الرئيسية / كتاب الحقيقة / نص مسرحي ،،، بقلم الكاتب : عبدالعزيز الشعبان

نص مسرحي ،،، بقلم الكاتب : عبدالعزيز الشعبان

مرحباً عزيز و مرحباً بالجميع ، أعرفكم عن نفسي ، أنا اسمي ديمقراطية و أعتقد أنكم سمعتم عني كثيراً و لكن لم تروني ، لقد عرض عليّ منتج فني لعمل فيلم و سأكون ممثله في هذا الفيلم و اسمه ” مسرحية الدوله ” وهو فيلم يدور أحداثه حول حكاية لإنتاج مسرحي و قد أعطاني النص لقراءته ، الفيلم هو محاكاة لواقع مرير يمر به فريق مسرحي مكون من مخرج و ممثل و جمهور ، و أود أن تعطوني آرائكم بعد قراءتي للسيناريو ، الرجاء الالتزام بالهدوء ، لنبدأ.

تدور أحداث الفيلم أن هناك انتاج مسرحي أساسه هو المخرج الديكتاتور و الممثل الفاشل و هم من يتحكمون في زمام هذه المسرحيه و كيفية عرضها على الجمهور ؛ إن لدى هذا الممثل خمسين شخصية تتغير حسب تغير ظروف المشهد التمثيلي المقرر له ، فعندما يُظهِر الممثل شخصية الأسد يقوم المخرج بإعادة المشهد مرةً أخرى ويعود للمربع الأول ليذكرّه أن المشهد التمثيلي يلزم على الممثل أن يكون حمل وديع و ليس أسداً ، فمنذ عقود يقوم المخرج بتنفيذ خططه الاستراتيجية ليعزز سطوته و قوته على كل الممثلين الناجحين و الفاشلين ليكون هو في الصف الأول و النجم الأوحد عبر اضعاف الممثلين اكثر ، فعندما يعترض أحد الجمهور على كيفية معاملة المخرج للممثلين و فشله في اخراجه للفيلم يقوم المخرج بإصدار قرار بخروج الجمهور من القاعه بإلغاء تذاكرهم أو أن يتهمهم بتهم كيدية ترميهم بالسجون لعشرات السنين ، أو يفتعل حدث معين ليشغل الممثلين و الجمهور و يلهيهم بمطالباتهم بإعتزال هذا المخرج القمعي .

ورغم عنجهية المخرج بممارساته السلطويه على الممثلين الفاشلين، يلجأ الجمهور للتصويت للممثلين الفاشلين أنفسهم الذين لم و لن يقدروا على مجاراة سلطوية المخرج بمعاملته لهم ، فعلّة هذا الجمهور هو أنهم يصوّتوا على حسب توجه الممثل الطائفي أو القبلي رغم فشله ، فقد أصبح الجمهور جزءاً من أحداث هذه التمثيلية في المسرحية.

و بعد أن انتهت الديمقراطيه من قراءة سيناريو الفيلم ودّعت الحضور وكتبت كلمة بورقة و ألصقتها على الحائط و مفادها : ” أنا خشبة المسرح في المسرحية ، فالكل يقف عليّ ، فبدوني لا وجود لهم ، فيمارس المخرج سطوته و يمثل الممثل على جمهوره فيصفق الجمهور بحرارة رغم علمهم بفشل الممثل و وحشية المخرج ؛ أؤكد لكم أنني بريئة من أفعالهم فلقد صعدوا عليّ مستغلين خشبتي ليمارسوا أشنع الأعمال و أهبطها بإسمي، آمل أن ألتقي بمخرج مبدع و بممثل بارع في أقرب عرض مسرحي على خشبتي ، نراكم في وقت لاحق ، إلى اللقاء ” .

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*