الرئيسية / كتاب وآراء / براءة في الهواء تتبخر

براءة في الهواء تتبخر

هناك لحظات تؤلم ويصعب نسيان ما نشعر به من حزن وخيبة الأمل وكثير منا يتجاهل مايمر به بفقدان ثقته بكل من حوله او حتى أنه يمكن ان يهرب من التفكير والخيال لكي يستطيع ان يكمل يومه بدون حزن فما نمر به من تجارب يمكن بأن يكون لها أثر كبير وسيطرة خارقة على قراراتنا ويمكن بأن تقتل في داخلنا الحب والبراءة والثقة فهذا كله يحدث بسبب خيبات الأمل التي نتعرض لها والكلمات الجارحة التي يكون لها أثر كبير في جعلنا بلا مشاعر ونلجا إلى طرق ملتوية ليس لكي نتلوث ونرمي بأنفسنا إلى الهاوية بل لكي لا نتلطخ ونفقد ما تبقى من طهارة أجسادنا ففي ريعان الشباب يكون المرء كالورقة البيضاء فما يلطخها هو ما تمر به من تجارب سيئة تجعلها سوداء وليس هناك ما يستطيع ان يجعلها تعود مثلما كانت والسبب لأنها أصبحت تعلم بشيء لم تكن تدركه من قبل فتجد بأنها في عالم يصعب فهمه فهي تحتاج لمئات التجارب لكي تعلم وتدرك كيف تستطيع العيش فيه فالصدق والوفاء أصبح صاحبه ضعيف الشخصية هكذا يرونه والمخادع الذي لا يرحم أحد يرونه قوي ويفعل مايريد وليس هناك من يعاتبه او حتى يوقفه عند حده فمن كان قلبه مثل الورقة البيضاء وليس لديه العقل الكافي فسيقع ضحية لهذه الأوهام فالقوة هي في العقل فمن كان يستطيع ان يسيطر على طمعه ويفرق بين الحق والباطل ويدرك ويثق بأن الغد سيكون أفضل ولا يجعل تجاربه الفاشلة توقعه في احتقار ذاته والجنون ويتعلم من كل تجربة كيف يستطيع ان ينجح في حياته ولا يركض وراء الماضي ويجعله يموت في داخله الأمل فهو حتما سينجح وهو القوي لأنه أدرك كيف يسيطر على ضعفه بالقوة الذي يمتلكها .

سهله المدني

عن Alhakea Editor

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*