الكندي.

وقد أشاد باتريك سميث بسولي، لكنَّه أشار إلى أنَّه كان يقوم بعمله فحسب.

وقال: “لم يكن أي شيء مما فعله سولي ومساعده جيفري سكايلز سهلاً، ولم يكن الوصول إلى نتيجةٍ ناجحةٍ شيئاً مضموناً بأي حالٍ من الأحوال. لكنَّهما قاما بما كان ينبغي عليهما القيام به، وما قد تدَّربا على القيام به، لقد قاما بالشيء، الذي من المحتمل، أن يقوم به أي طاقم آخر في مِثل هذه الموقف”، بحسب الصحيفة البريطانية.

وبالنظر إلى أنَّ أي طائرة يمكنها الطيران دون أي قوة دفع من المحرِّك، فإنَّه من غير الضروري القول بأنَّه إذا توقَّف محركٌ واحد بصورةٍ مفاجِئة خلال رحلةٍ فإنَّه سيكون هناك خطرٌ محدود للغاية.

وبالفعل، كما يُذكِّرنا سميث، فإنَّ الطائرات مُصمَّمةٌ على نحوٍ يجعل من مُحرِّك واحد كافياً لإيصال الطائرة إلى الأرض عند توقُّف المُحرِّك الآخر – وهي مرحلةٌ تحتاج إلى مزيدٍ من الدفع أكثر من مجرد التحلِّيق.

يضيف سميث: “لدى الطائرات الأكبر حجماً مُحرِّكاتٌ قوية بشكلٍ لا يُصدَّق وقلاباتٍ ممتازة (مسطحات وشرائح وغيرها) ما يسمح لهم بالإقلاع والهبوط عند سرعاتٍ منخفضة نسبياً”.
لذلك، في حين يسعى الطيارون على الأرجح إلى تحويل مسارهم إلى مسارِ هبوطٍ اضطراري في حال توقُّف أحد مُحرِّكات الطائرة (كما تنص عليه قواعد التشغيل الثنائي الموسع المدى للطائرات ذات المحركين “ايتابس”)، ذلك الهبوط الذي ينطوي على التوجُّه إلى أقرب مطار، فلا داعي لأن يشعر الركاب بالقلق.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*