الرئيسية / كتاب الحقيقة / تصوير حالة الإنكسار ، بقلم مشعل العازمي

تصوير حالة الإنكسار ، بقلم مشعل العازمي

السلام عليكم ..

 

أعرفكم بنفسي / أخوكم مشعل العازمي مدون في الشبكة العنكبوتية من ٢٠٠٤ ..

 

أشكر أسرة جريدة الحقيقة الالكترونية ورئيس التحرير وأهنيء نفسي بإنضمامي لأسرة الجريدة كأحد الكتّاب فيها .. كل الشكر لكم .

 

وهذه أولى مقالاتي .. بإسم مقال الاربعاء

 

(( تصوير حالة الإنكسار ))

 

لا شك بان التصوير الفوتوغرافي هوايه جميلة ولا يتقنها الا من له حس فني راقي ليتمكن من توصيل الجمال الذي يشاهده في العدسه ليوصله لأكبر عدد من المشاهدين خلال اقتناصه رائعة يلتقطها.

والتصوير الفوتوغرافي هوايه أو مهنة يمتهنا الشخص لكسب الرزق أو ممارستها كهوايه, وحالها كحال أي مهنة أو هوايه لها أصول وقواعد وأساسيات ولا تخلوا من شرف المهنة والنزاهة, كل مصور يقوم بإلتقاط صورة له هدف من هذه الاقتناصه .. فالبعض يلتقط صوره لمنظر جمالي أعجبه .. والآخر يلتقط صور ليتحفظ فيها كذكرى جميلة تجمعة مع احبابه ليوقف فيها تلك اللحظة الجميلة, وبعض التصوير كالتصوير الصحفي ينقل رسالة واضحة من خلال اللقطات التي يأخذا من قلب الحدث, وآخرين يحاولون ايصال رسائل معينة من خلال التصوير الفوتوغرافي.

بعض المصورين يذهبون الى المناطق المنكوبه في الدول المحتاجة ويقومون بالتصوير ( مع ) المنكوبين والمحتاجين

( أثناء ) عمليه التبرع وبعدها يبدأ بنشر هذه الصورة في مواقع التواصل الاجتماعية كإثبات ودليل بأنه قد ذهب لتلك المهمة الانسانية .. متناسيا انه بفعله هذا قد كرامه اخيه الانسان المحتاج لحظة انكساره, للاسف اصبح بعض المصورين يقومون بنشر صور المحتاجين والمنكوبين من احل فقط الشهرة مما أعتبره انا شخصيا ( الشهرة على جراح الاخرين ) وكذلك في الفترة الاخيرة أصبح التفاخر بالتصوير مع المنكوبين والمحتاجين مهنة من لا مهنة له , فكل يوم يظهر لنا هاوي للتصوير لا إسم له ولا خبرة في التصوير تجد صورة له منتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي مع احد المنكوبين .. وابتسامته من اذنه اليمنى إلى اذنه اليسرى .. ( طيب والمنكوب اللي يمك كبتن ؟ ما حسيت بإنكساره ؟ ) كأنك فخور بالتصوير مع احد المشاهير.

 

مراعاة مشاعر المنكوبين والمحتاجين تتطلب بأن تكون إنسان قبل ان تكون مصورا, لابأس بتصوير الاوضاع كيفية عيشهم أو حياتهم والبؤس الذي يحوم حولهم, وبالامكان تصويرهم مع مراعاة عدم اظهار الوجه فالمحتاج والمنكوب يملك كرامة مثله مثلك, ومؤلم جدا ان تقوم بتصويره وهو في حاله انكسار, فالرحمه لا تشترى ولا تلقن, بل هي نابعة في أعماق القلوب النقية كما يقولون, كلامي هذا ينطبق على كل من يقوم بالتسويق لنفسه من خلال قيامه بأعمال اخلاقية كتقديم الطعام او الخدمات لعمال النظافة في الشوارع وتصويرهم والتشهير فيهم من دون ان يعلم بأنه بهذا العمل قد اهان كرامه اخوه في الانسانية .. أكتب مقالتي هذه بعد أن كثر هذا النوع من التصوير والذي بدأ يقضي على هواية أو مهنة التصوير ويفقده غايته النبيلة .

 

 

 

العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية السياسية

 

المادة 17

 

1. لا يحوز تعريض أي شخص، على نحو تعسفي أو غير قانوني، لتدخل في خصوصياته أو شؤون أسرته أو بيته أو مراسلاته، ولا لأي حملات غير قانونية تمس شرفه أو سمعته.

2. من حق كل شخص أن يحميه القانون من مثل هذا التدخل أو المساس.

 

 

 

شطحة بسيطة : إذا بتصور … على الاقل امسح ملامح الوجه بالصورة

 

 

 

أخوكم مشعل العازمي – ولد النوخذة @Mkuwait78

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*