جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب الحقيقة / عن أي حرية تتحدثون // بقلم : مشعل العازمي

عن أي حرية تتحدثون // بقلم : مشعل العازمي

الحرية هي إمكانية الفرد دون أي جبر أو ضغط خارجي على إتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة. مفهوم الحرية يعين بشكل عام شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما.

 

كثير منا يعتقد ان الحرية هي التصرف حسب ما يحب .. اما الحرية كما يصنفها الفيلسوف إيمانويل كانت هي حرية سالبة وتعني الحرية الشخصية هي امكانية اتخاذ القرار دون قيود وهي حق طبيعي, والحرية الموجبة هي الحرية المعطاة أو إمكانية معطاة ليستطيع الانسان ممارسة الحرية السالبة وهي حق انساني أساسي .

 

هذا تقريبا هو مفهوم الحرية الاساسي للفرد والمجمتع .. ولكن ومما شاهدت في مجتمعنا ان هذا المفهوم لا يعتبر من الحرية .. بل الحرية هي شتم الآخرين وانتقاد خصوصياتهم وحياتهم الشخصية والتصرف بعادات سيئة جدا وتخدش حياء المجمتع بكل وقاحة وقلة أدب, بل ويصل الامر إلى ان يتم تحديد الحريات حسب مزاج الافراد وإنتمائهم ..

مثال :

سأقوم بشتمك .. وانتقاد تصرفاتك .. لأنك لست من جماعتي ومعارفي .. وسأستمر في الشتم ولا يحق لك بأن ترفع علي دعوى أو قضية لأنني أنا أنا .. وأنت ولا شيء ..

ولكن إذا قام أحد معارفي بالقيام في مثل تصرفاتك .. يحق له لأنه ليس أنت ..

شاهدنا هذا التصرف الوقح في عدة مواضيع وفي مواقع التواصل الاجتماعي يظهر واضحا جدا .. يبدأ الموضوع بإنتقاد شخص و ( هشتقته ) وعندما يقوم زميل لهم بعمل تصرف مشين يبدأون بالتبرير وإدعاء حرية الرأي والحرية الشخصية .. بينما ما قام فيه الشخص الأول لا يعتبر حرية رأي … فقط لأنه ليس من ( حبايبهم )

كلنا ندعم الحرية الشخصية وحرية الرأي ولكن الأزدواجية في المعايير لا تعتبر حرية .. بل هي نفاق اجتماعي ووقاحة تدل على مجتمع غير واعي لحريته وسلوكه تجاه الاخرين, كلنا نريد التحدث بصراحة ونعبر عن آرائنا وأفكارنا .. ولكن إذا كانت هذه الاراء والافكار تمس الاخرين في خصوصياتهم وشخصهم فحدود حريتنا تقف هنا ..

لا أحد يستطيع إلزامي بطريقته كما هو يريد (كما يؤمن هو ويعتقد أن هذا هو الأفضل لي وللآخرين) لأصبح فرحا وسعيدا. كل منا يستطيع البحث عن سعادته وفرحة بطريقته التي يريد وكما يبدو له هو نفسه الطريق السليم. شرط أن لاينسى حرية الآخرين وحقهم في الشيء ذاته .. هذا ما قاله الفيلسوف إيمانويل كانت عن حريتك وحرية الآخرين.

ولأننا مجتمع ( يحب السوالف ) مقالي هذا لا أقصد فيه كل المجتمع  .. بل البعض .. وقد يكون أغلبهم .. فالحرية بالنسبة لمجتمع العزيز قائمة على المثل القديم ” حبيبك يبلعلك الزلط وعدوك يتمنالك الغلط ”

 

 

– مشعل العازمي –

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*