الرئيسية / كتاب الحقيقة / تناقض” إسلامي”

تناقض” إسلامي”

ننشر إليكم مقال للكاتبة نوال اليحيى خص به    مقاله بعنوان ((تناقض” إسلامي”)) نص المقال أدناه، والتعليق لكم:-

الاحتفاء الكبير والمبالغ فيه بالعمل الخيري واعتباره ملائكياً .. في مقابل التحرز من العمل السياسي والارتياب فيه واعتباره شيطانياً ..
الفخر بالإنجازات الخيرية، واحترام رموز” الخير” إلى درجة التقديس .. مع إغفال الإنجازات السياسية، والمشاركة في إثخان رموز” السياسة” بالطعنات الجارحة .. بحجة أنهم اختاروا هذا المجال” القذر” وعليهم تحمل ضريبة ذلك !
يشترك في هذا معظم المنتمين للتيارات الإسلامية على تنوعها مع عموم الناس باختلاف أطيافهم ..
وكلهم يعلم أن” الإصلاح” يحتم إصلاح الشأن السياسي ..
فالإصلاح لا يستثني السياسة ..
ولكل مجال طبيعته وأدواته ..
والكل يدرك أن المعركة السياسية أصعب، وتكاليفها أكثر، لا تبقي ولا تذر؛ طعن في الذمم، شتم للأسر، محاكمات، سجن، غرامات وسحب جنسيات …..الخ.
والكل يعرف أن هذه الفكرة المغلوطة السارية بين الناس إنما هي برعاية الأنظمة، التي لا تمانع من العمل الخيري كواجهات دعائية لتجميل صورتها .. وخداع السذج، لكنها تشن حروباً لا هوادة فيها ضد من ينطق بحرف لإصلاح حقيقي ..
نعم .. السياسة مجال قذر .. لأننا تركناها بأياد قذرة ..
والقذارة تحتاج إلى تنظيف .. لا إلى إهمال ..!
ولو أننا تعاملنا بوسواسية متناقضة، وطهارة زائفة، فتركنا بيوتنا قذرة لأننا نربأ بأنفسنا من أن تطالنا الأقذار .. لتراكمت، وأزكمت أنوفنا، وقضت بتلوثها علينا !
أليس من الحكمة وبعد النظر و” التضحية”!! قبول هذه الضريبة المؤقتة لهدف أسمى، ولنظافة أدوم؛
لنا ولبيتنا .. الكويت؟!
وفي الحقيقة فالتناقض قديم، واختيار السهل المريح يحسنه كل أحد .. وقد حاول المجاهد ابن المبارك التحذير منه في رسالة للعابد فضيل بن عياض حملت قصيدته المشهورة:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه
فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل
فخيولنا يوم الكريهة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا
رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا عن مقال نبينا
قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غَبَّار خيل الله في
أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا
ليس الشهيد بميت لا يُكتب
نؤمن أن كل ميسر لما خلق له .. ولكل مجاله ومواهبه وإمكاناته ..
وهذه دعوة للتكامل .. لا التناقض أو الكيل بميزان مائل ..
أنصفوا إخوتكم في العمل السياسي، فعملهم في الفساد صلاحٌ .. ومعركتهم أشرس .. فلا تزيدوا متاعبهم .. ولا تفتنوهم .. فتضطروهم لترك الثغر الذي يسدون .. فتندموا ..!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*