الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / دراسة: القرود تصاب بالاكتئاب مثل الإنسان

دراسة: القرود تصاب بالاكتئاب مثل الإنسان

أظهرت دراسة صينية أن القرود تمر بمراحل اكتئاب شبيهة بتلك التي تحدث لدى الإنسان، وذلك بعد مراقبة وتحليل سلوك 1007 من قرود النسناس البالغة، التي تم احتجازها في سوزهو بالصين.
وتوصل الباحثون إلى أن 50 قردا من مجموع القرود التي تمت دراسة تصرفاتها أثناء الحجز، بدت عليها علامات مرض الاكتئاب المرتبطة بالاضطرابات الأيضية الخطرة، وتجلت في عدم الإقبال على تناول الطعام، والإحجام عن التواصل والتفاعل مع الآخرين، مثلما جاء في الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية روبورتس.

وبحسب صحيفة لوموند الفرنسية، فتوجد جوانب محددة من المرض التي يمكن قياسها في الحيوانات، وتكمن إحدى العوارض الرئيسة للاكتئاب في إصابة الحيوان بمرض انعدام التلذذ، وهو مرض نقص أو فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة المبهجة، حيث يتم قياس الرغبة في تناول الطعام الذي تحبه الحيوانات بشكل كبير، كما يتم أيضا قياس كيفية تفاعل الحيوانات اجتماعيا مع الحيوانات الأخرى من نفس الفصيلة، والتغيرات التي تطرأ على أنماط النوم والأنشطة النهارية، ويكمن السلوك الآخر الذي يستخدم بشكل اعتيادي في قياس اكتئاب الحيوانات في كيفية استعدادها للاستسلام عند تعرضها لأي وضع مجهد.
ويربط الكثير من الباحثين التغير في تصرفات الحيوان بالإجهاد، ويرون فيه أصلا اجتماعيا بطريقة مماثلة لكثير مما يحدث في المجتمعات البشرية الحديثة، حيث الموارد المحدودة التي تشكل أساس المنافسة الاجتماعية وتولد الضغط، هي موزعة بشكل غير متساو بين مختلف الطبقات الاجتماعية.

وإذا كان الملاحظون المدربون يؤكدون أنهم وبالاستناد للملاحظات يستطيعون الجزم ما إذا كان أي قرد مصاب بالاكتئاب، نظرا لتشابه تصرفاته العاطفية مع البشر، وذلك من خلال تفسير تعابير الوجه وحركة العيون التي هي مؤشر على ما إذا كان الحيوان يعاني من حالة الحزن، فإن موقع ديسكوفر الذي نقل الدراسة ولاحظ أن سلوك بعض قرود النسناس هو مؤثر نوعا ما، يتساءل عن الاستنتاج الذي خلصت إليه الدراسة ومدى صحته.
صحيح أن التشابه بين المجتمع الحديث وحظيرة القرود صالح لأول وهلة، لكن لماذا الجزم بأن هذه القرود تعاني من مرض الاكتئاب وليس الحزن، الذي هو استجابة عاطفية طبيعية، إذا كان أصلا من الصعب رسم الحدود بينهما لدى الإنسان.

هذه الحيوانات بالتأكيد تبدو حزينة وبائسة، ولكن ربما أنها ليست سوى نموذج للبؤس البشري وليس اضطرابا عقليا، علاوة على أن الدراسات المخبرية بخصوص القرود تم إجراؤها على مجموعة تعيش في أسر، محجوزة في أماكن محدودة تختلف عن بيئتها الطبيعية، وبالتالي يمكن أن يؤدي هذا إلى تغييرات مشابهة للاكتئاب وليس حتما مرض الاكتئاب، لأنه ومن أجل الجزم بمرض الاكتئاب لدى البشر يظل من الضروري مراقبة الاضطرابات المزاجية المتكررة بشكل مستمر لمدة طويلة قبل الحكم عليها.

لهذا، يظل شأن الدراسة مثل سابقاتها التي استندت لملاحظات وتقييمات تفتقر للموضوعية، ونتائجها لم تدعم باختبارات على الهرمونات التي تستطيع أن تكتشف ما إذا كان الحيوان يعاني من الإجهاد والتوتر، وإذا كان الاكتئاب هو آفة القرن الـ21 لدى الإنسان، فعلى الأقل أننا نعلم اليوم بأنه يمكن أن يصيب عالم الحيوان، وعليه فإننا بحاجة للمزيد من الدراسات لإثباته لدى الحيوانات والتوصل لعلاجه.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*