جريدة الحقيقة الإلكترونية
تقترب الأزمة الخليجية من دخول شهرها الخامس دون أن تلوح في الأفق أي بوادر إنفراج تنهي واحدة من أخطر وأكبر الأزمات التي قد تعصف بمستقبل مجلس التعاون الخليجي . إن دول الخليج اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضي بالجلوس علي طاولة الحوار والتحدث وجهاً لوجه بكل شفافية وصراحة وبقلوب مفتوحة وتتفق علي حل يرضي جميع الأطراف يكون بداية لمرحلة جديدة علي قاعدة إعادة بناء جسور الثقة والتفاهم المشترك لإذابة الجليد وعودة العلاقات لسابق عهدها وإنهاء الخلاف بشكل حاسم وعاجل . إن وساطة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله التي حظيت بدعم دولي وأقليمي يجب أن تكون حجر الأساس لنزع فتيل الأزمة ، تقديراً لجهود سموه وهو كما نعلم يحظي بقبول جميع الأطراف بحكم خبرتة وحنكتة السياسية وقدرتة علي حل العديد من النزاعات في المنطقة . لقد طالت الأزمة كثيراً وكان لها انعكاسات سلبية خطيرة مست بشكل مباشر النسيج الإجتماعي الخليجي واحدثت شرخاً عميقاً بين شعوب المجلس وكلما طال أمد الأزمة زادت حدة الإنقسام وأتسعت هوة الخلاف وهو مايتنافي مع الأهداف النبيلة والمبادئ السامية التي تأسس بموجبها ميثاق دول مجلس التعاون . أن دول الخليج اليوم تقف علي مفترق طرق في ظل الظروف الخطيرة التي تحيط بها وعليها ان تغلب لغة العقل والحكمة لتجاوز هذا المأزق الخطير . إن قوتنا تكمن في وحدتنا وتكاتفنا وتلاحمنا وعلينا ان نتسامي علي الجراح ونكون علي قدر المسؤولية لدرء الأخطار المحدقة بنا ونعود كما كنا علي قلب رجل واحد فنحن في النهاية أشقاء مصيرنا مشترك وهدفنا واحد !
