جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / «السياسيون العائدون».. هل يتقبلهم الشارع؟

«السياسيون العائدون».. هل يتقبلهم الشارع؟

أمور بدأت تحصل هذه الأيام، منها على سبيل المثال، تغيّب بعض السياسيين عن الساحة لفترة من الزمن، ثم عودتهم بين ليلة وضحاها، ومحاولتهم لإعادة نيل ثقة الجمهور.. بل أكثر من ذلك، فقد يمر ما يمكن وصفه بـ«فترة جفاء» بين السياسي وقواعده ولأكثر من سبب، سواء بسبب عدم التجاوب مع طروحاته ومواقفه و«تقلباته»، أو بفعل انكفاء هذا السياسي لأشهر أو سنوات كاملة، وسعيه للعودة إلى المعترك.. أو على الأقل العودة إلى التحدث في المنتديات وفي وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
ومن خلال هذا السياق، يحاول السياسي إيجاد سبلا لإقناع الجمهور الواسع ــ أو الضيق ــ بمصداقيته، وحبّه للعطاء، وعدم التخلي عن قناعاته الفكرية أو السياسية أو الإنمائية، وعن متابعته لمجريات الأحداث في الداخل والخارج.
في حالة كهذه، قد يكون اتخذ في فترات سابقة مواقف لم تلق استحسان القواعد الشعبية أو قوى المجتمع؛ التي يحرص على مخاطبتها، وإذا به يحاول الآن إعادة النظر في هذا الجانب أو ذاك.. وفي الحقيقة، بعض السياسيين يعتبرون أن مواقفهم وتصرفاتهم صحيحة مئة في المئة، وأن الشارع لم يتجاوب معهم؛ وذلك بسبب تأثره بطروحات غير صحيحة، أو بحملات مفتعلة (ضد هؤلاء السياسيين).
في جميع الأحوال، كيف ستكون عودة السياسي إلى الشارع؟ خصوصا بعد أن يكون قد انبثقت من بين الجمهور (ومن بين كوادر ذلك السياسي) وجوه جديدة ذات قدرة على التأثير، وبالتالي بدأت تتكون طبقة سياسية ذات نمط آخر في التفكير. في مثل هذا التبدل «التلقائي»، لماذا تبقى العين مسلطة فقط على السياسيين الراجعين إلى الساحة، مهما يكن تأثيرهم الراهن أو حتى طروحاتهم الجديدة في حال بروزها؟!
هل سيتقبلهم الشارع على النحو الذي يعيد لهم مكانتهم وتأثيرهم في النفوس، وذلك مهما تكن تجاربهم، وإنجازاتهم السابقة، وقناعاتهم وشخصيتهم؟!
وبشأن هذه الطبقة الناشئة حديثا؛ فإن بعضها يكون قد استطاع تكوين قواعد لهم على الساحة، على هذا النحو أو ذاك، ففي حالة كهذه تزداد التساؤلات حول ما إذا كان لعودة «السياسي السابق» تأثير عليهم وعلى جمهورهم؟
قد يجيب البعض بصورة «جافة» ـــ إن لم نقل: متوترة ـــ على مثل هذا السؤال، فيقول: على السياسي الغائب ألا يحلم بالعودة إلى الواجهة؛ لأن الجمهور قد تبدّل، ولأن قيادات جديدة بدأت تفرض نفسها في قلوب الناس.. لكن آخرون قد يكون جوابهم مختلفا مئة في المئة، بالقول إنه مهما فعلت الشخصيات «الناشئة حديثا»؛ فمن الصعب أن تفرض تأثيرها، وأن تحقق أمورا ملموسة من دون أن تأخذ بتجربة السياسيين المخضرمين، ممن لهم تجارب مؤثرة (بحلوها ومرها)، لذا خروجهم النهائي من المعترك سيحدث فراغا.

بقلم الكاتبة : فوزية أبل

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*