الرئيسية / محليات / سعد البراك: ‘متمصلحون’ داخل المعارضة

سعد البراك: ‘متمصلحون’ داخل المعارضة

الحقيقة – النهار

قال الدكتور سعد البراك ان ‘الإرادة السياسية» شفرة الحلول وام المشكلات التي تعاني منها الكويت في مواجهة تحدياتها على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، ولا بديل عن المواطنة من أجل تعزيز العمل الديموقراطي والخروج بسفينة التنمية الى بر الامان.

وبين في حديث له عبر صحيفة ‘النهار’، ان ذلك يرجع إلى الاسباب وراء الفشل الاداري الذي تعاني منه مؤسسات الدولة على مختلف تخصصاتها، وحملا القوى السياسية مسؤولية الركود واللاانجاز والمراوحة التي تعاني منها البلاد في العديد من قطاعات الدولة.

وكشف خلال حواره أنه ما دفعه الى تأسيس تكتل جديد يحمل رؤياه الى الوطن، سيخرج الى النور هذا العام، رؤيته ليبرالية تقوم على المواطنة ورفض القبلية وتبني على أسس مجتمعية والاهم من ذلك الدعوة الى التعددية.   وبيّن ان الحل السياسي السليم يتمثل في تطبيق الديموقراطية الحقة، القائمة على الانتخاب في جميع المستويات، مصرحاً بالقول: «لا حل في الكويت الا برئيس وزراء مدعوم من الاغلبية المنتخبة»، وأن «الاوطان تدار بصناعة الاجماع الوطني وبدونه لا يمكن لاي بلد التقدم خطوة للامام». وأضاف ان «لا يمكن تشكيل حكومة قائمة على اساس الولاء فقط دون العطاء في المعادلة». وحول الاحزاب السياسية الدينية قال انها فشلت وخرجت عن الدرب السليم، وشدد على ان « الالغاء والعزل والتشكيك لا يسمحان للنمو الطبيعي للتيارات السياسية المحترمة».

وفيما يلي تفاصيل المقابلة:

ما رأيك في الاداء السياسي الحالي، وكيف ترى مستقبله؟ لا سيما مع الاعلان عن اسماء التشكيل الحكومي الجديد   أعتقد اننا نعاني في الكويت من المراوحة، واعني بها التراجع وعدم التقدم، وهو حالنا منذ سنوات طويلة جداً، فاصبح الشلل السياسي يلقي باثاره على كل مفردات الدولة، ولا يمكن حل هذه المشكلة من خلال فرض اتجاه معين.

وربما فرح الفريق الحكومي بانتصاره قصير المدى خلال الفترة الماضية الخاص بمعركة بالصوت الواحد، فهذه ليست هي الطريقة التي يجب أن تدار بها الاوطان والشعوب، حتى ولو كان بطريقة «دستورية» او قانونية، فالشعوب والاوطان تدار بصناعة الإجماع الوطني، وبدونها لا يمكن لاي بلد التقدم بخطوة للامام، واعتقد اننا نعاني في الكويت من عجز في الاجماع الوطني. وهناك اسباب كثيرة لذلك التفصيل فيها قد يقودنا الى امن الدولة، ونحن لا نريدها بل نريد دولة الامن.   واستطيع القول ان القضية قضية ارادة سياسية، ومع كل الاحترام للجميع، وعلى الرغم من أن صناعة الاجماع الوطني، نشات في تاريخ الكويت منذ 300 عام، بما فيها اختيار الحاكم، الا انها غابت وهذا الغياب هو السبب في التعثر الذي نعانيه حالياً.

كيف ترى المخرج من الوضع السياسي الحالي وغياب ارادة التغيير؟

إن الارادة السياسية تترجم في قرار سياسي واضح، ولا يمكن أن نسير في المستقبل الا باجماع وطني مبني على حوار واولويات وخطة تشمل كيفية ان نسير سوياً الى المستقبل. فنحن في سفينة واحدة ولا يمكن ان نسير بمعزل عن بعضنا البعض والا سنغرق. فبدون الارادة لا يوجد حل.

القوى السياسية تحجم عن المشاركة في الحكومة؟ كيف ترى تاثير هذا التوجه على الحراك السياسي؟

في الفترة الاخيرة الماضية، الحكومات المتتابعة تشكل من فريق واحد بشكل ثابت ولون واحد، واود ان اشير الى ان القضية قضية ولاء وعطاء، وليست مبنية على واحدة منهما فقط، حيث انه لا يمكن تشكيل حكومة قائمة على اساس الولاء فقط دون العطاء في المعادلة، وان تكون عناصرها جميعاً من فريق واحد ولون واحد، بل يجب ان تكون التشكيلة الحكومية قائمة على تعددية الالوان السياسية.

ذكرت مسبقاً انك تنتمي الى حزب المساكين، ولكن ترددت بعض الاخبار عن انه تم عرض منصب وزاري عليك، ما تعليقك؟   لم يعرض علي اي منصب، وكله اشاعات، فانا مسكين انتمي الى حزب المساكين، ولم تعرض علي الوزارة، وذلك لانه ربما انتمي الى لون مختلف عن الذي يتم صبغه على التشكيل الحكومي، الذي لا يقبل اي احد من اللون الاخر في العمل السياسي.

وما هو لونك السياسي المفضل؟

لوني المفضل هو الازرق، الذي ينم عن حب الوطن والخلاص له وهو لون منتخب الكويت ايضا. واما البرتقالي فهو لون فريقي المفضل «كاظمة».

ومتى في رأيك سنرى اللون الاخضر؟

صناعة اللون الاخضر، الذي ينم عن التجانس والنماء، هي الاهم، ولتحقيقه يجب ان نركز على قضية الارادة فان وجدت وجدت الادارة ومن ثم تتحول الى نجاح، ويجب ان تكون قوية واضحة سياستها ومحددة لانها الاهم في صناعة الانجاز.   ولكن ما الحل في الوقت الذي ترفض فيه الكثير من الكفاءات المشاركة في الحكومة؟

أي شخص يحترم نفسه سيرفض العرض المشروط، وغير المرتبط بفريق، فالوزارة ليست شأن فردي، بل تقوم على اداء الفريق الجماعي، وبدون القناعة بالفريق الحكومي وبراسه وافكاره وافرادة ، وبرنامجه وقدرته على التغيير وخدمة البلد، لا يمكن ان يتحقق الانجاز. لذا لا بد ان يرفضوا، وهذه وليست قضية سلبية من وجهة نظري.   وفي الاصل ليس هناك شئ تعرضه في المناصب، والوطنيون اخر من يميلون الى المناصب، حيث ان لديهم الكثير من المجالات للانجاز، لذا تجدهم لا يتحملون «اللا انجاز»، ولا يقبلون بان يجلسوا على مائدة فارغة لا ياكلون فيها.   ومن الناحية الاخرى، هناك افراد يريدون شرف الجلوس على هذه المائدة الفارغة، وهم كثيرون.

سعد البراك لديه مشروع سياسي لانتخابات الامة؟

هناك افكار مثل «حشد» طرحتها من قبل وغيرها رغم انشغالاتك، حدثنا عن الشخصية السياسية التي تقبع داخلك؟   أعتقد ان السياسة ليست تخصص، وان لما لم تمارس السياسة كل الناس بدرجات متفاوته بدءاً من التصويت في الانتخابات لن يستقيم المجتمع.. وهي ليست تخصص. ولا يجب ترك المجال للسياسيين الانتهازيين الذين يريدونها كذلك.   وحتى في العلم نفسه تسمى العلوم السياسية بالعلم اللقيط، فبدون فهم اما التاريخ والاجتماع لا يمكن ان تفهم السياسة، ولذلك فان برامج تدريس العلوم السياسة في جلها تعتمد على علم التاريخ والاجتماع. ولذلك قضية ممارسة السياسة مسؤولية وامانة وليست خيارا، واعتبرها واجبا وطنيا يجب ان يقوم به كل فرد. لذلك لم اعزل نفسي عن السياسة في يوم من الايام.   والمجال السياسي دائماً مفتوح بالنسبة لي، فلدي مجموعة من الاصدقاء والناشطين، تدور بيننا دائماً حوارات سياسية منذ 30 عاماً، وفي كل انتخابات نتشاور، ونتخذ مواقفنا من شأن وقضية سياسية، حتى اننا ندعم بعض المرشحين، ففي الانتخابات التي عقدت (اربع اصوات) في مجلس 2012 ، رحمة الله عليه، دعمت فيصل اليحيي بالتويتر وهو يستاهل ذلك.   ونحن الان في مشاروات لتشكيل تكتل سياسي جديد مبني على اسس جديدة، لمن لا يشاركون السياسة علناً.   ولذلك فان الترشح للانتخابات بالنسبة لي قضية مفتوحة، لا «فيتو» عليها، أما بالنسبة لانشغالي بالتجارة فهي هواي لاني اعتقد انها اكثر فاعلية في اصلاح المجتمعات وتقدمها عن العمل السياسي المباشر.   والاقتصاد استطاع ان يوحد شعوبا متخاصمة، وعلى سبيل المثال، اوروبا تحاربت بالسياسة مئات السنين وتصالحت باليورو وارتفع شانها بالعالم كله، وكذلك «الحلم الاميركي» لم يتحقق الا بان بنيت على انظمة اقتصادية.

ما الرابط في التكتل السياسي الجديد الذي تسعى الى تأسيسه؟ وكيف يمكن تصنيف هذا المشروع؟

ليبرالي من الناحية السياسية، ولكنه يحمل قيم المجتمع ومعتقداته «محافظ». والرابط بين هذه المجموعة هو ما ينص عليه المشروع من «المواطنة» بلا طائفية او قبلية او حزبية أو عائلية، فنحن شركاء في هذا الوطن نتكاتف من اجل الانتقال بالمجتمع الى المستقبل، لذلك الكلمة المختصرة التي اخترناها «تقدم» وسياسياً تحمل رؤية ليبرالية جداً تدعو الى حكومة اغلبية منتخبة ، ورئيس وزراء منتخب .   فلا حل في الكويت الا برئيس وزراء مدعوم من الاغلبية المنتخبة. واقول هذا حباً في الكويت.

كيف تكون حكومة منتخبة ورئيس وزراء منتخب بدون وجود احزاب؟

مثلما نفعل في الانتخابات بدون احزاب منذ 50 عاماً. اود ان اؤكد على انه عند تعقيد الأمر لن نصل الى شئ. واعتقد انه يجب على البرلمان التصويت بالثقة على رئيس مجلس الوزراء. ودون ذلك لا يوجد حل.   ونظام ترشيح الاغلبية لمجلس الوزراء ليس ببدعة بل هو نظام متبع في العديد من دول العالم المتقدمة. فجوهر الديموقراطية حكم الاغلبية.

هل هناك جدول زمني لتنفيذ التكتل الجديد «تقدم»؟

نحن في وقت حساس جداً لأبعد درجة، واي حركة تفسر بشكل سلبي، وردات الفعل عليها تكون كبيرة. ونحن في بلد نحب ان نفسر كل شئ بانه فتنة.   ولكننا الان نتحاور بهذا الشأن، واذا تم الاتفاق فسنعلن عنه خلال العام الحالي، وان لم يتم الاعلان هذا العام فلا اعتقد انه سيخرج الى النور ابداً.

ما رأيك في دور الحراك الشبابي؟

لدينا شباب رائع وشعب حي مقدام ولديه حيوية كبيرة، وحرام ان تقتل هذه الصفات الجيدة في الشباب، فبلاشك الامل في الحراك الشبابي لاستقامة مسيرة الوطن.

 

ما دور المعارضة والقوى السياسية؟

المعارضة مساكين «ينطقون» فيهم، الناس اليوم تسترزق من ذلك، فالمعارضة بشر ومن الافاضل واجنتدهم وطنية ، ولكن بالتأكيد سيدخل معهم من يريد ان يتمصلح، وهو امر طبيعي في المجتمعات.

واعتقد انه يجب فتح حوار مباشر مع المعارضة، فمطالبهم مشروعة ومواقفهم وطنية خالصة، وعزلهم لهذه الدرجة فيه خطر على المجتمع ومستقبل الكويت.

كيف تتطور القوى السياسية؟

عندما تصنع نظاما مؤسسيا فنحن لم نصنعه منذ اليوم الاول ، حتى في الدستور لم نفعله كما ينبغي، حتى تكون التربة والارضية صالحة لنمو طبيعي لجماعات سياسية متقدمة، بل «لخبطنا» الجماعات السياسية باسلوب ادارتنا لها في الكويت.   الالغاء والعزل والتشكيك، لا يسمحا بنمو طبيعي لتيارات سياسية محترمة في الكويت، فلا نلوم الجنين على التشوه في سلوكه، لان الحاضنة لم تحسن التربية والادارة.

 

لديك رأي في القوى السياسية الاسلامية وكيف ترى اداءها؟

القوى السياسية الاسلامية اداؤها ليس جيدا، الكثير من قياداتها لما دخل السياسة فقد اتزانه وهويته الاصلية، فبرنامجها «اخلاقوي» يركز على القضايا المجتمعية، مثل خطورة حفلات الكريسماس على المجتمع، أكثر من اهتمامها بخطورة سرقة المال العام عليه، على سبيل المثال.   فالاولويات لدى القيادات الساسية الاسلامية مرتبكة، على حساب القضايا الاساسية، وعزلتها قبل الولوج الى السياسة اثر في فهم المجتمع ككل، وواجباته. وحتى منظورهم للاسلام والدين قاصر وجزئي، فمثلا موقفها من الحرية ليس مثل منظور الاسلام منها الذي منح حتى في الاختيار بين الاسلام والكفر.   فلا نستطيع ان نغلق حريات الناس، والا فاننا نقدم اكبر اساءة للدين. وهو ما جعلها تقطع علاقاتها مع الكثير من عناصر المجتمع، وعدم احتفالها بالتنوع في المجتمع وبحرية الرأي والسلوك ومحاولتها الدؤوبة للعب دور «الحسم» على المجتمع قلل شعبيتها واضاع فرصها، لذا تراجعت بشكل كبير في الانتخابات.   وانا شخصياً لا اؤمن بالدولة الدينية من الناحية الاسلامية، فالرسول (ص) عندما جاء الى المدينة أنشـأ دولة مدنية، وقال انتم اعلم بشؤون دنياكم.

هناك شخصيات اسلامية متميزة لها افكار في القضايا العامة هامة جداً واجهت مشكلة عندما دخلت الحكومة؟ هل ترى خلافاً بين الفكرة والممارسة؟ .. كيف تنظر لذلك؟

هناك محاولات صادقة من العديد من الشخصيات ذات الخلفية الدينية، ولكن عندما تاتي بافكار عملاقة، وتودع في صندوق على ظهر سيارة ضلت طريقها، بالتأكيد فان العطاء سيتحجم، وسيؤثر ذلك على تغيير السلوك.   ولا ألوم من حاول ولم يوفق، بل اشكره على ايجابياته في محاولة التجربة والاصلاح من الداخل، الا ان «المكنة» اكبر منهم بكثير، وهذا لا يعني اتخاذ موقف سلبي من المشاركة، « ومن المعلوم المقرر بالأدلة أن المجتهد المصيب له أجران، والمجتهد المخطئ له أجر واحد بنص السنة النبوية في قول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد).

وما موقفك ممن يتعارضون او يختلفون معك في التوجه السياسي أو الرأي؟

أحب واحترم كل تجمع ولا اشكك في المقاصد رغم امكانية اختلاف الاراء والمقاصد، لكن اي سلوكيات منحرفة يجب ان تشجب، وتصحح، ولكن علاقاتي طيبة مع الجميع ، وأثق بهم ، واتبع مبدأ « نتعاون فيما اتفقنا عليه ونعزر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه».   وهذا المبدأ هو ما يبني الاجماع الوطني، ولا شك أن هناك تجارب وشخصيات مضيئة جداً في تاريخ الكويت، على رأسها السياسي الفذ الدكتور احمد الخطيب، والعم محمد الرشيد، وسامي المنيس، والدكتور عبدالله النفيسي، وعبدالله النيباري. وقبلهم عبداللطيف الثنيان، وعبدالعزيز الصقر، شخصيات اضافت وابدت آراء وادوارا بارزة في تشكيل حاضر الكويت ومستقبلها السياسي.

ونحن الان نركز على الشخصيات والجوانب السلبية، التي تجعلنا لا نثق في جموع السياسيين، فتاريخنا طالما كان مليئاً بالشموس والاقمار والنجوم، وعلينا الاستمرار في صناعتهم، لان بدونهم لا نستطيع التقدم بشكل افضل.

على صعيد السياسة العالمية، كيف ترى موقع اميركا وموقفها من القضايا المختلفة من ناحية الربيع العربي وقضايا المنطقة؟

مشكلتنا في القراءة السياسية تتلخص في بيت من قصيدة بديوان ابو فراس الحمداني:» ونحـن أنـاس لا تـوسط بينـنـا لنا الصدر دون العالمين أو القبر».

فالثقافة العربية تميل الى الانحياز الكامل او العزل التام، وهذه الثقافة «خربة». وبالحديث عن اميركا، فهناك بالتأكيد مواضيع يجب ان تدان فيها بشدة مثل موقفها من القضية الفلسطينية، الا انه على الرغم من ذلك يجب ان نحترم نظامها وان نصدق افضليتها، لذا يجب الفصل بين الاشياء. خصوصاً وان 21 سفارة عربية لم تستطع ان تواجه سفارة اسرائيلية واحدة خلقت لوبياً اثر على النظام الأميركي.

ومعسكر غوانتانامو ايضا يعتبر عارا على اميركا وهم يقولون ذلك بانفسهم، فهم اول من حاربوه وليس شعوبنا العربية، والمميز في الثقافة الاميركية ان شعبها وقيادتها لديهم نظام له القدرة على التصحيح، وكانت من احد وعود اوباما ان يغلق المعسكر، ولكن المسالة اكبر منه فمن يحكم اميركا مؤسسات وليس افراد.   لذلك يجب النظر الى المواضيع بالقسط، ولا يعنى المدح في نظام غير اسلامي او اجنبي، ان يكون هذا اتباعاً دون هدى او تفكير.

ويجب الاقتداء ببعض الامور الايجابية في الدول المتقدمة، فنحن نجهل الكثير عن هذا النظام العملاق، ونتسبب بالمؤامرات لاننا عجزة وفشلة عن فهم الواقع. فليس كل التاريخ مؤامرات. ويجب الارتقاء بعلاقاتنا معها بصورة افضل، ففي النهاية هي بلد تبحث عن مصالحها.   ويجب البحث عن العيب في ذاتنا. ويجب ان نكون نفسا لوامة، ومن ثم تقوم بتصحيح الاخطاء.

«تقدم» في سطور

تكتل ليبرالي من الناحية السياسية، يحمل قيم المجتمع ومعتقداته «المحافظة».   الرابط بين هذه المجموعة هو ما ينص عليه المشروع من «المواطنة» بلا طائفية او قبلية او حزبية أو عائلية.   نحن شركاء في الوطن نتكاتف من اجل الانتقال بالمجتمع الى المستقبل.

«تقدم» سياسياً تحمل رؤية ليبرالية جداً تدعو الى حكومة اغلبية منتخبة، ورئيس وزراء منتخب.   ويرى انه لا حل في الكويت الا برئيس وزراء مدعوم من الاغلبية المنتخبة.

الاعلان عن «تقدم» خلال العام الحالي.   يجمع بين ابناء الوطن ممن لا مشاركة لهم في العمل السياسي.   يؤمن بالحراك الشبابي ودوره في رسم مستقبل الاوطان.

شخصيات مضيئة

أكد د. سعد البراك خلال المقابلة انه يحترم كل تجمع ولا يشكك في المقاصد رغم امكانية اختلاف الاراء والمقاصد، لكن اي سلوكيات منحرفة يجب ان تشجب، وتصحح.   وأضاف ان علاقاته طيبة مع الجميع ، حيث انه يتبع مبدأ «نتعاون فيما اتفقنا عليه ونعزر بعضنا بعض فيما اختلفنا فيه».   وهذا المبدأ هو ما يبني الاجماع الوطني، وعدد أسماء عدد من الشخصيات المضيئة جداً التي مرت على تاريخ الكويت، على رأسها السياسي الفذ الدكتور احمد الخطيب، والعم محمد الرشيد، وسامي المنيس، والدكتور عبدالله النفيسي، وعبدالله النيباري.

وغيرهم وعبداللطيف الثنيان، وعبدالعزيز الصقر، شخصيات اضافت وابدت آراء وادواراً بارزة في تشكيل حاضر الكويت ومستقبلها السياسي.

يجب أن نحاسب أنفسنا أولاً

شدد البراك في معرض حديثة عن الازمات العربية وعلاقتها بالولايات المتحدة الاميركية، ان الثقافة العربية تميل الى الانحياز الكامل او العزل التام، وهذه الثقافة «خربة».   وبالحديث عن اميركا، أكد أن هناك بالتأكيد مواضيع يجب ان تدان فيها بشدة مثل موقفها من القضية الفلسطينية، الا انه على الرغم من ذلك يجب ان نحترم نظامها وان نصدق افضليتها، لذا يجب الفصل بين الاشياء. خصوصاً وان 21 سفارة عربية لم تستطع ان تواجه سفارة اسرائيلية واحدة خلقت لوبيا اثر على النظام الأميركي.

واضاف ان معسكر غوانتانامو ايضا يعتبر عارا على اميركا وهم يقولون ذلك بانفسهم، فهم اول من حاربوه وليس شعوبنا العربية، الا انه بين في الوقت نفسه أن المميز في الثقافة الاميركية ان شعبها وقيادتها لديهم نظام له القدرة على التصحيح، وكان من احد وعود اوباما ان يغلق المعسكر، ولكن المسالة اكبر منه فمن يحكم اميركا مؤسسات وليس افراد.

أنا مسكين

«أنا مسكين» لم يعرض علي اي منصب، ولا احب التباهي بمثل تلك الأشياء حتى ولو حدثت.   وهناك بالطبع اشاعات، هكذا اكد د. البراك انه ينتمي الى حزب المساكين، ولم تعرض عليه مناصب في احدى وزارات الدولة، وذلك لانه ربما ينتمي الى لون مختلف عن الذي يتم صبغه على التشكيل الحكومي، الذي لا يقبل اي احد من اللون الاخر في العمل السياسي، وفقاً لقوله.

الألوان السياسية   فضل البراك استخدام الالوان في وصف الفرق والتكتلات السياسية في الكويت، مشيراً الى انه في الفترة الاخيرة الماضية، الحكومات المتتابعة تشكل من فريق واحد بشكل ثابت ولون واحد، مبيناً ان القضية في اختيار الوزارات يجب ان تقوم على ولاء وعطاء، وليست مبنية على واحد منهما فقط، حيث انه لا يمكن تشكيل حكومة قائمة على اساس الولاء فقط دون العطاء في المعادلة، وان تكون عناصرها جميعاً من فريق واحد ولون واحد، بل يجب ان تكون التشكيلة الحكومية قائمة على تعددية الالوان السياسية.

أولويات مرتبكة

استعرض البراك رأيه في التكتلات السياسية الاسلامية، حيث رأى ان اولويات القيادات الساسية الاسلامية «مرتبكة»، فينظرون الى بعض المواضيع الثانوية ويضخمونها على حساب القضايا الاساسية. واعتقد البراك ان عزلة هذه التكتلات قبل الولوج الى السياسة اثر في فهم المجتمع ككل، وواجباته. وحتى منظورهم للاسلام والدين قاصر وجزئي، فمثلا موقفها من الحرية ليس مثل منظور الاسلام منها الذي منح حتى في الاختيار بين الاسلام والكفر. وأشار الى انه لا يمكن ان تقوم سياسة على حساب غلق حريات الناس، والا فاننا نقدم اكبر اساءة للدين، وهذا الامر هو ما جعل القيادات الاسلامية السياسية تقطع علاقاتها مع الكثير من عناصر المجتمع، وعدم احتفالها بالتنوع في المجتمع وبحرية الرأي والسلوك ما قلل شعبيتها واضاع فرصها، لذا تراجعت بشكل كبير في الانتخابات الأخيرة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*