جديد الحقيقة
الرئيسية / محليات / بحر سريلانكا “قبلة” الكويتيين في الشتاء للبحث عن اللؤلؤ

بحر سريلانكا “قبلة” الكويتيين في الشتاء للبحث عن اللؤلؤ

واجه الكويتيون قديما مصاعب الحياة المختلفة خلال رحلة كفاحهم طلبا للرزق فقد سافروا بعيدا وغاصوا في أعماق البحار حتى في غير موسم الغوص وقصد كثيرون منهم بحر سيلان التي تعرف اليوم باسم سريلانكا بحثا عن مغاصات اللؤلؤ هناك.
وتميزت سيلان بصفاء سواحلها وهدوء تياراتها ودفء بحارها في فصل الشتاء فجذبت الكويتيين للقيام برحلات الغوص إليها إذ كانوا ينطلقون من البحرين في بواخر بحرية إلى موانئ سيلان في رحلة تستغرق أسبوعين وبأجرة تبلغ 12 روبية ومن غير جوازات السفر وكانت مدة الغوص هناك تستغرق قرابة شهر.
وكانت سيلان مستعمرة بريطانية من عام 1815 إلى 1948 وأشرف الإنكليز على الغوص ووضعوا قوانين تنظم عملية الغوص وكان أهمها الإبحار في زوارق يستأجرونها وعلى كل زورق جندي هندي يراقب الغواصين وكانت الزوارق تتجه إلى مغاصات اللؤلؤ في الصباح الباكر وعند انتهاء وقت الغوص يرفع علم على القارب إعلانا بانتهاء الوقت.
ولم تقتصر وظيفة الجندي على الإشراف والتنظيم فقط بل كان يراقب الغواصين حتى لايفتحوا الصدف (المحار) بالمفلقة إذ كانت الإدارة الإنكليزية تعاقب من يخالف هذه الأوامر ويتم بيع ثلثي المحار المغلق وتتقاضى ثمنه وتعطي الثلث الباقي من المحار للبحارة.
وذكر المؤرخ سيف مرزوق الشملان في كتابه تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي أن البحار المشهور (غيص) عثمان الخراز ذهب إلى غوص سيلان ثلاث مرات وأولها كانت في عام 1904.
وأوضح الشملان أن الرحلة الثانية في عام 1908 كانت خلال فصل الشتاء إذ انطلقت الباخرة من الكويت وعلى متنها 30 من البحارة الكويتيين وشهدت رحلتهم حادثة جنوح الباخرة وملامستها قاع البحر في جزيرة قاروه بسبب الحمولة الزائدة على الباخرة فقرر قائد الباخرة تركها والنزول في قوارب النجاة التي لم تكن تكفي عدد الركاب ولشدة برودة الجو والماء قرر الكويتيون المكوث في الباخرة على أمل أن تمر إحدى السفن وتنقذهم.
وأضاف أن الكويتيين اقترحوا على قائد الباخرة إلقاء الحمولة في البحر حتى يرتفع المركب وبالفعل كان الاقتراح صائبا فتوجهوا إلى البحرين ثم أخذوا طريقهم إلى سيلان حيث يسكن الغواصون في إحدى الجزر هناك والتي عادة ما تنشط فيها الحركة في مواسم الغوص وتكتظ الأسواق بالتجار والباعة والبحارة والمطاعم المزدحمة حتى حلول الظلام.
وتولى الإنكليز مهمة تحديد أماكن المغاصات في بحر سيلان يوميا وتراوح عمق المغاص من 8 أبواع إلى 11 باعا (الباع هو المسافة بين الكفين إذا انبسطت الذراعان يمينا وشمالا).
ويمكث الغواصون لمدة لا تزيد عن شهر متجنبين موسم اضطراب البحر ويجنون في تلك الفترة القصيرة الربح الوفير إذ تصل نسبة ربح كل غواص من 1500 الى 2000 روبية.
ومن أشهر البحارة الكويتيين الذين سافروا للغوص في سيلان عثمان إبراهيم الخراز وعبدالله بن راشد بن عيلوة وغيرهما من الكويتيين.
وفي عهد الشيخ مبارك الصباح تم منع الغوص في سيلان بسبب أن البحارة يستهلكون قوتهم ونشاطهم خلال فترة غوصهم في فصل الشتاء ما يؤثر على كمية إنتاجهم في موسم الغوص المعتاد.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*