الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / رحلة الصمت إلى دواخلنا تُعزز الطاقة الإيجابية وتُخلصنا من الطاقة السلبية وتُمكننا من التغيير نحو الأفضل

رحلة الصمت إلى دواخلنا تُعزز الطاقة الإيجابية وتُخلصنا من الطاقة السلبية وتُمكننا من التغيير نحو الأفضل

«الوقت ينادينا فلنستمع إليه ولنتجه جميعا إلى أعماقنا لنحصل على سمو النفس والعقل ونساهم في التغيير نحو الأفضل»، هو ملخص الأمسية التي نظمها مركز هارموني هاوس الروحانية – فرع الكويت مساء يوم الأربعاء الماضي تحت عنوان «نداء الوقت»، استضاف خلالها المديرة الأوروبية لمنظمة براهما كوماريس العالمية الروحية جايانتي التي تدير أكثر من 150 فرعا تابعا للمنظمة على مستوى العالم، كما تمثل الأمم المتحدة في شؤون السلام، وتشارك كمتحدث رئيسي في مختلف المؤتمرات العالمية الخاصة بالسلام والبيئة.

نداء الوقت

وتناولت الأخت جايانتي في محاضرتها معنى نداء الوقت، معقبة على كل المشاكل التي بات العالم يعاني منها بدءا من التلوث البيئي وصولا إلى الضغوط الاقتصادية، فالاجتماعية إلى مشاكل الطلاق والزواج الثاني، لافتة إلى انه حتى في الهند حيث لم نكن نسمع عن مشاكل وحالات طلاق منذ 15 سنة مضت باتت حاليا تحصل وبكثرة في العائلات.

وقالت ان هذه المشاكل يمكن أن تجد حلولها في إيجاد عالم هادئ يمكن للجميع المشاركة في صنعه للحصول على حياة صحية ومريحة بإيجاد نوع من الثبات عبر وضع خطة قابلة للتغير مع المتغيرات حولنا إذ إن الثابت اليوم في عالمنا الحالي هو «عدم الثبات»، وبالتالي علينا البحث في دواخلنا عن الثبات النفسي والعقلي الذي لا يتم الا عبر التأمل.

التأمل

ولفتت إلى أن جميع الأطباء اليوم ينصحون بلحظات التأمل التي تساعد كثيرا في ثبات العقل، هذا الجزء المهم جدا في جسم الإنسان، مشيرة الى انه مع قليل من التدريب الذاتي عبر التأمل يمكن التحول نحو الطاقة الإيجابية التي تؤدي بالنهاية إلى مرحلة متقدمة من الثبات العقلي.

وبينت كيفية إزالة الضغوط عن عقولنا وهي بإزالة الاثقال عنها عبر جلسات التأمل التي تسمح لكل إنسان بالدخول إلى عقله والبحث عن مصادر القوة فيه، مشبهة عقل الإنسان ببطارية الموبايل التي تحتاج إلى إعادة الشحن لكي تعمل، وإعادة شحن العقل يتم عبر التأمل والتواصل مع الخالق دون قيود مما يؤدي إلى تخزين الطاقة في العقل والنفس معا.

وقالت إن جلسات اليوغا والتأمل تسمح بالدخول إلى الأعماق والاتصال بالأعلى والقدرة على مواجهة الخارج والتعامل معه بعقلانية وهدوء، لافتة إلى أن العقل الإيجابي يعني ان هذا العقل يتصل بقيم إيجابية تساهم بتحسين الحالة الصحية للإنسان.

المشاعر السلبية

وشبهت المشاعر السلبية بالمطرقة التي تضرب بنا وتبقى آثار ضرباتها لوقت طويل، أما الطاقة الإيجابية فإنها تأتي بسرعة وتذهب بسرعة، ومن الصعب رؤيتها والاحتفاظ بها، وبالتالي يجب التوجه نحو التأمل للمحافظة على الإحساس الإيجابي الداخلي لوقت طويل وذلك وفق توصية وتأكيدات عدد كبير من متخصصي العلوم الطبية.

أضافت أن لكل إنسان قدرة على التحمل، ورحلة الصمت إلى دواخلنا تساعدنا في زيادة هذه القدرة، وفي التخلي عن الصفات السلبية واتباع الفضائل والصفات الحسنة التي تخلق معنا فنحسن جودة علاقاتنا مع الآخرين وتقوي قدرتنا على العطاء دون الحاجة إلى الأخذ بالمقابل.

العمل والتأمل

وعن حسنات التأمل في مجال العمل، قالت بأن العقل أحيانا لا يقدر وبفعل الضغوط على اتخاذ القرارات الصحيحة في مجال عمله، الا انه واذا حافظ على سمو عقله عبر التأمل يجد نفسه ينظر الى الامور من عل وبالتالي يستطيع أخذ القرارات الصحيحة ويكون لديه القدرة على ايجاد الحلول وحسن التصرف.

ولفتت الى ان العامل المشترك بين جميع العلماء القدامى كان الصمت، فالصمت والتأمل يعطي القدرة للعقل لان يكون هادئا ما يساعد المرء على أن يكون منتجا وقادرا على إدارة الأمور وأخذ القرارات في جميع مجالات الحياة، لذلك يجب علينا جميعا ان نعيد شحن طاقاتنا من الطاقة التي يمنحها الله لنرى الأمور بشكل أفضل.

وختمت «يقول نداء الوقت: استخدموا قوة الصمت حتى تصلوا لما تريدون»، مؤكدة أنه إذا استخدمنا جميعا قوة طاقاتنا في المكان الصحيح فإننا وبمساعدة الله سنتمكن من إيجاد عالم جديد.

الجلسة الحوارية

وبعد المحاضرة، نظمت جلسة حوارية قدمتها الأخت آرونا عضوة في المنظمة، وشاركت فيها د.عبير الشرهان الناشطة في مجال حقوق الإنسان والحيوان، والمنتج والمخرج يعرب بورحمة مع الأخت جايانتي حيث تصدوا للأسئلة حول قوة التغيير النابعة من النفس بهدف الوصول الى عالم أفضل.

ووجهت الأخت آرونا عددا من الأسئلة إلى الضيوف الثلاثة كل في مجال عمله الإنساني بين التنمية المجتمعية والدفاع عن حقوق الانسان والحيوان وأهداف التأمل وماهيته وفوائده.

الإعلام الإيجابي

وتحدث المخرج يعرب بورحمة عن علاقة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بالمسؤولية لافتا ان كل ما يتم بثه لديه رسالة حتى لو لم تكن مقصودة لذلك يجب التنبه لهذا الشأن لأن أي منشور سيوصل رسالة للقارئ سواء ايجابية أو سلبية.

ولفت إلى أهمية هذا الإعلام ومساهماته في حركات التغيير بالإضافة الى علاقته الكبيرة مع المستهلك والتاجر والدور الاجتماعي الذي يقوم به، لافتا إلى أن الإيجابية يجب أن تطغى على تعاملاتنا في هذا المجال الذي يحتاج الى مراعاة القيم حين استخدامه.

وحول التحديات التي تواجهه في رحلة البحث عن الإعلام الإيجابي قال بورحمة ان هناك تحديات تكمن في ان القائمين على الإعلام يريدون زيادة الأرباح وليس زيادة القيم ويخلقون في الناس مخاوف ورغبات لتحريك دواخلهم ولجذبهم أكثر، أما الشباب فيقدمون إعلاما يريدون من ورائه الشهرة بابتداع كل ما هو غريب وجديد، بينما الأفضل ان نقوم بما نؤمن به وهذا ما أحاول تقديمه في أفلامي التي أستمدها من أرض الواقع لتسليط الضوء على قضايا محددة.

وتحدث عن فيلمه تحت عنوان «كان رفيجي» والذي يتكلم عن معنى الصداقة الحقيقية ويركز على التساؤلات في كيفية إيجاد علاقات صداقة حقيقية وكيفية التعامل مع تلك العلاقات، مشيرا الى فيلمه الاخر «عتيج» والذي يتحدث عن جيلين مختلفين بين الابن والأب الذي يريده أن يتصرف مثله ويعيش بنفس أفكاره ما يؤدي إلى رفض الابن ذلك وتراجع الوالد، لافتا إلى ان أفلامه تقدم رسالة على الشاشة لمساعدة الشباب لإيجاد حياة أفضل وتحمل المسؤولية والوعي بها.

ولفت إلى أنه في حياته يؤمن بأن الوقت بات يمر بسرعة وعليه ان يستغله بعدم اضاعة وقته وطاقته في أشياء غير مفيدة وبأن يكون إنسانا لا يقايض قيمه وعلاقاته مع نفسه والآخرين، لافتا الى ان حكمته في الحياة السؤال والاستفسار أفضل من إعطاء الأحكام دائما.

كيف تكون نباتيا؟

أما د.عبري الشرهان وهي التي تحولت الى نباتية بالكامل فتحدثت عن تجربتها وعن معنى أن يكون الإنسان نباتيا وعن هذا التغيير الإيجابي في حياتها الذي جعلها تكتشف الكثير من الأمور التي كانت تغفل عنها.

وقالت «قبل عشر سنوات لم يكن النباتيون معروفين واليوم بات لديهم تجمعات ومتاجر وكافيهات خاصة بهم»، لافتة إلى أن النباتيين يمكن أن يساهموا بإيجاد عالم أفضل عبر الصحة الجيدة التي يتمتعون بها والحفاظ على حياة الحيوان وبالتالي تقليل المشاكل البيئية.

وحول تعاملها مع غير النباتيين، قالت إنها بداية لم تكن نباتية وكانت تحب الحيوانات ولكنها تأكل بعضا منها وبالتالي لا يمكنها الحكم على أحد بل ما يمكنها فعله هو تقديم الحقائق للناس وجعلهم يقررون الأفضل لهم.

وقدمت بعض الحقائق الناتجة عن قتل الحيوانات، كأن يكون 50% من غاز الميثان الموجود في الجو بسبب فقدان الحيوانات، وأن أعدادا هائلة من الحيوانات تموت سنويا ما يؤثر على النظام البيئي في العالم، عدا عن أهمية النباتات وكيف تجعل صحتنا بشكل أفضل.

وقالت إن الإنسان ربما لا يستطيع التغيير دفعة واحدة، فالبعض لا يقدر حجم قواه وقدراته، ولا يؤمن بتأثيره منفردا في هذا العالم الواسع، لافتة إلى أن تجربتها بأن أصبحت نباتية أثبتت لها بأن كل إنسان يستطيع أن يكون فاعلا في التغيير فهي وحدها ساهمت في إنقاذ 3 آلاف حيوان بتوجهها نحو تناول النباتات فقط، متمنية من الجميع خوض تجربة أن يكونوا نباتيين ويلاحظون الفرق في حياتهم.

العلاج الداخلي

أما الأخت جايانتي، فأجابت عن التساؤلات التي طرحتها المحاضرة حول التأمل بأنها لاحظت خلال السنوات العشر الماضية تغيرا كبيرا من حيث توجه أعداد كبيرة نحو هذا العلاج الداخلي والاهتمام بوجود القيم، وهذا ما يمكن أن يوحد العالم فنحن من رسمنا هذه الحدود بين الدول فهي لم تكن موجودة وفي الصور الفضائية لا نرى حدودا، فالعالم عائلة واحدة وهذه القيم التي يجب ان تسود نحو عالم أفضل.

وأكدت أن العقل لن يتوقف عن التفكير، فلا أحد يمكنه ذلك فحتى في ساعات النوم يتحرك العقل وما الأحلام إلا دليل على ذلك، وجودة التفكير تكمن بالتأمل، فعندما أنقطع عن العالم الخارجي، يبقى التحكم في العالم الداخلي الخاص بي ملكا لي وحدي، وبالتالي أستطيع التحكم به وبعلاقتي الإيجابية مع نفسي، فأحصل على القوة والسيطرة للتأثير على العالم الخارجي.

وأكدت أنه لا يمكن لشيئين خاطئين أن يؤديا الى شيء صحيح، فتغيير السيئ لا يتم بالغضب وإنما بالإيمان بالخير والقدرة على التغيير، والنظر للآخرين بنظرة إيجابية ما يؤدي إلى رؤية أفكارهم الإيجابية، والاهتمام بالأمور المفيدة والتعلم من الأمور غير المفيدة.

ما «هارموني هاوس»؟

هارموني هاوس منظمة روحانية لديها أكثر من 150 فرعا في جميع أنحاء العالم، حيث قالت المحامية بدور الرشيد التي قدمت الأمسية وهي عضو فيها، ان المنظمة تهدف الى إيجاد عالم أفضل عبر تنقية النفس من الشوائب بالتزود بالقدرة والقوة التي يعطينا إياها الله عبر الاتصال به بالبحث في أعماقنا والدخول إلى ذواتنا برحلات صمت تبعدنا عن الشوائب وتنمي فينا القيم والفضائل.

وقالت إن جميع الناس ولدوا خالين من الشوائب والصفات السيئة إلا أن التعامل بين البشر وبعض العلاقات تسهم في خلق العادات والصفات السيئة، لافتة إلى أن وظيفة التأمل هي الابتعاد عن تلك الصفات كالحسد والغيرة واللؤم والكره والعودة إلى الفضائل والتعامل برقي وسمو مع الآخرين.

ولفتت إلى أن فرع المنظمة في الكويت ومقره في الرميثية يقوم بعدد من الجلسات باللغتين العربية والإنكليزية بشكل دوري، مشيرة إلى أن البرنامج المقبل يبدأ مع بداية مايو المقبل بجلستين أسبوعيا، وهي مجانية بالكامل، موضحة أن المنظمة لا تأخذ أجرا مقابل عملها إلا أنها تتلقى التبرعات التي تساعدها على تأدية عملها.

تجربة حية

قدم أحد أعضاء المنظمة سعود الفريج تجربته، فقال إن جميع أفراد أسرته من أعضاء المنظمة، وعندما بدأت أولى شقيقاته بالمشاركة في جلسات التأمل تساءلت الأسرة عن المكان الذي كانت تقصده والأنشطة التي تقوم بها فرافقتها شقيقتها للاطلاع فما كان منها إلا أن انخرطت في تلك الأنشطة وهكذا دواليك حتى بات أفراد الأسرة جميعا أعضاء في المنظمة. ولفت إلى أن جلسات التأمل التي يقومون بها تساعد على التواصل مع الخالق عز وجل دون واسطة عبر دخول كل فرد إلى أعماقه فيكتشف أن الحياة سهلة وبسيطة حين الحصول على السلام الداخلي، قائلا «ان نكون دائما مع الله ونعيش بسلام هو باب السعادة».

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*