جديد الحقيقة
الرئيسية / عربي وعالمي / 7 تفجيرات انتحارية في بلدة القاع اللبنانية
Lebanese army soldiers patrol near the site where suicide bomb attacks took place in the Christian village of Qaa, in the Bekaa valley, Lebanon June 28, 2016. REUTERS/Hassan Abdallah

7 تفجيرات انتحارية في بلدة القاع اللبنانية

تعرّض لبنان الذي ينعم باستقرارٍ نسبي، رغم ما يحوطه من حرائق في المنطقة، الى هزّة أمنية قاسية وبالغة الخطورة أمس، ضاعفت من القلق المتعاظم الناجم عن الأفق السياسي المسدود أمام أيّ ملامح حلّ من شأنه إنقاذ البلاد من فم الفراغ القاتل الذي يلتهم الدولة مؤسسة تلو الأخرى.

وقلَب دويّ الانفجارات السبعة التي نفّذها الأنتحاريون في الرابعة والثلث فجراً وبعيد العاشرة مساء في بلدة القاع في البقاع اللبناني المشهد في بيروت رأساً على عقب، مع عودة الهاجس الأمني الزاحف من الحريق السوري إلى الصدارة في اللحظة التي كان يعدّ لبنان لموسمٍ سياحي ساحر.

ولم يقتصر ضحايا التفجيرات على سقوط عشرات القتلى والجرحا بعضهم في حال الخطر، بل تُشكِّل عودة ظاهرة الانتحاريين من البوابة السورية تحدياً أمنياً سياسياً باهظ الأكلاف في لبنان، الذي نجح أخيراً في حفْظ أمنه من خلال حربٍ وقائية مكّنت الجيش والقوى الأمنية من تفكيك شبكات وخلايا إرهابية عديدة، ولا سيما بعد تفجير برج البراجنة (الضاحية الجنوبية لبيروت) الانتحاري المزدوج الذي وقع في نوفمبر الماضي وأدى الى مقتل 41 شخصاً وجرح نحو 240 آخرين.

وتقاطعت تقديرات أمنية وسياسية حول القراءة الأكثر رواجاً للسيناريو الانتحاري الذي قضّ مضاجع لبنان بأسره أمس، والتي بدت أكثر ميلاً للقول إن بلدة القاع ذات الغالبية المسيحية لم تكن هي المستهدَفة، وأن الانتحاريين الأربعة كانوا في طريقهم إلى أمكنة أخرى.

وتستند هذه القراءة إلى معطيات عدة، بينها أن الانتحاريين لم يعمدوا إلى تفجير أنفسهم إلا بعدما انكشف أمر أحدهم صدفة، وأن ليس في بلدة القاع ما يمكن أن يشكّل هدفاً لأربعة انتحاريين في الرابعة فجراً.

وأبلغت مصادر أمنية رفيعة إلى «الراي» أن الانتحاريين الذين تسلّلوا إلى القاع سيراً على الأقدام، كانوا يعتزمون إما الانتقال إلى أمكنة أخرى في لبنان ربما لاستهداف إفطارات حاشدة أو مصلين في ليالي القدر، أو كانوا خططوا لاستهداف باصات للجيش اللبناني تنطلق من المنطقة قرابة السادسة والنصف صباحاً.

وروت هذه المصادر ملابسات التفجيرات، موضحة أنه قرابة الساعة الرابعة إلا 10 دقائق فجراً، شعر فرد من عائلة مقلّد كان يتناول طعام السحور بحركة مريبة خارج المنزل، فتفاجأ بشخص يحوم في حديقة بيته ومعه آخرون في الجهة المقابلة، وعندما سأله عن هويته أجابه أنه من مخابرات الجيش. ومع الشكوك التي ساورت المواطن بعدما ارتاب من لهجته استلّ سلاحاً يملكه وأطلق النار في الهواء، وعندها أقدم الانتحاري على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف كان يرتديه، وذلك أمام منزل آل مقلد الذي يبتعد أمتاراً عن مركز للدفاع المدني ونحو 200 متر عن كنيسة البلدة.

وفور وقوع الانفجار الأول وصلت سيارة تابعة لمخابرات الجيش اللبناني إلى المكان، فهرع انتحاري ثانٍ إليها وفجّر نفسه بها بعدما كان اختبأ قرب موقع الانفجارالأول، وبوصول سيارة الإسعاف التابعة للكنيسة سارع الانتحاري الثالث في اتجاهها وفجّر نفسه، ليتبعه الانتحاري الرابع بعد تجمّع مزيد من الأهالي الذين كانوا يطلقون النار في الهواء.

وفي موازاة الجانب الأمني، جاء الوقع السياسي للتفجير مربكاً، لا سيما وأنها المرة الأولى التي يقع فيها مثل هذا التطور ذي الصلة بتداعيات الحرب السورية وانخراط «حزب الله» العسكري بسورية، في منطقة ذات غالبية مسيحية هي القاع التي تشكّل امتداداً في جرودها لكل من رأس بعلبك وعرسال، والتي تحتضن منطقة المشاريع التابعة عقارياً لها (والمتاخمة للحدود السورية) عدداً كبيراً من النازحين السوريين.

وفيما تعاطت تقارير لقريبين من «حزب الله» مع تفجيرات القاع على أنها دليل على «أن الخطر التكفيري الإرهابي ليس محصوراً بجهة أو منطقة أو طائفة معيّنة»، كان الأبرز مسارعة رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع لتأكيد أن المعطيات حتى الساعة «وقناعتي حتى إشعار آخر أن القاع لم تكن مستهدَفة في ذاتها بل كان يوجد فيها انتحاريون يختبئون بانتظار أحد أو سيارة تُقلهم إلى مكان آخر، والقاع فدت لبنان كله لأن أبطالها توجهوا نحو الانتحاريين بأنفسهم فخاف هؤلاء وبدأوا بتفجير أنفسهم بالأحزمة الناسفة»، ومشيراً إلى «أن الانتحاريين الأربعة ربما كانوا يتحضّرون للذهاب إلى تجمعات بشرية في أماكن أخرى»، ورافضاً السير مع «التيار» الذي حمّل النازحين السوريين مسؤولية ما جرى إذ شدد على أنه «بعد 4 سنوات من نشوء مشكلة اللاجئين، المخيمات مضبوطة بشكل كبير، والأجهزة الأمنية تلعب دوراً كبيراً وعلينا مساعدتها».

وكان بارزاً أيضاً مبادرة قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى تفقّد موقع الانفجارات بعد ساعات قليلة من وقوعها، قبل أن تتولى مدفعية الجيش قصف مواقع للمسلحين في جرود القاع ومشاريعها.

ومساء، وقع ما لا يقل عن 3 انفجارات انتحارية جديدة في بلدة القاع.
وبحسب المعلومات، فإن الانتحاريين دخلوا الى البلدة على متن دراجات نارية، واستهدفوا تباعاً تجمعاً لأهالي البلدة امام الكنيسة حيث كانوا ينفذون وقفة تضامن تحضيراً لتشييع ضحايا التفجيرات الذين كانوا سقطوا نهاراً.
وترافقت التفجيرات مع حال استنفار كبير بين أهالي القاع الذين تمت دعوتهم الى حمل السلاح والتأهب لإطلاق النار على اي شخص غريب.
وبدأ الجيش عملية واسعة في القاع داعياً الأهالي لملازمة منازلهم، من دون ان يحدد طبيعة التفجيرين اللذين وقعا داخل البلدة، فيما أشلاء الانتحاريين امام الكنيسة.
وتم إعلان منع تجول النازحين السوريين في القاع ورأس بعلبك.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*